صوت البريطانيون لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي بنسبة 52% مقابل 48%، حسبما ذكرت شبكة "بي بي سي" الإعلامية البريطانية، الجمعة، بعد فرز كل الأصوات تقريباً. وأحدث هذا القرار زلزالا عالميا حيث توالت ردود الفعل الدولية.
وزير خارجية ألمانيا فرانك شتاينماير أعلن أن نتيجة الاستفتاء البريطاني تسطر "يوماً حزيناً لأوروبا وبريطانيا"، وقال في تغريدة على موقع "تويتر" إن "الأخبار الواردة هذا الصباح من بريطانيا تشكل خيبة أمل حقيقية. إنه يوم حزين لأوروبا وبريطانيا".
من جهته، صرح رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز أنه يريد التحدث مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لتجنب "انتقال العدوى"، وقال شولتز إن "العدوى التي يحتفل بها المشككون بالوحدة الأوروبية حالياً في كل مكان لن تنتقل إطلاقاً"، وأضاف "لست مصدوماً"، مؤكداً أنه "كنا مستعدين لذلك.. نحترم النتيجة لكن بريطانيا قررت الرحيل".
وزارة الخارجية الألمانية أعلنت عقب نتائج الاستفتاء أن وزراء خارجية الدول الست المؤسسة للاتحاد الأوروبي سيعقدون اجتماعاً السبت في برلين، للتباحث في تبعات الاستفتاء الذي قرر فيه البريطانيون الخروج من الكتلة الأوروبية.
وقالت الوزارة في بيان إن "وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينامير سيستقبل السبت 25 يونيو/حزيران وزراء خارجية فرنسا (جان مارك ايرولت) وهولندا (بيرت كوندرز) وإيطاليا (باولو جنتيلوني) وبلجيكا (ديدييه رينديرز) ولوكسمبورغ (جان اسلبورن) لإجراء مشاورات" ومن أجل "التباحث حول قضايا الساعة في السياسة الأوروبية".
رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أكد في بروكسل أن الاتحاد الأوروبي "مصمم على الحفاظ على وحدة أعضائه ال27" بعد قرار بريطانيا التاريخي الخروج من الكتلة، وقال توسك في كلمة مقتضبة "إنها لحظة تاريخية لكن من المؤكد أنها ليست لردود الفعل الهستيرية".
أحدث تصويت البريطانيين مع الخروج من الاتحاد الأوروبي، هزة كبيرة في أسواق المال من انخفاض البورصات الآسيوية وسعر الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوى له منذ 1985 وارتفاع الين.
وبعد نتائج التصويت يفترض أن تهبط البورصات الأوروبية حوالي 10% متأثرة بشدة بتأييد البريطانيين الخروج من الاتحاد الأوروبي حسب العقود الآجلة التي أوردتها وكالة بلومبرغ للأخبار المالية.
وحسب هذه العقود، ستخسر لندن عند بدء الجلسة 9% وفرانكفورت 9,5% وبورصة يورستوكس التي تضم أسهم أهم الشركات الاوروبية 12%.
وعلى الفور أعلن البنك المركزي البريطاني أنه مستعد للتحرك لضمان الاستقرار النقدي والمالي للمملكة المتحدة، ويراقب عن كثب تطور الوضع بعد قرار البريطانيين الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وقال بنك انكلترا إنه "سيتخذ كل الإجراءات اللازمة" لتحمل مسؤولياته وضمان الاستقرار النقدي والمالي للمملكة المتحدة، مؤكداً أنه درس مسبقاً حلولاً إنقاذية عميقة وسيعمل بشكل وثيق مع وزيرة الخزانة البريطانية والمصارف المركزية الكبرى الأخرى.
من جهته أكد المصرف المركزي الياباني "استعداده لضخ سيولة" بالتشاور مع المصارف المركزية الأخرى، بينما قال وزير المالية تارو اسو غنه لن يقف مكتوف اليدين من أجل تهدئة الأسواق بعد قرار البريطانيين مغادرة الاتحاد الأوروبي.
وقال المحلل في مجموعة "آي تي إكس كابيتال" جو راندل إنها "واحدة من أكبر الصدمات في الأسواق في التاريخ". وأضاف أن "كل العالم سيشعر بالانعكاسات"، وأضاف أن "حجم الأضرار يصعب تقييمه؛ لكنه سيكون الأكبر على الأرجح منذ إفلاس مصرف ليمان براذرز في 2008".
وبعد أن ارتفع الجنيه الإسترليني إلى أكثر من 1.50 دولاراً عند إغلاق مراكز الاقتراع، عاد وتراجع في البدء إلى ما دون 1.45 دولاراً ثم إلى 1.40 دولاراً قبل أن يواصل انهياره إلى مستويات غير مسبوقة منذ العام 1985 ليصل إلى 1.3229 دولار ليفقد أكثر من 10% من قيمته خلال النهار.
وتراجع الجنيه أمام اليورو الذي سجل 81.96 بنساً في مقابل 76.02 قبل بضع ساعات.
وفي موازاة ذلك وحتى قبل الإعلان الرسمي عن النتائج، بدأ الين ارتفاعه. فقد تراجع الدولار إلى 99.04 ين، وهو أمر غير مسبوق منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2013 في مقابل 106,84 يناً في السابق بينما سجل اليورو 109.60 يناً في مقابل 122.01 ين.
وأعلن البنك المركزي البريطاني الجمعة، أنه مستعد للتحرك لضمان الاستقرار النقدي والمالي للمملكة المتحدة، ويراقب عن كثب تطور الوضع بعد قرار البريطانيين الخروج من الاتحاد الأوروبي، وقال البنك المركزي الألماني، إن "النتئاج ستكون سيئة على كل الأصعدة".
وقال بنك إنكلترا إنه "سيتخذ كل الإجراءات اللازمة" لتحمل مسؤولياته وضمان الاستقرار النقدي والمالي للمملكة المتحدة، مؤكداً أنه درس مسبقاً حلولاً إنقاذية عميقة، وسيعمل بشكل وثيق مع وزارة الخزانة البريطانية والمصارف المركزية الكبرى الأخرى.
وعلق يوسوكي هوسوكاوا مسؤول العملات الأجنبية لدى مصرف سوميتومو ميتسوي تراست، أن "الضغوط على الجنيه يمكن أن تتزايد عند افتتاح الأسواق الأوروبية. لم أشهد مثل هذه الفوضى منذ زمن طويل".
أكد المصرف المركزي الياباني "استعداده لضخ سيولة" بالتشاور مع المصارف المركزية الأخرى، بينما قال وزير المالية تارو إسو، إنه لن يقف مكتوف اليدين من أجل تهدئة الأسواق بعد قرار البريطانيين مغادرة الاتحاد الأوروبي، وأدى تصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروبي، إلى تراجع كبير في بورصة طوكيو التي سجلت أسهم الشركات الكبرى فيها طوكيو تراجعاً تجاوز نسبته 8% الجمعة.
وتراجع مؤشر نيكاي في بورصة طوكيو ب7.92% عند الإغلاق الجمعة نتيجة مخاوف المستثمرين بعد قرار البريطانيين الخروج من بريطانيا، وهي صدمة شبيهة بإفلاس مصرف ليمان برذرز في العام 2008.
وتراجع مؤشر كبرى الشركات ال225 ب1.286.33 نقطة ليسجل 14.952 نقطة أمام مؤشر توبيكس فتراجع ب7.26% (أقل ب94.23نقطة) ليسجل 1,204,48 نقطة. وقد دعا إسو إلى مؤتمر صحفي عاجل مع ارتفاع سعر الين أيضاً. وقد بلغ سعر الدولار منتصف النهار (بالتوقيت المحلي) 99,04 ين، وهو رقم لم يسجل منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2013.
وأكد إسو في هذا المؤتمر الصحفي، إنه مستعد للتحرك في مواجهة "التقلبات المفاجئة" في أسواق الصرف. وقال "سنرد بحزم عند الضرورة"، معبراً عن "قلقه على المخاطر على الاقتصاد العالمي والأسواق المالية".
وفي هذه الأجواء المتوترة، ارتفع سعر الذهب الجمعة إلى أعلى مستوى له منذ عامين باعتباره قيمة مرجعية.
وحوالي الساعة 3,50 بتوقيت غرينتش، ارتفع سعر الذهب الأصفر إلى 1359,08 دولار، أعلن مستوى له منذ 19 مارس/آذار 2014 أي بزيادة نحو 8% عن بداية المبادلات الآسيوية، قبل أن يستقر على 1330 دولاراً.
وتأثر النفط أيضاً بالأجواء العامة، فقد خسر برميل النفط الخفيف (لايت سويت كرود) تسليم أوت 3,11 دولاراً أي 6,21% من قيمته ليسجل 47,77 دولاراً عند الساعة 04,00 ت غ في التبادلات الإلكترونية في آسيا.
كما تراجع برميل البرنت النفط المرجعي الأوروبي أيضاً تسليم أوت ب3,14 دولاراً أي 6,17% ليسجل 47,77 دولاراً.