أعلن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، الثلاثاء 16 أغسطس، تأييده للقرارات التي اتخذها رؤساء بلديات فرنسية بشأن حظر لباس السباحة الذي يغطي كامل جسد المرأة أو "البوركيني"، يحدث هذا في الوقت الذي استهجنت فيها وسائل اعلام عالمية هذا الجدل العقيم وتحولت بسببخ فرنسا لأضحوكة. وقال فالس في مقابلة صحفية الثلاثاء: "أنا أتفهم رؤساء البلديات الذين يبحثون في هذه المرحلة المتوترة عن حلول لتجنب اضطرابات في النظام العام". وأكد في حديثه أنه يؤيد قرارات رؤساء البلديات إذا كانت مدفوعة برغبة في تشجيع العيش المشترك الذي لا مكان فيه "لدوافع سياسية خفية". ويشدد فالس على ضرورة أن تكون الشواطئ خالية من المظاهر الدينية، معتبرا البوركيني ترجمة لمشروع سياسي ضد المجتمع، مبني على "استعباد" المرأة، ومشيرا إلى أن الجمهورية(فرنسا) لا بد أن تدافع عن نفسها في مواجهة الاستفزازات. وخلال الأسابيع الماضية، حظر عدد من رؤساء البلديات في فرنسا سباحة النساء بالبوركيني، ما أثار جدلا بين مؤيدي تطبيق العلمانية والمدافعين عن حرية التعبير. والبوركيني، هي بدلة سباحة نسائية تغطي كامل الجسم، ماعدا الوجه واليدين والقدمين، ولاقت رواجا كبيرا لدى المسلمات، وهي مطاطية بما يكفي للمساعدة في السباحة. ودخلت الطبقة السياسية الفرنسية في حرب ضروس ضد "البوركيني" لدرجة جلبت اليها استهجان العالم، فكتب نيويورك تايمز "البوركيني يهدد فرنسا" متسائلة "ألا يحق لنساء ارتداء البوركيني للسباحة كما يحق لأخريات السباحة عاريات". نفس الاستهجان لقيه هذا الجدل بأوروبا فاعتبرت جل وسائل الاعلام الأوروبية، أن الطبقة الفرنسية أصبحت تختلق مشاكل ليس لها اساس من الوجود. الفرنسيون نفسهم هم كثيرون من ينتقدون هذا الجدل العقيم، معتبرين أنه كان أولى بالحكومة أن تحارب البطالة التي تنخر المجتمع على أن تدخل في صراع ضد قطعة قماش. حتى مخترعة "البوركيني" وهي أسترالية من أصول لبنانية، تساءلت "هل فرنسا تحارب البوركيني أم المسلمين والمسلمات؟". فحتى في فرنسا، كتبت الصحفية كارولين فورست، المعروفة بكراهيتها للاسلام والمسلمين، أن هذا الجدل ضد "البوركيني" عقيم ومنعه يمثل غباء حقيقي، مؤكدة أنه يحق للمرأة السباحة بالبوركيني كما يحق لها السباحة بلباس السباحة التقليدي. من جهتها قالت فرانسواز دومون، رئيسة رابطة حقوق الانسان بفرنسا "منع البوركيني استند لمنع حدوث اضطراب في النظام العام، وهذا غير معقول فكيف يضر لباس سباحة النظام العام؟".