قال الجيش الفلبيني اليوم الأربعاء إن الهجوم الذي بدأه متشددون إسلاميون منذ أسبوع في مدينة بجنوبالفلبين تغذيه أسلحة وذخيرة مسروقة ومقاتلين فروا من السجون. وأضاف الجيش أن جنوده يواصلون حملتهم على المتشددين الذين يقاومون الهجمات البرية والجوية.
وأثبتت جماعة ماوتي التي بايعت تنظيم "الدولة الإسلامية" أنها خصم شرس إذ صمدت في قلب مدينة ماراوي على مدى أيام من الغارات الجوية على ما يصفها الجيش بأنها أهداف للمتمردين، خلافا لتوقعات بنهاية سريعة لسيطرتهم على المدينة.
ولجأ الجيش الفلبيني للمرة الأولى إلى الاستعانة بطائرات (إس.إف-260) لدعم طائرات الهليكوبتر المقاتلة والقوات البرية التي تسعى لحصار المقاتلين منطقة بوسط المدينة.
وأشار الجيش إلى أن المتمردين يسيطرون على حوالي 10% من مساحة ماراوي.
وقال البريجادير جنرال ريستيتوتو باديلا المتحدث باسم الجيش إن جماعة ماوتي تواصل القتال باستخدام بنادق وذخيرة سرقتها من مركز للشرطة وسجن ومدرعة للشرطة.
وأضاف باديلا "تمكنوا من اغتنام مدرعة للشرطة وفي داخلها هناك كميات من الطلقات"، مضيفا أن الذخيرة من بين العتاد المسروق الذي يستخدمه المتمردون لمقاومة القوات التي يدفع بها الجيش إلى المنطقة.
وقال باديلا إن المتمردين، الذين أخرجوا رفاقهم المحبوسين من السجن لينضموا إليهم في المعركة، لجأوا لأسلوب حرب المدن نظرا لتوفر الأسلحة في المدينة ووفرة المواد الغذائية التي يمكنهم الحصول عليها من المنازل والمتاجر. وأضاف: "بالطبع لقد خططوا للأمر".
من جهته، قال الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي اليوم الأربعاء إنه لن يجري محادثات مع المسلحين الذين يقاتلون الجيش ويسيطرون على أجزاء في جنوب البلاد وإنه عازم على إبقاء تنظيم "الدولة الإسلامية" خارج بلاده.
وكانالرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي أعلن الأحكام العرفية على جزيرة مينداناو حيث تقع مدينة ماراوي في خطوة لسحق ما وصفه بأنه غزو لتنظيم "الدولة الإسلامية".
ويمثل أحدث تعليق لدوتيرتي على الأزمة في مدينة ماراوي الجنوبية تغيرا عن موقفه السابق عندما حث الأسبوع الماضي مسلحي جماعة ماوتي على الحديث معه. وقال في كلمة ألقاها أمام الجيش في مدينة دافاو اليوم الأربعاء "لن أجري محادثات مع الإرهابيين."
وقال دوتيرتي الغاضب بسبب ما يعتقد إنه عدم إخلاص لعملية السلام التي بدأها مع متمردين شيوعيين يخوضون صراعا منفصلا منذ فترة طويلة إنه سيعتقل قادة المتمردين المنفيين، إذا عادوا إلى الفلبين. وكان قد دعاهم من قبل للعودة بل وعرض عليهم تولي مناصب حكومية.
ويؤكد الجيش منذ البداية أنه يسيطر على الوضع، لكن بطء جهود استعادة ماراوي أثارت تساؤلات بشأن استراتيجيته المتبعة في القتال.
وتشعر الحكومة الفلبينية بالقلق حيال قوة ماوتي، خصوصا أن تقارير الاستخبارات تشير إلى أن الحركة تحالفت مع جماعات أخرى وجندت مقاتلين أجانب.
ويعتقد الجيش أن ماوتي وشركاءها نفذوا عملية السيطرة على ماراوي، لمحاولة الفوز بدعم تنظيم "الدولة الإسلامية" واعتبارهم ذراعها في جنوب شرق آسيا.
وأسفرت الأحداث الأخيرة عن مقتل 89 مسلحا و21 من قوات الأمن و19 مدنيا في إشارة، وفق ما يقول الخبراء الأمنيون، إلى أن المسلحين باتوا الآن أكثر تنظيما وتمويلا.
وقال باديلا إن الجيش يحث من خلال قناة اتصال خلفية من تبقى من المقاتلين على الاستسلام.