اكتفى وزير الشباب والرياضة، الهادي ولد علي، بتهنئة العداء توفيق مخلوفي، على إنجازه الأولمبي، دون أن يشير إلى الرسالة القوية التي كشف عنها صاحب فضيتي سباقي ال800 و1500 متر أمام الرأي العالمي، حول سوء التسيير الذي كان الوفد الجزائري ضحية له في الألعاب الأولمبية. واستثنى مخلوفي، في هجومه على مسؤولي الوفد المشارك في الأولمبياد، السلطات العليا في البلاد. وهو ما شجع ربما ولد علي على تهنئته، بعدما شعر أنه ليس معنيا بالانتقادات. وفهم الوزير على ما يبدو، أن الهجوم القوي لمخلوفي وقبله بورعدة لم يقصده. وربما قدّر الوزير أيضا حجم تبعات تدخل الوزارة في التحضيرات، عندما تخلى عن صلاحيات الوزارة للجنة الأولمبية الرياضية الجزائرية، ومنحها سلطات لم تحلم بها من قبل في تسيير التحضيرات الخاصة بالوفد المشارك في الألعاب الأولمبية، خاصة ما تعلق بتمويل التحضيرات في الخارج. ما جعل الوزير مرتاحا حاليا في مكانه.. في حين تتلقى اللجنة الأولمبية الرياضية الجزائرية السهام من كل الجبهات، بسبب سوء تصرف مسؤوليها في الأولمبياد. وجدد ولد علي، في رسالة التهنئة، التزام السلطات الحكومية وخاصة وزارة الشباب والرياضة، ببذل كل جهد ممكن من أجل تكريمه بالشكل اللائق. وأوضح وزير الرياضة أن الميدالية الفضية الثانية التي انتزعها مخلوفي ببراعة في سباق 1500 متر، تؤكد أن شجاعته وروحه القتالية كانت في مستوى الآمال المعلقة على قدراته وعزيمته. وبعيدا عن الإطار الدبلوماسي المعتاد في مثل هذه المناسبات، يبقى التساؤل مطروحا على الوزارة عما ستفعله حيال الاتهامات الخطيرة التي أطلقها مخلوفي، خاصة وأن العداء اختار السباق الأخير ليفتح فيه النار على رئيس الوفد عمار ابراهمية، وبقية حاشيته. ما يعني أن مخلوفي تفادى التأثير على معنويات زملائه في الوفد، مفضلا انتظار الساعات الأخيرة قبل اختتام الألعاب ليخرج عن صمته. فهل تلجأ الوزارة إلى فتح تحقيق لمعاقبة المتسببين في المصاعب التي عاشها الرياضيون أم إنها ستطوي الصفحة في انتظار أيام قادمة يكون فيه المناخ ملائما لنشر الغسيل، خاصة وأن نتائج التحقيق لن تورطها بعدما أخرج مخلوفي الوصاية مما وصفه بالتلاعبات؟ وإذا فتح تحقيق، هل سيكون بوسع الوزارة نشر النتائج، أم إنها ستغلقه قبل فتحه، مثلما كان عليه الحال مع لجان التحقيق العديدة التي فتحت في قضايا وفضائح عديدة من دون أن يطلع الرأي العام على نتائجها؟ وشدد الوزير على أن الحكومة وخاصة وزارة الشباب والرياضة سترافقه في هذا التقدم. وبدا الوزير أنه أراد مبادلة مخلوفي نفس المشاعر عندما أكد له في رسالة التهنئة دعم الحكومة، بعدما جنب مخلوفي السلطات العمومية انتقاداته، بل مدحها بقوله إن الحكومة لم تدخر أي جهد لتمكين الرياضيين من التحضير بصورة أفضل للأولمبياد. كما نوه بالإمكانات المالية التي وفرتها للمشاركين في الأولمبياد.