تمكّن المنتخب الوطني من العودة بتعادل من دار السلام 2/2، حين واجه المنتخب التنزاني في ذهاب الدور التمهيدي الثاني من تصفيات مونديال روسيا 2018، في مباراة كانت تتجه إلى الانتهاء بنتيجة ثقيلة وبمهزلة حقيقية، لولا الهدّاف إسلام سليماني والتغييرات الفورية للمدرّب كريستيان غوركوف في الشوط الثاني لتدارك الموقف.. لعب المنتخب الجزائري إحدى أسوأ مبارياته على الإطلاق، وجعلنا الشوط الأول أمس، نستعيد سيناريو الخسارة المخزية أمام منتخب مالاوي في الدورة النهائية لكاس أمم إفريقيا 2010، ومباراة المغرب بمراكش ضمن تصفيات “كان 2012”، كون التشكيلة التي اقترحها المدرّب الوطني “تاهت” فوق أرضية الميدان، ولم تقو حتى على تنظيم صفوفها والتصدي لسيل الهجمات التنزانية التي انطلقت منذ الدقيقة الثالثة من عمر المباراة. ولم تقلّ الفرص الحقيقية للتهديف لمنتخب تنزانيا عن تسع فرص في المرحلة الأولى، وفشل فريد موسى في الدقيقة الثالثة في صنع الفارق وتصدّى مبولحي لفرصة ثانية دقيقة واحدة بعد ذلك، وأهدر موليموتنغي، في الدقيقة التاسعة فرصة أخرى رغم انفراده بالحارس الجزائري، قبل أن تردّ العارضة الأفقية لمرمى مبولحي قذفة ساماتا الصاروخية في الدقيقة 21 من عمر المباراة. وكاد المنتخب الوطني أن يتلقى الهدف الأول في الدقيقة 35، حين راوغ ساماتا الحارس مبولحي ليسدّد نحو المرمى، غير أن عودة القائد كارل مجّاني في آخر لحظة سمح بإبعاد الكرة من خط المرمى، بينما لم تتوقف متاعب دفاع “الخضر” عند هذا الحد، بدليل تضييع فريد موسى فرصة من ذهب بعدما مرت كرته محاذية للقائم الأيمن للحارس الجزائري، ليستفيد، بعد ذلك، ساماتا من كرة ذكية سمحت له بالانفراد بالحارس مبولحي، غير أن هذا الأخير تصدّى لكرته ببراعة. ضغط منتخب تنزانيا، وتمركز كل اللّعب في منطقة الدفاع الجزائري، أمام غياب كلّي لأي محاولات خطيرة من جانب الخط الأمامي ل”الخضر”، جعل منتخب تنزانيا يجسّد سيطرته المطلقة بتسجيل هدف في الدقيقة 43 برأسية المهاجم إلياس ماڤوري، مستغلا فتحة ذكية، ليلهب بها مدرّجات الملعب الذي غص بنحو ستين ألف متفرّج. متاعب المنتخب الوطني تواصلت في الشوط الثاني بسبب تهلهل دفاعه وغياب خط وسطه، وراح النجم ساماتا يتلاعب بالدفاع الجزائري، ويراوغ ويتوغل ويسجل الهدف الثاني بسهولة في الدقيقة 55 من عمر المباراة، وجعل الشك يراود كل الجزائريين في حقيقة قوة المنتخب الجزائري، خاصة وأن كل المؤشرات كانت توحي لتكبّد المنتخب الوطني لهزيمة نكراء تاريخية. حالة الطوارئ التي أفرزتها معطيات المباراة، جعلت المدرّب كريستيان غوركوف يحدث تغييرات منذ انطلاق الشوط الثاني، وإعادة تصحيح انتشار اللاّعبين فوق أرضية الميدان وتغيير مناصب بعضهم، واستبدل المهاجم إسحاق بلفوضيل بلاعب الوسط نبيل بن طالب، واضطر، بعد الهدف الثاني لمنتخب تنزانيا، إلى إقحام المدافع هشام بلقروي في مكان سفير تايدر، وأعاد وليد مسلوب إلى منصب مسترجع للكرات. وتمكّن المنتخب الوطني من استعادة توازنه، ونجح المدافعون في التصدي لعدة محاولات تنزانية، قبل أن يتمكّن إسلام سليماني من تقليص الفارق في الدقيقة 71 بعد فتحة من وليد مسلوب ليعيد الأمل لرفقائه، قبل أن يستفيد من كرة ذكية من زميله رياض محرز في الدقيقة 75، ليضيف الهدف الثاني وسط فرحة عارمة لكل اللاّعبين وأعضاء الأطقم الفنية والطبية والإدارية. تعديل النتيجة من طرف سليماني، أكسب “الخضر” ثقة كبيرة، وراحت تشكيلة غوركوف تسيّر ما تبقّى من عمر المباراة، بعد تراجع أداء المنتخب التنزاني الذي انهار بعد عودة المنتخب الجزائري، وأشرك غوركوف المهاجم بغداد بونجّاح في الخمس دقائق الأخيرة بدلا من سليماني الذي بذل مجهودات كبيرة، لتنتهي المباراة التي أدارها الحكم الدولي المالي مامادو كايتا بالتعادل 2/2، وهي نتيجة تُعبّد طريق التأهّل إلى دور المجموعات ل”الخضر” قبل موعد مباراة الإياب بعد غد الثلاثاء بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة بداية من الساعة السابعة والربع مساء. ر. و بطاقة اللقاء ملعب بن جامان مكابا بدار السلام بتنزانيا، تنظيم محكم، طقس حار ورطوبة عالية، أرضية سيئة، التحكيم للثلاثي المالي بقيادة ماحامادو كيتا بمساعدة بالا ديارا ودريسا نياري. الحكم الرابع: هارونا كوليبالي (مالي) الأهداف: الياس ماڤوري (43)، ساماتا (55) لتنزانيا إسلام سليماني (71 و75) الإنذارات: حميد ماو (71) من تنزانيا، بن طالب (82) مثل تانزانيا: علي مصطفى - كامومبي - يوندان - حروب - أوليمونغو - يحيى عباس (ثم سعيد ندملا 67) - ماڤوري (ثم نكاسا 67) - حميد ماو - فريد موسى - ساماتا - حاجي منڤوالي. المدرب: شارل بونيفاس مكواسا مثل الجزائر: مبولحي - زفان - غولام - ماندي - مجاني - ڤديورة - تايدر - محرز - مسلوب- سليماني (ثم بونجاح 88) - بلفضيل (ثم بن طالب 46) المدرب: كريستيان غوركوف