هاجم الوزير الأول، عبد المالك سلال، مجموعة ال19 المطالبة بلقاء الرئيس بوتفليقة، وخاطبهم دون ذكرهم بالاسم: “شغلنا الوحيد هو تحقيق التطور الاجتماعي والاقتصادي، وليس لنا الوقت للدخول في الجدال السياسوي، الذي يبعدنا عن الحقيقة تحت سلطة رئيس واحد هو عبد العزيز بوتفليقة، والحكومة ثابتة في اتجاه تجسيد البرنامج الرئاسي تحت رقابة مباشرة ويومية للرئيس”. كان خطاب عبد المالك سلال، أمس، في لقاء مع المستثمرين لولاية البليدة، في إطار زيارة عمل وتفقد، موجها بشكل مباشر لأصحاب مبادرة ال19، الذين طالبوا بلقاء الرئيس. حيث قال: “لا أعرف في الساحة السياسية الوطنية من هو أحرص من رئيس الدولة على السيادة الوطنية، بكل مقوماتها، وهو الذي أكد في عديد المناسبات على الإبقاء على هامش مناورة للدولة في المجال الاقتصادي”. وردا على ما ورد في رسالة مجموعة ال19 في شق حق الشفعة، ذكر سلال أنه “تطبيقا لتوجيهاته (الرئيس) تم الإبقاء مثلا على حق الشفعة الذي لولاه لما تمكنا من استرجاع عدة استثمارات، والقوانين الجارية دراستها حاليا تكرس هذا الحق وتضمنه، ولن نتراجع عن ذلك ولو فاصلة، فحق الشفعة الذي تمارسه الدولة باق للحفاظ على الاقتصاد الوطني”. وهون سلال من مسعى مجموعة ال19، عندما أوضح أن “البلاد تمر بظروف واضطرابات صعبة، وتسعى الحكومة على إثرها جاهدة من أجل تجسيد المعنى الحقيقي للدولة الديمقراطية والاجتماعية لفائدة كافة الجزائريين، والحكومة الآن شغلها الشاغل الاتجاه نحو تحقيق التنمية، باعتبارها الحل الوحيد للتطور الاقتصادي والاجتماعي، فليس لنا وقت للجدال السياسوي الذي يبعدنا عن الحقيقة تحت سلطة الرئيس، وليست هناك دعاية للخروج من الطريق بكل وضوح”. وتابع الوزير الأول: “سنواصل جهودنا في تنويع الاقتصاد لخلق الثروة وتقليص التبعية للمحروقات، ومع ذلك سنواصل الدعم لهذا القطاع لكن دون الاتكال على البترول، فالتبعية له قضية انتهينا منها نهائيا، هذه هي بوصلتنا من أجل مواصلة التنمية من خلال بروز قاعدة صناعية قوية، وأيضا ستنتهي مشكلة العقار الصناعي في ظرف شهور قليلة، لأن الموارد الطبيعية، وإن ارتفعت، فإنها لن تلبي حاجياتنا، فأسعار البترول لن ترتفع في 2016، ربما في السنوات التي تليها”. وتساءل سلال: “من الغريب أن يقال في نفس الوقت لماذا لا نحرر الاقتصاد ولماذا نشجع المستثمرين وأصحاب المشاريع؟ ولماذا نواصل سياسات الدعم؟ ولماذا نراجع تسعيرات بعض الخدمات”، ثم أجاب: “التناقض عند من يلوم على كل شيء دون معرفة العناصر الفعلية لكل ملف، أما نحن فخطنا ثابت لم نتغير: تجسيد البرنامج الرئاسي الذي وافق عليه الشعب بكل حذافيره لأنه فعلا مشروع مجتمع متكامل، وذلك من خلال برنامج عمل صادق عليه البرلمان”. وذكر سلال المجموعة ال19 برسالة الرئيس في الفاتح نوفمبر، مبرزا: “لابد من احترام الرئيس ومؤسسات الدولة المنتخبة، ومن يرغب في الرئاسة ما عليه سوى انتظار 2019، وكفانا من الكلام الذي يخلق اضطرابات داخل المجتمع، ففريق الحكومة كامل متكامل لتنفيذ برنامج الرئيس”. وأشار سلال إلى أن “الأمم التي تمر بمحن وأزمات تخرج منها دائما أقوى، لقد تعلم الجزائريون من دروس ماضيهم، وهم الآن مقتنعون بأن الأمن والاستقرار مكسب وثروة كان ثمنها غاليا، ويجب ألا نفرط فيها أبدا، فالدولة تستطيع توفير الإمكانيات والثروة والازدهار هو الخيار السيد لشعبنا”. وأضاف سلال: “مستقبل بلادنا وأولادنا بين أيدينا، وعلى كل واحد منا أن يتحمل مسؤوليته، إما اليأس والحقد والشك، وإما الأمل والمصالحة والثقة في أنفسنا وفي وطننا، وهذه هي بالتأكيد عظمة بلادنا وشبابنا”.