نجح المنتخب الوطني لكرة القدم في العودة بنقطة ثمينة من تنزانيا بعدما قلب تأخره بهدفين بدون رد، إلى تعادل ثمين أمس أمام المنتخب المحلي، في لقاء جرى بدار السلام لحساب الدور التمهيدي الثاني من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018 بروسيا. وشهدت بداية اللقاء أول فرصة خطيرة من طرف المنتخب التنزاني عن طريق نجمه ساماطا في الدقيقة 3، الذي استغل خطأ في المراقبة من مدافعي الخضر، ومرّر إلى زميله الذي لم يستغل الفرصة وسدد فوق المرمى، ليعود أصحاب الأرض والجمهور في الدقيقة الثامنة لتهديد مرمى الحارس مبولحي، بتسديدة من اللاعب أوليموانغي، مرت فوق العارضة. وفي الدقيقة 11، سُجلت أول محاولة هجومية حقيقية للخضر عبر المهاجم إسلام سليماني، غير أن تسديدته كانت ضعيفة، ليحاول زميله بلفوضيل التوغل في الدقيقة 15 بعد مراوغته مدافعي تنزانيا، لكن تسديدته ارتطمت بأحد لاعبي المنافس. وبوصول الدقيقة 21 كاد منتخب تنزانيا أن يفتتح باب التهديف عبر أخطر لاعبيه؛ ساماطا، حيث راوغ عناصر الخضر وسدّد من بعيد، لكن العارضة حالت دون وصول كرته إلى الشباك، ليعود نفس اللاعب في الدقيقة 33 ويستغل تمريرة في العمق وينفرد بحارس المنتخب الوطني مبولحي، حيث راوغه وسدد الكرة باتجاه الشباك، إلا أن القائد كارل مجاني أخرج الكرة من خط المرمى إلى ركنية في الوقت المناسب. وتَواصل ضغط أصحاب الأرض والجمهور على مرمى الخضر؛ في محاولة منهم لإيجاد الطريق نحو الشباك، وكاد اللاعب منغوالي أن يباغت الحارس مبولحي بعد عمل ثنائي بين لاعبي تنزانيا، لكن كرته مرت جانبية بقليل عن مرمى مبولحي، بعدها انفرد ساماطا بالحارس مبولحي في الدقيقة 39، إلا أن هذا الأخير أنقذ مرماه من هدف حقيقي، لينتظر جمهور المنتخب التنزاني إلى غاية الدقيقة 43، والتي نجح فيها اللاعب ماغواري في افتتاح باب التسجيل عن طريق رأسية محكمة والكرة في شباك حارس المنتخب الوطني، مانحا التفوق لمنتخب بلادهم؛ في شوط لم يقدّم رفقاء اللاعب رياض محرز الشيء الكثير. ومع انطلاقة الشوط الثاني، قام الناخب الوطني كريستيان غوركوف بأول تغيير له في التشكيلة الأساسية، حيث أشرك اللاعب نبيل بن طالب مكان المهاجم إسحاق بلفوضيل، وهذا لتعزيز خط الوسط الذي كان يعاني كثيرا أمام لاعبي المنتخب التنزاني، وكانت أول محاولة في هذه المرحلة من جانب الخضر، عبر مخالفة محرز في الدقيقة 50، والتي مرت فوق مرمى الحارس التنزاني بقليل، بعدها بخمس دقائق قام اللاعب ساماطا بانطلاقة قوية، ليراوغ اللاعب ماندي وينفرد بمبولحي، مسجلا الهدف الثاني لفريقه في هذه المباراة، وهو الهدف الذي أربك كثيرا لاعبي المنتخب الوطني، وكاد يكلفهم هدفا ثالثا في الدقيقة 60 من جانب اللاعب التنزاني أوليموانغي. وقام التقني الفرنسي بالتغيير الثاني له في المباراة، ومس هذه المرة الدفاع بعدما أقحم هشام بلقروي مكان سفير تايدر مع بعض التغيير في الخطة التكتيكية، الأمر الذي غيّر نوعا ما من أداء رفقاء المهاجم إسلام سليماني، هذا الأخير نجح في تقليص النتيجة بهدف سجله في الدقيقة 71 بعد توزيعة رائعة من زميله مسلوب، استغلها هداف "الخضر" كما يجب، وهذا الهدف أثر كثيرا على طريقة لعب المنتخب التنزاني وأربك لاعبيه، وهي النقطة التي استغلها لاعبو المنتخب الوطني لصالحهم من أجل تعديل النتيجة، وكان لهم ذلك في الدقيقة 75 عبر نفس اللاعب سليماني بعد تمريرة في العمق من رياض محرز، حيث انطلق بالكرة وراوغ الحارس التنزاني، ووضع الكرة في الشباك. وبعد ذلك، حاول رفقاء اللاعب ساماطا أن يعودوا في النتيجة، حيث كاد أوليموانغي أن يسجل هدفا ثالثا في الدقيقة 78 برأسية خطيرة، غير أن كرته مرت جانبية، بعدها أشرك مدرب "الخضر" آخر أوراقه الهجومية بدخول بونجاح مكان سليماني؛ إذ حاول لاعب النجم الساحلي أن يصل إلى شباك المنتخب التنزاني بمحاولاته الفردية خلال الدقائق التي شارك فيها، لكنه لم يفلح في الوصول إلى مسعاه، لينتهي اللقاء بالتعادل الإيجابي بين المنتخبين، ويعود الخضر بنقطة قبل خوض مواجهة العودة هذا الثلاثاء بالجزائر. بطاقة فنية: ملعب بنجامين مباكا الوطني بدار السلام، جمهور غفير، أرضية سيئة، جو حار. التحكيم للثلاثي: محمادو كايتا، بلا ديارا ودريسا نيار (مالي). لإنذارات: حميد (د80) من تنزانيا / بن طالب (د82) من الجزائر الأهداف: ماغوري (د43)، ساماتا (د55) ل تنزانيا / سليماني (د71 و75) للجزائر. التشكيلتان: منتخب تنزانيا: مصطفى، كامومبي، يوندان، حروب، أوليمونغي، يحيى عباس (ثم سعيد ندملا 67)، ماقوري (ثم نكاسا 67)، حميد ماو، فريد موسى، ساماتا، حاجي منقوالي. المدرب: شارل بونيفاس مكواسا المنتخب الوطني: مبولحي، زفان، ماندي، مجاني، غلام، تايدر (بلقروي د60)، قديورة، مسلوب، محرز، بلفوضيل (بن طالب د46) وسليماني (بونجاح د88). المدرب: كريستيان غوركوف. تصريحات كريستيان غوركوف (مدرب الجزائر): "توقعنا صعوبة اللقاء، عانينا من ظروف المباراة لا سيما حالة الميدان والمناخ. الأمر الذي صعب علينا اللعب. المنافس يمتلك لاعبين جيدين على غرار عناصر تي بي مازيمبي. الأهم أننا عدنا في النتيجة وافتككنا تعادلا ثمينا. بصراحة لم نتوقع هذه النتيجة. لم نتأهل بعد ولا تزال مباراة أخرى. نأمل استعادة براهيمي وبودبوز وهما عنصران مهمان خاصة في الاحتفاظ بالكرة". بونيفاس مكواسا (مدرب تنزانيا): "الحظوظ كبيرة لتأهل الجزائر. لقد سيطرنا على المجريات لكننا ضيعنا عدة فرص للتهديف خاصة في المرحلة الأولى. ضيعنا الفوز بثلاثية، لكن المنافس عاد في النتيجة في ظرف قصير. ارتكبنا أخطاء أمام منتخب لديه الخبرة كلفتنا غاليا. كما أن الحظ حالفهم اليوم. إلى حد الآن لم نقص بعد لا تزال مباراة الإياب. إني متخوف من الإرهاق لدى فريقي لكني أثق فيه". نبيل نغيز (مساعد مدرب الخضر): التعادل مهم وسنحسم التأهل في مباراة العودة "لم نكن ننتظر هذا السيناريو على الإطلاق، كنا نعلم أن المنتخب التنزاني لن يسهّل علينا المأمورية، خاصة وأنه لعب على ميدانه وأمام جمهوره، إلا أننا لم ننتظر أن يباغتنا بتسجيل هدفين، لكن ومع مرور الوقت نجحنا في قلب الأمور وعدنا في النتيجة، بعدما استغلينا انهيار المنافس من الناحية البدنية، بعد الجهد الكبير الذي قام به في الشوط الأول، وهو ما لاحظناه من خلال متابعتنا له سابقا، كما أن عامل الخبرة كان له أثره فوق الميدان، وساهم في عودتنا في النتيجة.. صحيح أننا لم نكن في يومنا ولم نقدم الأداء الذي تعودنا الظهور به في وقت سابق، بسبب كثرة الغيابات من جهة والظروف الموجودة في إفريقيا، كما أن منتخب تنزانيا ليس مغمورا، وقد رأينا العديد من المنتخبات الكبيرة تعاني عندما تلعب مباريات مثل هذه، المهم أننا نجحنا في الظفر بالتعادل وسنعمل ما في وسعنا من أجل تحقيق التأهل إلى الدور المقبل لتصفيات كأس العالم 2018 في لقاء العودة". إسلام سليماني (مهاجم المنتخب الوطني): سنخوض لقاء العودة بشعار الفوز "هذه المباريات مهمة للغاية، وليس جيدا أن تنهزم في اللقاء الأول، لقد كنا متأخرين في النتيجة ولكننا كنا نؤمن بقدرتنا للعودة في النتيجة إلى آخر دقائق المواجهة، والحمد لله وفقنا في تسجيل هدفين، الحرارة والرطوبة أثرتا علينا قليلا، وهذه الظروف معروفة في الملاعب الإفريقية، نقطة التعادل التي عدنا بها من تنزانيا مهمة جدا في مشوارنا للتأهل للدور القادم من التصفيات الخاصة بكأس العالم 2018، وسنخوض لقاء الإياب بملعب مصطفى تشاكر بشعار الفوز ولا شيء آخر لاقتطاع بطاقة التأهل". أصداء ❊ خرج لاعبو المنتخب الوطني لكرة القدم مرفوقين ببعض أعضاء الطاقم الفني والطبي صبيحة أمس السبت، في فسحة اقتادتهم إلى بعض المناطق المجاورة لمقر إقامتهم بدار السلام، قبيل ساعات من انطلاق المباراة أمام منتخب "التايفا ستار"، واغتنم الخضر هذه الفرصة للترويح عن أنفسهم وتبادل أطراف الحديث حول مباراة أمس. ❊ عاد الوفد الجزائري إلى الجزائر مباشرة بعد انتهاء المباراة أمام تنزانيا، حيث تم السماح للاعبين بتحضير أنفسهم قبل التوجه لمطار جوليوس نيريري الدولي، ويكون الخضر فد وصلوا على الساعة 30ر3 صباحا، و سيبرمج الناخب الوطني، كريستيان غوركوف حصة استرخاء اليوم، قبيل الشروع في التحضير للقاء الإياب المبرمج هذا الثلاثاء على الساعة 15ر19 بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة. ❊ الرئيس الجديد لتنزانيا جون ماغوفولو وسابقه جاكايا كيكويتي حضرا مباراة أمس بين المنتخبين الوطني والتنزاني حسب الصحافة المحلية. ❊ يتنقل المنتخب التنزاني لكرة القدم إلى الجزائر على متن رحلة عادية، مرورا بإسطنبول حسب رئيس الاتحادية التنزانية، وسيقيم منتخب التايفا ستار بنزل بالبليدة. ❊ تمكن عشرات المناصرين الجزائريين الذين تنقلوا إلى دار السلام من استلام تذاكرهم على مستوى سفارة الجزائربتنزانيا، حيث أن القائم بالأعمال لدى القنصلية سليم مكيدش هو الذي سلم التذاكر مساء أول أمس الجمعة. ❊ دخل المنتخب الوطني مباراة تنزانيا التي جرت أمس بداية من الساعة 14:30 بالبذلة الخضراء، وذلك بعد اتفاق الطرفين على كل شيء في الاجتماع التقني الذي عقد أول أمس الجمعة، والذي عرف حضور الحكام الماليين وممثلي كل فريق. ❊ خاض المنتخب الوطني مباراة أمس بتشكيلة حملت عدة مفاجآت، كعودة رايس مبولحي أساسيا وكذلك عيسى ماندي الذي كان يعاني من إصابة، علما أن المواجهة تدخل ضمن مباريات ذهاب الدور التصفوي الثاني من منافسة كأس العالم 2018.