الوفرة موجودة وتضمنها ولايات مستغانم وعين الدفلى ككل سنة ومع اقتراب شهر رمضان الكريم يكثر حديث المواطن الجزائري عن الأسعار الملتهبة التي سيحددها التجار لسلعتهم الأكثر استهلاكا في هذا الشهر الفضيل وكأن الأمر أضحى عاديا لدى الكثير منّا كيف لا وقد اعتاد الجميع على ارتفاع الأسعار بدون مبرر ولا سابق انذار لا شيئ إلا لأن شهر الرحمة والغفران هو فرصة تجارية لا تعوض لربح الأموال حتى ولو كان ذلك على حساب جيب المستهلك وصحته. ولعل الخضر والفواكه واللحوم بأنواعها الحمراء والبيضاء هي الأكثر استهلاك وتهافتا من قبل الصائم لهذا السبب يجد التجار الفرصة مواتية لرفع الأسعار وفي كثير من الأحيان مضاعفتها لأكثر من مرة حتى ولو كانت الخضر الأساسية متوفرة بالسوق بكميات كافية وذلك لأن الطلب عليها يبدأ قبل أيام معدودات من حلول شهر الصيام. وحسب العارفين بسوق الخضر من وكلاء وتجار جملة وتجزئة فإن سعر الكيلوغرام الواحد من مادة البطاطا التي تعتبر الأكثر إستهلاكا خلال فترة الصيام قد يراوح مكانه ولن تعرف ارتفاعا بل وقد جزم الكل من هؤلاء المتعاملين ممن تحدثنا إليهم ان البطاطا خلال رمضان لن يتجاوز ثمن الكلغ الواحد منها 30دج وقد ينزل الى 20 دج بعد مرور الأسبوع الأول من شهر رمضان بإعتبار ان الإرتفاع الذي قد يمس السعر لن يتجاوز دينارين إثنين 2 دج في الكلغ الواحد سيكون عشيته رمضان وخلال اليومين الأولين من الشهر الفضيل وذلك كون الطلب على هذه المادة الأساسية في جميع الأطباق خاصة بالنسبة للعائلات المتوسطة وضعيفة الدخل وحتى المحرومة يكثر بشكل ملفت للإنتباه وقد يدفع التهافت على البطاطا الى رفع سعرها لكن هذه المرة بدنانير معدودات فقط كون الوفرة موجودة. ويقول أحد الوكلاء بسوق الجملة للخضر والفواكه بالكرمة أن البطاطا متوفرة بالأسواق بشكل كبير ولن يسمح بالمضاربة بأسعارها فأسواق وهران غزتها منتوجات الولايات المجاورة كمستغانم وسيدي بلعباس وعين الدفلة وبكميات قليلة منتوج الوادي.. الولاية المعروفة بتغطيتها لأسواق وهران بهذه المادة خاصة في فصل الخريف والشتاء حيث تغرق بطاطا الوادي أسواق وهران وحتى الولايات المجاورة وهذا المنتوج المعروف بنوعيته الجيدة بإعتبار أن الأرض بمنطقة الوادي خلال فترة البرد والشتاء تعلب دور غرف التبريد ويمكنها تخزين كميات هائلة من البطاطا في وجوفها والطريق التي يعمد إليها فلاحو المنطقة لضمان جودة منتوجهم. الأسعار تستقر مع نهاية الأسبوع الأول كما أجمع محدثونا أن الجزر هو المادة الوحيدة التاي يقفز سعره الى السقف بإعتبار أن العرض حاليا عاديا جدا وقد يجعله سهلا لدخول المضاربة لاسيما اذا علمنا انه مطلوب بكثرة وواسع الإستهلاك خلال الشهر الفضيل لأنه ضروري لتحضير طبق الحريرة والشوربة التي لا يمكن الاستغناء عنها في مائدة الصائم. وقد تجسدت تكهنات هؤلاء الوكلاء والتجار حيث ارتفع سعر الجزر في أسواق الولاية أمس ليصل الى 80 و90دج للكلغ الواحد كما هو الشأن بالنسبة لسوق الحمري حيث بيع الكلغ من الجزر ب 70 و80دج وهو الذي وصل سعره بسوق الجملة للخضر والفواكه بالكرمة إلى35دج للكلغ الواحد فقط وبهذا يكون الجزر قد ارتفع سعره مرتين الى 3 مرات خلال أقل من 24 ساعة الماضية وهو مؤشر دامغ على صحة تكهنات الوكلاء الذي أكدوا ل «الجمهورية» ان سعر الجزر مرشح للارتفاع أكثر عشية رمضان وخلال الأيام الأولى من هذا الشهر الفضيل. الفصولياء الخضراء والفلفل والخس معنية بالارتفاع ومن خلال زيارتنا الى سوق الجملة للخضر والفواكه بالكرمة وبعض أسواق التجزئة بالولاية الأكثر استقطابا للمتسوقين كالمدينة الجديدة والحمري وسوق لاباستي بوسط المدينة وقفنا على إلتهاب الأسعار هذه الأخيرة التي لم تستقر وشهدت ارتفاعا بعد 24 ساعة فقط. البطاطا بنوعيها الحمراء والبيضاء تراوح سعرها بسوق الكرمة قبل 48 ساعة ما بين 15دج و24دج رغم دخول 31 طن من هذا المنتوج للسوق نفس السعر بيعت به البطاطا المستوردة من هولندا والبطاطا الحلوة في نفس الزمان والمكان أما الطماطم التي بلغت كمياتها المتوفرة خلال نفس اليوم بسوق الكرمة دائما أزيد من 11 طن وصل سعرها الى 55دج. فيما لم يتجاوز سعر البصل والخس والفلفل والخيار والبذنجان والقرع والشمندر السكري 100 و60 و80 و30 و60 و40دج على الترتيب وبيع الجزر ب 35دج للكلغ الواحد والبزلاء (الجلبان) ب 80دج والثوم ب 80دج. وهي الأسعار التي تغيرت بعد 24 ساعة حيث ارتفعت بدنانير معدودة لم تتجاوز 15 و20دج بإستثناء الجزر الذي تضاعف سعره لثلاث مرات بأسواق التجزئة مما يؤكد ارتفاعه أيضا بشكل محسوسا بسوق الجملة. أما الفواكه فلا تزال بعيدة عن متناول المواطن البسيط خاصة متوسطي الدخل مما يعني غيابها عن مائدة هؤلاء ونظرائهم من ضعيفي الدخل ومعدوميه فالموز وصل سعره بسوق الحمري أمس الى 150دج والكرز ب 800دج والتفاح ب 170دج والخوخ ب 120دج للكلغ أما الكيوي ب 500دج وهي الفواكه التي بيعت بسوق الكرمة للجملة بالأسعار التالية 150دج للكلغ الواحد من التفاح والخوخ و120دج والكيوي ب 300دج للكرز كما بيع العنب ب 100دج للكلغ وتراوح سعر التمر ما بين 200 و400 دج والتين ما بين 100 و 120دج ناهيك عن فاكهة الفرولة التي وصل سعرها الى 200 دج للكلغ و60 دج للكلغ الواحد من المشمش و120 للبرقوق و80دج للبطيخ و 45دج للكلغ من فاكهة الدلاع. سوق للتجزئة بالكرمة لكسر الأسعار ويعتبر سوق الجملة للخضر والفواكه الممون الوحيد والأهم لأسواق الولاية بالرغم من ان بعض تجار التجزئة قد يلجؤون في بعض المرات الى التمون بمنتوجات الولايات المجاورة كسوق الليل بمستغانم فرادى وجمعات وبحلول شهر جويلية الجاري يكون سوق الكرمة مرّ على دخوله حيز الخدمة سنة كاملة.. فترة عرف فيه هذا الفضاء التجاري الرحب حركية ونشاط والأرقام المستقاة من لدى الإدارة المشرفة على تسيير السوق تؤكد ذلك حيث بلغت الكمية المسوقة بالسوق خلال نفس الفترة (السنة) 185 ألف طن منها 80 ألف طن خضر تدخل ضمنها أزيد من 24 ألف طن مواد مستوردة 90 بالمائة منها فواكه. كما إستقبل السوق خلال عام من النشاط والحركة أزيد من 800 ألف تاجر ومتسوق وحمال وما يفوق 400 ألف مركبة منها 110 آلاف شاحنة يكون بذلك هذا الفضاء قد جنب مدينة وهران إكتظاظا وعرقلة للمرور خلال السنة بتواجده قرب الطريق السيار وبعيدا عن وسط المدينة حيث كان المقر السابق للسوق. ومن المنتظر ان تفتح هذه الأيام سوق لبيع الخضر والفواكه بالتجزئة حيث وفت الإدارة نحو 20 محلا قرب سوق السيارات بالكرمة منحت الأولوية للوكلاء قصد كرائها اذ ستفتح السوق للزبائن بعد منتصف النهار أي بعد نهاية عمل الوكلاء وتجار الجملة. ولغرض إنجاح المبادرة وعدت الولاية بتوفير النقل من والى سوق الكرمة وذلك بهدف كسر الأسعار ووضع حد للمضاربة حيث يكون تجار التجزئة بأسواق الولاية مجبرين على تحديد هامش ربح معقول لبيع منتوجهم والا سيلجأ المتسوق الى تغيير الوجهة نحو السوق الجديدة بالكرمة والتي ستكون الأسعار بها جدّ مدروسة ومعقولة على حدّ تعبير مسؤوليها.