رفع المدرب الجديد للمنتخب الجزائري ميلوفان راييفاتس من سقف الآمال المعقودة عليه عاليا، لما كشف أمس الخميس بأنه يحلم بتجاوز الإنجاز الذي حققه مع منتخب غانا عندما قاد منتخب “النجوم السوداء” إلى الدور ربع النهائي لمونديال 2010 بجنوب إفريقيا، ليعلن بشكل واضح وصريح بأنه يسعى لتحقيق أفضل النتائج مع “الخضر” وإن كان ذلك على حساب الأداء. وكشف راييفاتس خلال الندوة الصحفية الأولى له بالجزائر منذ تعيينه مدربا جديدا للمنتخب الوطني نهاية الشهر الماضي، بأن عقده مع الاتحاد الجزائري لكرة القدم يمتد لغاية نهائيات أمم إفريقيا 2019، وإن رفض الخوض في تفاصيل الأهداف المسطرة بموجب ذات العقد إلا أنه عاد وأكد بأن هدفه الأول والأهم يبقى تأهيل رفقاء إسلام سليماني إلى نهائيات كأس العالم في روسيا 2018، وهي المنافسة التي يفضلها على نهائيات أمم إفريقيا رغم أن التتويج ب “الكان” يبقى رهانا هاما بالنسبة له. وأضاف راييفاتس “تدريب المنتخب الجزائري هو تحدٍّ رياضي هام بالنسبة لي، كأس العالم تبقى المنافسة الأهم، وأحلم بقيادة المنتخب لنتائج أفضل من تلك التي سجلتها مع منتخب غانا في مونديال 2010، ما يهمني أكثر هو النتيجة وتسجيل الأهداف وليس الأداء والاستعراض، البرتغال لم يفز بأية مباراة لغاية الدور نصف النهائي من كأس أوروبا الأخيرة، لكنه تُوج في النهاية باللقب، الأهم يبقى اللعب الجماعي، كل الفريق يدافع والكل يهاجم”. وعرج التقني الصربي على الحديث عن تصفيات كأس العالم وحظوظ المنتخب الوطني فيما اصطلح عليه مجموعة الموت، حيث أكد أن كرة القدم في القارة الإفريقية تتطور باستمرار، ومنتخباتها صعبة المراس، وأنه يتعين على منتخب الجزائر أن يحافظ على مركزه الأول في تصنيف المنتخبات الإفريقية، وهو ما يمر بالتأكيد بالظفر بتأشيرة التأهل، ويكشف أيضا أنه سيكون سعيدا لو يصل لنهائي كأس إفريقيا للأمم مرة ثانية ويُتوج بها، عكس ما حدث مع غانا (خسر نهائي بطولة 2010 أمام مصر) والصعود لأول مرة لمسابقات كأس القارات في روسيا في 2017. “تجربتي مع غانا ستفيدني مع الجزائر” وأشار المدرب السابق للمنتخب القطري في معرض حديثه أن التجربة الثرية التي اكتسبها خلال تدريبه لمنتخب غانا ستفيده كثيرا وتساعده على بلوغ الأهداف المسطرة مع الاتحاد الجزائري، داعيا الجميع من مشجعين ووسائل إعلام للالتفاف خلف المنتخب ومؤازرته، ليعلن موافقته العمل على أفراد الطاقم الفني الذي خلفه سلفه غوركوف، وكانت له فرصة الحديث معهم خلال زيارته لمركز سيدي موسى صبيحة الأربعاء. وقال راييفاتس إنه تابع جيدا المنتخب الجزائري خلال مونديال 2014 بالبرازيل وشجعه، مشيرا إلى أنه كان بإمكان أشبال حاليلوزيتش تجاوز المنتخب الألماني في الدور ثمن النهائي لو كانت اللياقة البدنية للاعبيه أفضل. وشدد بالمقابل أنه حاليا في مرحلة جمع المعلومات والتعارف بينه وبين لاعبي الجزائر، وخلق أجواء رائعة للعمل، مع ضرورة ترجيح اللعب الجماعي وتوفر الفريق على لاعبين في كل منصب لخلق المنافسة الشريفة بينهم، مبرزا أنه لم يصادف أبدا مشكلة انضباطية حتى خلال تجربته مع منتخب غانا رغم أنه كان يعج بالنجوم آنذاك. ونفى المدرب الوطني أن يكون ابتعاده عن التدريب منذ عام 2011 مؤثرا مادامت علاقته بهذا المجال لم تنقطع، فقد أشرف خلال تلك الفترة مع الاتحاد الصربي لكرة القدم على تكوين المدربين هناك. وأعلن راييفاتس أن مباراة الجزائر ضد ليسوتو بداية شهر سبتمبر المقبل في الجولة الأخيرة من تصفيات كأس أمم إفريقيا ستكون الوحيدة قبل مواجهة الكاميرون في أول جولة من تصفيات “المونديال”، مبرزا أهمية هذا الموعد رغم التأهل المبكر للجزائر وضرورة عدم التساهل أمام المنافس. ولفت المدرب الجديد للمنتخب الجزائري إلى أنه سيولي عناية خاصة بالبطولة المحلية، فهي تبقى قاعدة المنتخب الأول، معربا عن أمله في تقديم لاعبين محليين بإمكانهم إفادة الفريق، والتألق لاحقا في أوروبا على غرار ما فعل في غانا. وقال راييفاتس إنه يدرك جيدا أن الشعب الجزائري شغوف جدا بكرة القدم، يفرح للفوز ويحزن للخسارة، وإنه سيعمل جاهدا مع الجميع للحفاظ على دينامكية الانتصارات. أصداء أول ظهور للمكلف الجديد بالإعلام تزامنت الندوة الصحفية الأولى للناخب الوطني الجديد مع أول ظهور رسمي للمكلف الجديد بالإعلام، وتعلق الأمر بالصحفي المخضرم ورئيس التحرير السابق لجريدة “لوبيتور” محمد ساعد، علما أن المسؤول السابق للإعلام عادل حاجي قد أنهيت مهامه من طرف رئيس “الفاف” محمد روراوة عشية اجتماع المكتب الفدرالي الأخير بعين البنيان لأسباب تبقى مجهولة. راييفاتس وليس راجيفاك كانت الإطلالة الإعلامية الأولى للمدرب الوطني الجديد فرصة للتعرف بشكل أدق على نطق لقبه، بعد أن تضاربت كتابته لدى وسائل الإعلام الجزائرية ما بين راجيفاك وراييفاتش وغيرها، حيث كشف التقني الصربي أن النطق والكتابة الصحيحة للقبه هو راييفاتس. لا فرنسية ولا إنجليزية عجز راييفاتس عن الرد على بعض الأسئلة التي وُجهت له خلال الندوة الصحفية باللغة الإنجليزية، وتبين لاحقا بأن خليفة غوركوف لا يتقن سوى لغة بلده الصربية، لكنه وعد بالمقابل بدراسة الفرنسية من أجل ضمان تواصل جيد مع اللاعبين الجزائريين رغم تأكيده بأن لغة كرة القدم “عالمية”. مساعد وليس مترجم قدم المكلف بالإعلام على مستوى “الفاف” قبل انطلاق الندوة الصحية مرافقَ الناخب الوطني كريستيان سفيسيفتش (صربي يحمل الجنسية السويسرية) بأنه أكثر من مجرد مترجم لراييفاتس، فهو مساعده الأول وتقني كفؤ يملك أعلى الشهادات التي يمنحها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، كما أن مهامه تمتد من الطاقم الفني الوطني للمديرية الفنية، حيث سيعمل على مجال التكوين. ترجمة مختصرة تميز مساعد المدرب الوطني كريستيان سفيسيفتش باختصاره الشديد لإجابات المدرب الوطني راييفاتس، وبدا هناك خلل واضح بين نوعية الأسئلة والإجابات التي قدمها المدرب الجديد، وحدث أن توقف سفيسيفتش عن ترجمة كلام المدرب بطريقة مفاجأة ليطلب منه إعادة إجابته. تواصل مع حاليلوزيتش كشف المدرب الوطني بأنه لم يطلب نصيحة من الناخب الوطني الأسبق وحيد حاليلوزيتش رغم معرفته الجيدة به (ينتميان سويا إلى دولة يوغسلافيا سابقا) وأوضح أن آخر لقاء وآخر حديث جمعهما يعود إلى سنة 2010 بمناسبات نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2010 بأنغولا، لكنه وعد بالمقابل بأنه سيتصل به لاحقا ويتواصل معه بخصوص المنتخب، فكرة قد لا تعجب رئيس “الفاف”؟ ثناء على مركز سيدي موسى أثنى المدرب الوطني على المركز التقني بسيدي موسى، وأعجب كثيرا بمرافقه خلال الزيارة التفقدية التي قام بها أول أمس، وقال “هو مركز رائع بمرافق ممتازة تضمن لنا العمل في أفضل الظروف الممكنة”. النتائج تضمن أفضل إقامة قال ميلوفان راييفاتس إن الوقت لم يكن كافيا أمامه لأخذ نظرة ولو بسيطة عن الجزائر التي يزورها لأول مرة في حياته، لكنه عاد وأكد بأنه واثق من أن تحقيق نتائج جيدة مع النخبة الوطنية سيضمن له أفضل إقامة ممكنة ببلادنا، وهو الذي قرر أن يبقى طيلة فترة عمله بالجزائر، ومن المرجح أن يستفيد من مسكن فخم بإقامة الدولة بنادي الصنوبر. بداية العمل يوم الفاتح أوت سيغادر ميلوفان راييفاتس الجزائر اليوم الجمعة عائدا إلى مسقط رأسه في العاصمة الصربية بلغراد، على أن يعود يوم 31 جويلية ليباشر عمله يوم الفاتح أوت بشكل رسمي، كون عقده الجديد مع “الفاف” يسري مفعوله بداية من هذا التاريخ.
