تركت حادثة محاولة اقتحام مركز الشرطة ببلدية معاتقة بتيزي وزو من طرف انتحاري انطباعا لدى السكان بأن الحالة الأمنية لا زالت هشة، رغم أن آخر عملية إرهابية من هذا النوع تعود إلى أزيد من 5 سنوات. روت إحدى مواطنات بلدية معاتقة أن ليلة الحادثة لم تمر عليها بردا وسلاما، حيث اضطر زوجها إلى المبيت خارج البيت، بسبب عدم السماح له من قبل مصالح الأمن بالمرور نحو منزله، بعد حادثة القضاء على الانتحاري، حيث قامت قوات الأمن بتطويق المنطقة وباشرت عملية البحث والتحري تحسبا لوجود عناصر إرهابية أخرى بالمنطقة. وأضاف مواطنون آخرون أن الحادثة جعلتهم يعتقدون أن الوضعية الأمنية لا تزال متردية، وأنهم ليسوا في منأى عن عمليات مماثلة، وأصبحت تساورهم شكوك في وجود عناصر إرهابية أخرى بالمنطقة، رغم ثقتهم في مجهودات مصالح الأمن، خصوصا بعد تمكن هذه الأخيرة من القضاء على الانتحاري الذي كاد يوقع مجزرة رهيبة وسط أفراد الشرطة، لو تمكن من بلوغ المركز وتفجير نفسه بالحزام الناسف. وتقول روايات مختلفة إن الانتحاري يكون قد هيأ نفسه لإيقاع أكبر عدد من الضحايا. فإلى جانب الحزام الناسف، عثر لديه على قنابل يدوية وسلاح من نوع كلاشنيكوف، وعلى بعد أمتار قليلة من مركز الشرطة تم التفطن له من طرف الأعوان وتم القضاء عليه قبل وقوع الكارثة. ويعيش سكان بلدية معاتقة حياة هادئة في السنوات الأخيرة، رغم ما مرت به المنطقة من حالة صعبة خلال سنوات الجمر منتصف التسعينات، إلا أن تراجع العمليات الإرهابية خلال الأعوام الماضية بولاية تيزي وزو جعل المواطنين يشعرون بالأمن، رغم أن مواطني هذه المنطقة الجبلية لم تظهر عليهم علامات تدل على أن انتحاريا مر من هناك، فقد تواصلت الحياة بصفة عادية، وتحاشى الكثير من المواطنين الخوض في الحديث عن الموضوع. ومن جهة مصالح الأمن، فإن عملية تحديد هوية الانتحاري لا تزال متواصلة إلى غاية مساء أمس، دون أن تتسرب أية تفاصيل عن الموضوع، رغم الحديث عن العثور على بطاقة هوية بحوزة الانتحاري، إلا أن المصالح المختصة تأكدت من أن البطاقة لا تتطابق معه. كما عززت مصالح الأمن المختلفة من تواجدها عبر العديد من المناطق. وأعادت حادثة ليلة الأربعاء إلى الأذهان هاجس الخوف لدى السكان، ولوحظ، نهار أمس الجمعة، نفاد اليوميات التي تصدر أيام الجمعة في الأكشاك، في وقت مبكر على غير العادة. ففي مختلف مناطق الولاية، لم يكن حديث الناس في اليومين الأخيرين سوى عن محاولة انتحاري استهداف مقر للأمن، خصوصا أن الولاية كانت قد عاشت عمليات مماثلة، كتلك العملية الاستعراضية التي كان هدفها مبنى مقر الاستعلامات العامة التابعة لأمن الولاية، والذي خلف عشرات الجرحى، ودمر المبنى عن كامله عام 2008، وهو المبنى الذي لم تتم إعادة فتحه إلا في الأشهر القليلة الماضية، لتكون عملية استهداف محافظة الشرطة رقم 1 بعاصمة الولاية بسيارة مفخخة من طرف انتحاري، فجر يوم من أيام شهر رمضان عام 2011، آخر عملية من هذا النوع. وقرأ العديد من المتتبعين محاولة الأربعاء الماضي، التي كان هدفها مركز الشرطة بمعاتقة، كرد فعل على الضربات الموجعة التي ألحقتها قوات الجيش الوطني الشعبي بصفوف التنظيمات الإرهابية هذه السنة، وقد يكون الهدف منها الحضور الإعلامي للتنظيمات الإرهابية أكثر من أي شيء آخر، خصوصا أن اسم ولاية تيزي وزو أصبح في الأسابيع القليلة الماضية لا يفارق بيانات وزارة الدفاع الوطني المتعلقة بحصيلة عمليات الجيش.