من الشّهور المباركة الّتي فضّلها الله تعالى على سائر الشّهور شهر رمضان، ولم يذكر في القرآن صراحة شهرًا باسمه إلاّ شهر رمضان، قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} البقرة:185، وهو شهر قد حُظي ببركات دينية ودنيوية. @ فرض الله فيه فريضة من أجل الفرائض وأعظمها، ألا وهي فريضة الصّيام، لا يعلم ثوابها ومقدارها إلاّ الله، وقد جاء في الحديث القدسي: ”كلّ عمل ابن آدم له إلّا الصّوم، فإنّه لي وأنا أجزي به”. وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: ”بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمّدًا رسول الله، وإقام الصّلاة، وإيتاء الزّكاة، وصوم رمضان، وحجّ البيت لمَن استطاع إليه سبيلاً”. ومن بركة رمضان وفضله عند الله، اختاره الله لإنزال الكتب السّماوية فيه، فعن واثلة بن الأسقع أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ”أنزلت صحف إبراهيم في أوّل ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان، والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان، وأنزل الله القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان”. وأخرج ابن مردويه من حديث جابر، وفيه: ”أنّ الزّبور أنزل لثنتي عشرة خلت من رمضان، والإنجيل لثماني عشرة”. مضاعفة الأجر، لما جاء في الصّحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ”قال الله عزّ وجلّ: كلّ عمل ابن آدم له، إلاّ الصّيام، فإنّه لي وأنا أجزي به”، وفي رواية للإمام مسلم: ”كلّ عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عزّ وجلّ، إلاّ الصّوم فإنّه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي”. تكفير السّيّئات، فعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: ”الصّلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفّرات ما بينهنّ إدا اجتنبتَ الكبائر”. شهر قبول الدّعاء، ولقد جاءت آية الدّعاء بين ثنايا أية الصّيام وهي قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} البقرة:186، وروى ابن ماجه في سننه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ”إنّ للصّائم عند فطره دعوة ما تُرد”. ومن بركات هدا الشّهر أنّه شهر الصّفاء والنّقاء، تفتح فيه أبواب الجنان، وتغلق أبواب النّيران، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ”إذا جاء رمضان فُتحت أبواب الجنّة وغلقت أبواب النّار، وصفّدت الشّياطين”. وكذلك هو شهر النّفحات للأمّة المحمّدية، فقد ثبت في الصّحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ”مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدّم من ذنبه”. قيام اللّيل، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة، فيقول: ”مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدّم من ذنبه”. الصّدقة، فقد أخرج الشّيخان عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: ”كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أجود النّاس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يَلقاه جبريل، فإذا لقيَه كان أجود بالخير من الرّيح المُرسلة”. تلاوة القرآن الكريم، فقد كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقرأ القرآن مع جبريل في كلّ رمضان مرّة، كما ثبت في حديث ابن عبّاس رضي الله عنهما وفيه: ”وكان جبريل عليه السّلام يلقاه كلّ ليلة في رمضان حتّى ينسلخ يعرض عليه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم القرآن”. الاعتكاف، ففي حديث عائشة رضي الله عنها: أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان، حتّى توفّاه الله، ثمّ اعتكف أزواجه بعده”. العُمرة، ما يدلّ على فضلها في رمضان قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم للمرأة الأنصارية الّتي فاتها الحجّ معه صلّى الله عليه وسلّم: ”فإذا كان رمضان فاعتمري فيه، فإن عمرة في رمضان تعدل حجّة”. مدير المدرسة القرآنية الهداية عنابة