منح العدّاء توفيق مخلوفي، مع وصول الأولمبياد إلى محطتها الأخيرة، فرصة للمسؤولين الجزائريين، لإنقاذ أنفسهم من فضيحة العودة بخفي حنين من لندن. ذهبية البطل الجديد للسباقات نصف الطويلة، جاءت في وقت فقد الجميع الأمل في إمكانية سماع النشيد الوطني يدوّي في سماء العاصمة البريطانية، لتصبح الميدالية بمثابة الشجرة التي تغطّي الغابة، وستتحوّل إلى معيار لقياس نجاح السياسة الرياضية في الجزائر، رغم كل الكوارث. في الوقت الذي كان منتظرا أن تتوّج الجزائر بميداليات في رياضتي الملاكمة والجيدو، في أولمبياد لندن، فاجأت رياضة ألعاب القوى بمنحها الجزائر ميدالية ذهبية في اختصاص ال 1500متر، بفضل العداء الشاب، توفيق مخلوفي. لم يكن منتظرا أن يمنح العداء توفيق مخلوفي ميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية، في حين كان مرشحا أن يمنح الجزائر ميدالية برونزية، في أفضل الأحوال. وكان مخلوفي يجري تدريباته في فريق تابع للحماية المدنية في ولاية سوق أهراس، قبل أن يتم اكتشاف مهاراته الاستثنائية ليتم إدراجه في اختصاص المسافات نصف الطويلة في الجزائر. ولم يكن مشوار العداء سهلا في البداية، بسبب المتاعب المالية التي كانت تعترض طريقه في مشواره التحضيري للمواعيد الرسمية. وتحدى مخلوفي كل العراقيل وكان يتفوق أحيانا على زملائه في الفريق كطارق بوكنزة وزرق العين، إلا أن بدايته المميزة مع التتويجات، بدأت في ألعاب البحر المتوسط عام 2009 بمدينة بيسكارا الإيطالية، حين حل رابعا في نهائي سباق ال1500 متر الذي توج به مواطنه بوكنزة. ومال مخلوفي بعدها إلى تحسين مستواه، وسجل (3 د و 94 ث و32 ج) في سباق ال1500 متر في تجمع موناكو شهر جويلية 2010، ثم فاز بميدالية برونزية في السباق نفسه وذهبية سباق ال800 متر في الألعاب الإفريقية العاشرة، التي جرت بالعاصمة الموزمبيقية (مابوتو)، عام .2011 واصطدم مخلوفي بمشاكل جدية، بعدما نشب خلاف بين مدربه الأول، عمار ابراهمية، ورئيس الاتحادية الجزائرية لألعاب القوى، بدر الدين بلحجوجة، ومع ذلك، واصل العداء تطوره المذهل وقام بتحسين وقته الشخصي في سباق ال800 متر إلى (1 د و88 ث43 ج)، ظافرا بذهبية السباق في بطولة إفريقيا هذا العام. كما حسّن وقته الشخصي في سباق ال1500 متر بثانيتين و14 جزءا من الثانية عندما حل خامسا في تجمع جويلية الماضي بوقت قدره (3 د و80ث و30 ج) وهو ثالث أفضل وقت جزائري لهذا السباق على مر العصور. ويؤكد المقربون منه، خاصة مدربه الأول، عمار ابراهمية، أن مخلوفي يتمتع بإرادة لا تقهر، وتحدث مخلوفي قبل ساعات فقط من نهائي سباق 1500 متر، أنه يشارك من أجل الميدالية الذهبية دون غيرها. وسيكون مخلوفي على موعد مع تحديات جديدة بعدما ظفر باللقب الأولمبي، وسيكون تحطيم الأرقام القياسية والألقاب العالمية، هدف البطل الأولمبي، وهو اللقب الذي يعني أيضا نهاية متاعبه المالية بفضل المكافآت المالية والمساعدات الأخرى التي تنتظر مخلوفي. رد خاص لمخلوفي على الصحافة الإنجليزية سيرغم الإنجليز على سماع النشيد الوطني الجزائري، ومشاهدة الراية الجزائرية في سماء لندن، عند تنظيم مراسم تسليم الميدالية الذهبية للعداء مخلوفي، بعد الضجة العنصرية، التي قامت بها صحيفة إنجليزية، عندما اعتبرت النشيد الجزائري أسوأ الأناشيد في الأولمبياد. المدير الفني الوطني أحمد بوبريط ل''الخبر'' توقعنا تتويج مخلوفي بميدالية أكد المدير الفني الوطني، أحمد بوبريط، أنه كان يتوقع فوز العداء توفيق مخلوفي، بميدالية، في السباق النهائي ل0051 متر، وقال المتحدث ل''الخبر''، في مكالمة هاتفية من لندن، إنه كان صعبا إشراك العداء في سباقي ال800 و1500 متر، خاصة مع ظهور الإصابة في الدور نصف النهائي. وأضاف أن مخلوفي كان محل متابعة من الاتحادية منذ ألعاب بيسكارا المتوسطية. وأكد المتحدث أن المدرب الأمريكي، ذي الأصل الصومالي، جامع عادل، منح ثقة كبيرة إلى العداء، منذ إشرافه عليه منذ عام، وبفضله، يقول بوبريط، سيكون بإمكان مخلوفي تحقيق إنجازات أخرى. أصداء من لندن جيار يتصل بمخلوفي ويهنئه على التتويج قام وزير الشباب والرياضة، الهاشمي جيار، بالاتصال هاتفيا بالبطل الأولمبي الجديد لسباق ال0051متر، ليهنئه على إنجازه في أولمبياد لندن، فبمجرد أن أنهى مخلوفي السباق، اتصل جيار بمسؤولي الوفد ليطلب منهم ربط الاتصال بينه وبين مخلوفي، وأبلغ الوزير تهانيه للعداء. مخلوفي يحظى باستقبال الأبطال في القرية الأولمبية حظي توفيق مخلوفي باستقبال حار في القرية الأولمبية، مكان إقامة الوفد الجزائري، المشارك في الأولمبياد، عند عودته من الملعب الأولمبي، وتولت الأمينة العامة للجنة الأولمبية الجزائرية، زهور قيدوش، مسؤولية تحضير استقبال العداء في القرية الأولمبية، وكأن هؤلاء كانوا يتوقعون تتويج العداء بميدالية، وقد خصّ الوفد الرياضي الجزائري، الذي كان متكونا من الطواقم الفنية واللاعبين لرياضات الكرة الطائرة والمصارعة ورفع الأثقال، العداء مخلوفي باستقبال الأبطال. استقبال حار متوقع بالمطار برمج موعد عودة البطل الأولمبي توفيق مخلوفي إلى الجزائر يوم 13 أوت، إلا أن تتويج مخلوفي باللقب الأولمبي، قد يدفعه إلى تغيير كل برنامجه. وتجري الوزارة اتصالات لتنظيم استقبال كبير بالمطار عند وصول البطل، مثلما كان عليه الحال بالنسبة للأبطال الجزائريين الأولمبيين السابقين. مخلوفي مدعو للمشاركة في تجمّع ستوكهولم سيكون تجمّع ستوكهولم أول موعد سيشارك فيه توفيق مخلوفي، وسينظم التجمع يوم 18 أوت الجاري، بعد انتهاء الألعاب الأولمبية، يوم 12 أوت. وسيشارك مخلوفي في السباق بحكم أنه برمج المشاركة فيه قبل مشاركته في الأولمبياد، ويدخل ضمن برنامجه التحضيري قبل انتهاء الموسم. الأبطال الأولمبيون يستقبلون مخلوفي كان الأبطال الجزائريون الأولمبيون السابقون في استقبال مخلوفي، وكان هؤلاء أول الوافدين عليه لتحيته على إنجازه، يتقدمهم الملاكم محمد علالو، قرني جابر، نورية مراح، عبد الرحمن حماد وسعيدي سياف. خضع لتحاليل الكشف عن المنشطات استدعى المنظمون العداء الجزائري، توفيق مخلوفي، مباشرة بعد إنهائه سباق ال1500 متر في المركز الأول لإخضاعه لتحاليل الكشف عن المنشطات. وكان متوقعا إخضاع البطل الأولمبي للتحاليل، ليس فقط بسبب الصرامة التي أبدتها اللجنة المنظمة لمحاربة المنشطات، وإنما أيضا بسبب التأخر الكبير للعدائين الآخرين عنه قبل خط الوصول. يظفر ب200 مليون وسيارة ''غولف'' ينتظر أن يحصل مخلوفي على مكافأة مالية قدرها 200 مليون سنتيم من وزارة الشباب والرياضة، إلى جانب سيارة فخمة من نوع ''غولف'' من وكيل شركة السيارات الألمانية ''فولكس فاغن''. والدته: رفضت مشاهدة السباق مباشرة على الشاشة قالت والدة توفيق (لزمايزية شهلة)، إنها لم تشاهد ابنها مدة 7 أشهر لوجوده خارج الوطن، وقد أتيحت لها الفرصة لمشاهدته على القنوات التلفزيونية في الدورات التمهيدية، وكانت حريصة على الدعاء له بالتوفيق وتطلب من كل شخص تقابله أن يدعو لابنها بالمثل. وبخصوص الدور النهائي، فقد رفضت متابعة السباق لأنها شعرت بأن مستوى الحدث قد يؤثر عليها، ولم تتابع الإنجاز الذي حققه ابنها إلا في اليوم الموالي وفي حدود الساعة منتصف النهار، في وقت كان يتوافد عليها المهنئون من كل مكان. توفيق لوالدته هاتفيا: ''فرّحت الشعب الجزائري'' أكدت لنا والدة توفيق أن ابنها اتصل بها هاتفيا بعد نهاية السباق، قائلا لها قبل أن يسأل عن أحوال العائلة ''فرحت الشعب الجزائري'' وهي الجملة التي لا زالت ترن في أذن الوالدة الحنون، التي يبدو أنها لم تستوعب أهمية الإنجاز المحقق من طرف ابنها نظرا لقلة خبرتها. وقال والده إن ابنه توفيق أكثر تعلقا بوالدته ولذلك سارع إلى الاتصال بها قبل غيرها، كما أوضح أن هذا الإنجاز العالمي مكسب لابنه الذي برهن على أن الإرادة والعزيمة أقوى من أي شيء آخر، وأن الفرحة غمرته ولا يستطيع التعبير عنها بكلمات. ع. ق