*ثلاثون قابلة ستحلن على التقاعد والبحث عن البديل تقربنا أول أمس من المؤسسة العمومية لطب النساء والتوليد وطب الأطفال بمدينة تيارت للتعرف أكثر على عملها والصعوبات التي تواجهها الهيئة الطبية ومدى جاهزية الطاقم الطبي دون أن نخطر أو نعلم مديرها بزيارتنا فوجدنا الأطباء منهمكين في عملهم وما شاهدناه قبل أن نلتقي المدير للمصلحة السيد سكين العربي نصر الدين من حسن التنظيم داخل مختلف مصالحها وكذا النظافة التي يولي لها القائمون على المؤسسة اهتماما كبيرا وما لفت انتباهنا الصمت الذي يخيم على مختلف الأجنحة الطبية وحسن الاستقبال للنساء الحوامل أو ممن يعانين من أمراض مختلفة. وبعدها التقينا بالمدير الذي قدم لنا عدة شروحات حول عمل المصلحة الطبية والتي تعتبر الآن الرائدة في الجهة الغربية من الوطن بدليل أنها تستقبل حالات من تيسمسيلت التي تحتل المرتبة الأولى في التحويلات من المرضى ويليها غليزان ومعسكر وعين الدفلى حيث تستقبل المؤسسة الإستشفائية 40 حالة يوميا من هذه الولايات ذلك أنها أصبحت الآن رائدة في طب النساء والتوليد وقد سجل أيضا خلال السداسي الأول من السنة الجارية 1731 تحويل إلى ولاية تيارت فأغلب المرضى الوافدين من هذه الولايات يتقدمون إلى المصلحة الطبية بالرغم من طول المسافة وبعدها طلبا للعلاج حتى أن أطباء هذه الولايات يفضلون توجيه مرضاهم إلى هذه المصلحة. وأضاف مدير المؤسسة أن الأطباء يشرفون يوميا ما بين 40 و45 ولادة منها 18 عملية قيصرية وأشارت الأرقام المقدمة أيضا أنه خلال شهر جويلية الفارط سجلت المؤسسة الطبية 1045 ولادة و310 عملية قيصرية كما سجل خلال السداسي الأول 4590 ولادة وقد فسر مسؤول المؤسسة أن اللجوء للعمليات القيصرية هو بسبب إصابة الحوامل بارتفاع الضغط الدموي وداء السكري مما يتطلب غالبا اللجوء إلى مثل هذه العمليات والتي تكلل بالنجاح أما الفحوصات فقد سجل في نفس الفترة أيضا 8700 فحص بالأشعة . 30 قابلة سيحلن على التقاعد والبحث عن البديل لم يخف مدير المؤسسة تخوفه الكبير من نقص في القابلات فالمصلحة الآن تتوفر على 30 قابلة تجاوزن 30 سنة من مدة الخدمة في انتظار إحالتهن على التقاعد فالمؤسسة تعول عليهن كثيرا بسبب الخبرة المكتسبة فالمصلحة لم تسجل لحد الآن أية وفيات وهذا مكسب لها بفضل المجهودات الجبارة للقابلات وبالرغم من هذا فالمؤسسة الإستشفائية تسجل نقصا فادحا في القابلات وما بالك إحالتهن على التقاعد الأمر الذي يستدعي البحث عن قابلات ذي خبرة في الميدان وتدعيمها أكثر. وبالمقابل فإن الطاقم الطبي يتكون من 5 أطباء مختصين في طب النساء والتوليد منهم 4 من البعثة الصينية و3 أخصائيين حاملين لشهادات الاختصاص في التوليد و3 أطباء في الإنعاش دون أن ننسى أن المصلحة تضمن تكوينا مستمرا للطاقم الطبي. وأثناء جولتنا بمختلف الأجنحة توجهنا إلى مصلحة التوليد فلاحظنا أن الباب الرئيسي مغلق دائما ولا يتم فتحه إلا بعد الحصول على إذن مسبق تفاديا لأية حالات اختطاف للرضع كما وضعت المصلحة توقيتا مناسبا يخص زيارة الأولياء أو حتى الأمهات ممن خضعن لعملية قيصرية قصد إرضاع أطفالهن فالمصلحة من الداخل يسهر على تنظيمها أطباء وممرضين بصفة دقيقة مع التزام الهدوء والمراقبة المستمرة طيلة اليوم للرضع والتأكد من سلامتهم وهذا ربما عامل أدى إلى نجاح المؤسسة الإستشفائية عبر الجهة الغربية من الوطن. وقد صرح مدير المؤسسة أنها تتلقى الدعم المعنوي والمادي من مدير الصحة الولائي وكذا حرص الأطباء والعاملين بها على تقديم خدمة عمومية نوعية. ونشير إلى أن هذه المؤسسة الإستشفائية أصبحت رائدة في توليد الثلاثي والرباعي حيث سجلت المصلحة خلال 6 أشهر 16 ولادة من أربعة توائم و135 من ثلاثة توائم بعد أن كانت تلجأ الأمهات إلى العيادات المختصة فالمصلحة الآن بها أطباء ذي خبرة واسعة في هذا المجال وتعد الوحيدة عبر الغرب الجزائري التي تتكفل بمثل هذه الحالات المستعصية.