اهتزت أمس، مدينة سيدي عقبة، الواقعة شرق عاصمة الولاية بسكرة بنحو 20 كلم، على وقع جريمة بشعة ارتكبها أستاذ مادة الرياضيات في الطور المتوسط في حق زوجته، تاركا علامات استفهام حول الدافع الحقيقي من وراء هذا الفعل الشنيع. تفيد وقائع الجريمة، أن الزوج البالغ من العمر 40 سنة وأب لثلاثة أولاد، راودته فكرة قتل شريكة حياته البالغة من العمر 33 سنة، بسبب خلافات دائمة وشكوك تتعلق بالشرف والخيانة أفقدته صوابه، فقام بتحويل أبنائه الثلاثة إلى مسكن أخيه وطلب من زوجته تحضير نفسها بهدف نقلها إلى مسكن أهلها بإحدى بلديات جنوب ولاية باتنة، ثم ركبا سيارته وانطلقا في حدود التاسعة ليلا من ليلة أول أمس. وفي الطريق أوقف مركبته بقرية تهودة على بعد كيلومترات من سيدي عقبة، فحدث نقاش حاد بينهما انتهى بتوجيه ضربة قاتلة على مستوى الرأس للزوجة، ثم رشّ جسدها بسائل روح الملح ووجّه لها عدة ضربات بمنجل في مختلف أنحاء جسدها، ثم هشّم رأسها بحجرة وشوّه وجهها وذبحها، ليتركها جثة هامدة غارقة في دمائها ويرجع إلى البيت في حالة هيستيريا. وحسب مصادر موثوقة، فإن أحد المواطنين من سكان القرية، عثر على الضحية مرمية غير بعيد عن الطريق قرب المنطقة الأثرية، فأخبر الدرك الوطني الذين تنقلوا إلى موقع الجريمة للمعاينة ومباشرة التحقيق. وأكدت ذات المصادر، أن الجاني بعد ارتكابه للجريمة، طرق باب مسكن والده في الساعة الخامسة صباحا ليعلمه بأنه قتل زوجته، طالبا منه مرافقته ليسلم نفسه للدرك الوطني، ليعترف بالجرم المرتكب غير آبه بالعقاب. وأفادت شهادات جمعناها من سكان سيدي عقبة، أنهم أصيبوا بالذهول والغرابة كون الجريمة صدرت من أستاذ معروف بطيبته وخلقه ورزانته، حيث لم يصدقوا ما جرى، فيما أكد آخرون أن الجاني إضافة إلى أنه أستاذ، يمتهن التجارة في محله المخصص للأجهزة الإلكترونية. يذكر أن مصالح الحماية المدنية تدخلت وحولت الجثة إلى المستشفى وباشرت عناصر الدرك التحقيق لمعرفة ملابسات هذه القضية. وتضاف هذه الجريمة إلى سلسلة جرائم مشابهة وقعت في الأشهر الأخيرة، أقدم فيها أزواج على التخلص من شريكات حياتهم بطرق مروّعة، على غرار الجريمة التي هزت بلدية تاجموت في الأغواط الشهر الماضي، حيث أقدم شاب في 33 من العمر على قتل زوجته الحامل البالغة من العمر ثلاثين سنة، بواسطة صخرة كبيرة وجّهها إلى رأسها. وفي تفاصيل الجريمة، ذكر شهود عيان، أن الزوج ضرب زوجته الحامل وأم ابنته الوحيدة بعد أربع سنوات زواج، بواسطة صخرة كبيرة على مستوى الرأس أردتها قتيلة عند مدخل المنزل العائلي، ليلوذ بالفرار حاملا قضيبا حديديا كبيرا ويصيب 11 شخصا كانوا في طريقه. ونفس المشهد أكثر دموية تكرر في ولاية سوق أهراس شهر سبتمبر الماضي، عندما أقدم زوج على قتل زوجته وابنته، ووضعهما داخل أكياس بلاستيكية، واعترف بعد مرور أسبوعين على جريمته بالتبليغ عن ما اقترفت يداه. وأشارت بعض الروايات إلى أن الزوج أقدم على فعلته بعد حدوث سوء تفاهم بينه وبين شريكة حياته، ليحتجزها لعدة أيام قبل أن ينهي حياتها بالسلاح الأبيض. كما قام زوج بذبح أم أولاده المدعوة “ط.أ”، 30 سنة، بتاريخ 23 نوفمبر الماضي، ببيت قصديري يقع بحي قارة ببلدية السانية، قبل أن يلوذ بالفرار وسط ذهول سكان الحي أمام هول الفاجعة وبشاعة الجريمة المقترفة ضد الزوجة أمام مرآى ومسمع طفليها، بينما تدخلت مصالح الحماية المدنية لنقل الجثة وعناصر الشرطة العلمية لمعاينة موقع الجريمة ورفع البصمات. وأفادت بعض روايات الجيران، بأن الزوج قام بفصل رأس الضحية عن جسدها بعد شجار بينهما، قد يكون بسبب مباغتة الضحية بصدد إجراء مكالمة هاتفية، حسب بعض الشهادات.