عرفت أسعار البطيخ الأحمر “الدلاع” منذ دخول شهر رمضان ارتفاعا قياسيا على مستوى أسواق الجملة والتجزئة بمختلف ولايات الوطن، لتبلغ ضعف ما كانت عليه قبل حلول الشهر الفضيل، حيث قفز سعره بسوق التجزئة من 40 و60 دج إلى 150 دج للكلغ. ارتفاع لا يفسره بحسب المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك سوى جشع التجار وبحثهم عن التكسب على حساب “الفقراء”. في مؤسسة سوق الجملة للخضر والفواكه بالحطاطبة، وهي أحد أكبر أسواق الجملة للخضر والفواكه بوسط البلاد، بلغ أمس سعر فاكهة الدلاع “البطيخ الأحمر” 100 دج للكلغ، رقم يؤكد المنحى التصاعدي الذي يعرفه سعر هذه الفاكهة التي عادة ما تمثل منفذا للفقراء من غلاء باقي الفواكه خلال الشهر الفضيل، فضلا عن الإقبال عليها لغناها بالمياه التي تروي عطش الصائم، ويؤكد كل من تحدثنا إليهم من أصحاب المربعات والفلاحين المزودين للسوق بهذه الفاكهة، أن سعر هذه الأخيرة لم يكن يتعدى 45 دينارا للكلغ قبل شهر رمضان، حيث كان السعر يتراوح بين 40 و45 دج للكلغ، ليصل في سوق التجزئة إلى 6 دج للكلغ. غير أنه مع دخول شهر رمضان قفز سعر الدلاع، الذي كان يعول عليه “الزوالية” في مواجهة لهيب أسعار الفواكه، ليصل في اليوم الأول من رمضان بسوق الجملة إلى 70 دج دون سابق إشعار، وأخذ في الارتفاع ليصل سقف 100 دج أمس. وبحسب أحد الفلاحين المزودين فإن سعر الدلاع بلغ 75 عند الحقل، وهو رقم مرشح للارتفاع حسب العارفين بخبايا السوق، ويبرر هؤلاء حكمهم في أن الدلاع الذي يتم جلبه حاليا من منطقة سيدي خطاب، وولايات المنيعة وورڤلة وبسكرة والوادي باتت تدخل السوق بكميات متواضعة، ما يؤشر على فترة دخول المنتوج مرحلة النفاد في انتظار نضج المنتوج على مستوى الولايات الساحلية. من جانبهم، يؤكد بعض التجار في الجلفة أن السبب يعود أساسا إلى قلة العرض وكثرة الطلب، في حين يرى البعض الآخر أن ذلك راجع للتخزين والاحتكار من طرف المضاربين، ودليلهم أنه بيع قبيل شهر رمضان بنحو 40 دينارا ليقفز إلى أسعار خيالية في وقت وجيز. لكن تجار التجزئة الذين تحدثت معهم “الخبر” أكدوا العكس، حيث اعتبروا أن إنتاج الولايات الصحراوية انتهى من الأسواق مع اقتراب شهر رمضان ولم يبق إلا القليل منه، في حين لم يدخل بعد إنتاج الولايات الشمالية لأن موعد جنيه مازال لم يحن بعد.