سجل النفط الجزائر “صحاري بلند”، هذه السنة، أحد أسوأ مستوياته، خلال عشرية من الزمن، حسب تقديرات منظمة الدول المصدرة للنفط، إذ قبل أسبوع عن إغلاق تسليمات السنة الحالية، قدر معدل سعر النفط الجزائري ب54,98 دولارا للبرميل، وتتضاعف متاعب الجزائر بالنظر إلى تسجيل إنتاج النفط أيضا انكماشا. أفادت آخر الإحصائيات الصادرة عن منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك”، بأن متوسط سعر البترول الجزائري قدر ب48,36 دولارا للبرميل في سبتمبر و49,51 دولارا للبرميل في أكتوبر، بنسبة نمو بلغت 1,15 في المائة، إلا أن ذلك لم يسمح بتسجيل نمو إيجابي سنوي، يعد الأسوأ من نوعه خلال عشر سنوات ويقترب من المستوى المسجل سنة 2005، حيث بلغ سعر برميل البترول الجزائري 54,64 دولارا. ومن خلال التطورات المسجلة في الأسواق الدولية، فإن سعر النفط الجزائري سينهي العام الحالي بمستوى أقل من توقعات الحكومة الأولية، حيث كان المعدل المعتمد بالنسبة لقانون المالية التكميلي 2015، يقدر ب60 دولارا للبرميل، فيما تم تعديل المعدل في مشروع قانون المالية 2016 إلى 45 دولارا للبرميل، وهو ما يؤشر على صعوبة الوضع العام، حيث تتوقع العديد من الهيئات بقاء سعر النفط متدنيا لفترة طويلة نوعا ما. ويبقى النفط الجزائري قريبا جدا من معدل سعر مؤشر برنت بحر الشمال، حيث تدنت الرسوم الإضافية إلى 0,32 دولار، مقابل 0,60 إلى 0,80 كمعدل سابق، كما أن المعدلات المسجلة خلال الأسبوع تنبئ بنهاية سنة صعبة، حيث لم يعد يفصلنا مع نهاية تسليمات هذه السنة سوى أسبوع واحد، وقد سجل سعر برنت بحر الشمال تقلبات عديدة، لكنه ظل تحت سقف 50 دولارا بكثير، فقد بلغ أمس حوالي 44,2 دولارا للبرميل، مقابل 44,06 دولارا في 12 نوفمبر و45,8 دولارا في 11 نوفمبر و47,44 دولارا في 10 نوفمبر و47,19 دولارا في 9 نوفمبر، وهو ما يعطي معدلا متواضعا بالنسبة لآخر تسليمات هذه السنة. على صعيد متصل، لا تزال الجزائر تعاني من انكماش إنتاجها من البترول أيضا، حيث أشار تقرير منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” عن تراجع ب3000 برميل يوميا ما بين سبتمبر وأكتوبر من السنة الحالية، حيث بلغ معدل الإنتاج في الجزائر 1,113 مليون برميل يوميا في سبتمبر مقابل 1,110 ألف برميل يوميا في أكتوبر، ويظل متوسط إنتاج البترول في الجزائر بعيدا عن الحصة الجزائرية ومعدل الإنتاج المقدر في 2012 بحوالي 1,2 مليون برميل يوميا، بينما قدر في سنة 2013 ب1,159 مليون برميل يوميا، أي أن معدل الإنتاج انخفض ما بين 2013 و2015 بحوالي 45 ألف برميل يوميا، علما أن النفط الخام يمثل حوالي 38 في المائة من حجم الصادرات الجزائرية من المحروقات.