سيطرت حالة من الحزن الشديد على أجواء افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته ال38، التي انطلقت مساء أمس الأول، من مبنى دار الأوبرا المصرية، لغياب صانع البهجة بلا منازع، الفنان الراحل محمود عبدالعزيز، الغائب الحاضر في تفاصيل عرس القاهرة السينمائي، الذي أهدى طبعته الجديدة لروحه تكريما لمسيرته الفنية الناجحة التي جمعت الملايين من الجمهور حوله إحتراما وحبا في الفن العريق الذي قدمه ببراعة شديدة. على صوت ساحر السينما المصرية، محمود عبد العزيز، ومقتطفات من أبرز أعماله، وبعد الوقوف دقيقة حداد على روحه، أعطى وزير الثقافة المصري، حلمي النمنم، إشارة إنطلاق فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي منح جائزة فاتن حمامه للتميز للمخرج الألماني كريستيان بتزولد، والصيني جيا زان كيه، ومع ظهور النجم المصري الشاب أحمد حلمي، إرتجت القاعة بالتصفيق، وزادت حدة تفاعل وتصفيق الجمهور له بإهداء جائزة تكريمه للفنان الراحل محمود عبد العزيز. كما منح المهرجان جائزة فاتن حمامة التقديرية للمخرج المالي شيخ عمر سيسوكو والمنتج الفلسطيني حسين القلا واسم المخرج الراحل محمد خان، فيما تأجل تكريم الفنان يحي الفخراني إلى حفل الختام بسبب سفره خارج مصر. وعلى السجادة الحمراء للمهرجان كانت بصمة الحزن مترجمة على فساتين وأزياء الفنانين الذين تعاقبوا على السير على السجادة الحمراء، فتوشحوا السوداء حدادا على رحيل صانع البهج، الفنان الراحل محمود عبدالعزيز، الذي وافته المنية يوم السبت الماضي، بعد صراع طويل مع المرض، بينما وضعت بعض الفنانات اللاتي لم ترتتدي اللوان الأسود، شريط أسود اللون على فساتينهن، وأعرب ضيوف المهرجان العرب والأجانب عن عميق حزنهم، كما وضعت إدارة المهرجان، عددا من صور الفنان الراحل محمود عبد العزيز على السجادة الحمراء بالمهرجان، كنوع من التقدير للفن الذي قدمه "الساحر"، وكتبت أسفل هذه الصور جملةٌ قالها بمسلسل "جبل الحلال" وهي: "الموت خوّاف عشان كدا بييجي مستخبّي.. أقولك هو مش خوّاف، هو خجول، لدرجة مش عاوز حد يشوفه". حضور خاص للسينما المصرية والجزائر تحفظ ماء وجه السينما العربية بالمهرجان للمرة الأولى في تاريخ المهرجانات السينمائية بمصر التي تشكو من عدم وجود أفلام مصرية صالحة للعرض، يقدم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته هذا العام خمسة أفلام مصرية تعرض للمرة الأولى عالميا أو في الشرق الأوسط، من خلال فيلمين يشاركان في المسابقة الرسمية: "يوم للستات" للمخرجة كاملة أبو ذكري وبطولة إلهام شاهين ومحمود حميدة ونيللي كريم وعدد كبير من النجوم، و"البر الثاني" للمخرج علي إدريس الذي يناقش بجدية قضية الساعة عالميا، وهي الهجرة غير الموثقة عبر البحر المتوسط، وفي قسم آفاق السينما يقدم المهرجان العرض العالمي الأول لفيلم "لحظات إنتحارية" للمخرجة إيمان النجار، بينما يقدم قسم البانوراما فيلمين تسجيليين يعرضان للمرة الأولى هما "إحنا مصريين أرمن" لوحيد صبحي حول تاريخ الطائفة الأرمنية في مصر، و"هامش في تاريخ الباليه" لهشام عبد الخالق حول أول جيل من راقصات الباليه المصريات. بينما تحضر الجزائر بفيلمين "حزام" لمخرجه حميد بن عمرة، وهو الفيلم العربي الوحيد الذي ينافس في المسابقة الرسمية للمهرجان، إلى جانب فيلمين من مصر، لتحفظ بذلك الجزائر ماء وجه السينما العربية فى المسابقة الرسمية، والتي يشارك فيها 16 فيلما من مختلف دول العالم، ويتطرق العمل إلى موضوع الرقص الشرقي، من خلال التركيز على مدرسة لتعليم الرقص الشرقي في فرنسا. إضافة إلى"حكايات قريتي" لعبد الكريم طرايدية ضمن فئة آفاق السينما العربية، وتدور أحداث الفيلم في قرية أثناء حرب التحرير المجيدة، حول قصة الطفل "بشير" البالغ من العمر عشر سنوات، يحلم بأن يكون ابنا لشهيد، لذلك هو على استعداد بالتضحية بوالده الذي هجرهم منذ 5 أعوام كي يحقق هدفه. مهرجان القاهرة السينمائي يكره الصحفيين!!! ككل سنة تزداد الفجوة بين منظمي مهرجان القاهرة السينمائي الدولي والصحفيين الذين يتسارعون ويترددون مرات عديدة على إدارة المهرجان للتسجيل من أجل تغطية فعاليات هذا المحفل الفني الدولي الضخم، غير أنهم وفي كل مرة يتأخرون في إستخراج شارات المهرجان الأمر الذي يعرقل عمل الصحفيين، ويلقون بالمسؤولية على الشركة المنظمة والتي تتكفل بطباعة بطاقات الدعاوي والشارات للصحفيين. مثل هذه التصرفات التي يراها بعض الصحفيين بأنها "غير مسؤولة" ولا تليق بأعرق وأقدم مهرجان في منطقة الشرق الأوسط، جعلتهم يقررون مقاطعة حفل الافتتاح وتغطية باقي فعاليات المهرجان لحين الحصول على "الشارات"، وأعلنوا غضبهم الشديد عبر صفحات الجرائد ومواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد التجاذبات التي وقعت بين عدد من الصحفيين وأعوان الأمن أمام البوابة المخصصة لدخول الإعلاميين والصحفيين والتي شهدت ازدحاما شديدا، بسبب منع الأمن الصحفيين الذين لا يحملون دعوات والذين تأخر استخراج "شارة المهرجان" الخاص به من دخول دار الأوبر وحضور حفل الإفتتاح.