بريك مليكة، سيدة في نهاية العقد الخامس من العمر، وهبت فترة طويلة من حياتها لخدمة الحوامل بالمؤسسات الاستشفائية المختصة كقابلة في طب النساء والتوليد منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي قبل أن تقرر مؤخرا، وأمام حسرة كل من عايشوا فترة عملها الاستفادة من التقاعد بعد 38 سنة كاملة من الخدمة. دخلت مليكة السمراء، مجال طب النساء والتوليد سنة 1977 بمستشفى عين تموشنت القديم، وهي في ريعان شبابها، أين اكتسبت مودة واحترام الزملاء بفضل تفانيها الكبير في العمل، قبل أن تتحول إلى المصلحة المختصة التابعة للمركز الاستشفائي الجامعي بسيدي بلعباس مع بداية الثمانينيات ومن ثمة إلى مؤسسة التوليد الحالية الكائنة بشارع عبان رمضان بسيدي بلعباس. يقول عنها رئيس مصلحة الأطباء بالمؤسسة المذكورة البروفيسور أبو بكر، بأنها السيدة التي لا يمكن تعويضها “وهي التي تركت فراغا رهيبا بحكم الخدمات التي قدّمتها للمؤسسة وللقطاع ككل” حسب محدثنا الذي لا زال يحز في نفسه عدم إقدام الإدارة ومعها القائمون على القطاع على تكريمها “بعدما فضلت التحول إلى التقاعد في صمت”. ورغم مغادرتها لا يزال الطاقم الطبي لمؤسسة التوليد يحنون إلى زمنها الجميل ويتذكرون ذلك الوجه الملائكي الذي كان بين الفينة والأخرى يلقي إطلالة على مختلف الغرف أملا في تقديم المساعدة للمرضى ليس إلا. سيدي بلعباس: م. ميلود