قال الله تعالى: “وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ”. الغيبة هي أخطر أمراض اللّسان، وقد نهانا الله سبحانه وتعالى عنها، وشبّه مَن يغتاب أخاه ويذكره بما يكره ويتحدّث عن عيوبه في غيابه، كمَن يأكل لحم أخيه الميت. والغيبة عذابها شديد وعقابها أليم يوم القيامة، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “لمّا عرج بي -أي في رحلة الإسراء- مررتُ بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون -يجرحون- وجوههم وصدورهم، فقلتُ: مَن هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الّذين يأكلون لحوم النّاس ويقعون في أعراضهم”. والرّسول عليه الصّلاة والسّلام يقول لأصحابه: أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: “ذِكرك أخاك بما يكره”. قيل: أفرأيت إن كان في آخي ما أقول. قال: “إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته” أي رميته بالبُهتان وهو الباطل، وذلك ظلم يجلب سخط الله. ونهى الله عزّ وجلّ عن تتبّع عورات النّاس، لأنّ مَن يبحث عن عورة أخيه المسلم ويفشيها فإنّ الله يكشف ستره ويفضحه جزاء له على تتبّع عورات الآخرين. عن أبي برزة الأسلمي أنّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: “يا معشر من أمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتّبعوا عوراتهم، فإنّ مَن اتّبع عوراتهم يتّبع الله عورته ومَن يتّبع الله عورته يفضحه في بيته”.