تستعد شركة إتش بي المعروفة باسم هيوليت باكارد انتربرايز ، لإرسال حاسب عملاق إلى المحطة الفضائية الدولية، وذلك بالتعاون مع شركة الفضاء الأمريكية "سبيس إكس" التابعة ملكيتها إلى رجل الأعمال إيلون ماسك مؤسس ومالك شركة تصنيع السيارات الكهربائية الفاخرة تيسلا، وذلك مع استعداد الصاروخ فالكون للإنطلاق حاملاً دفعة جديدة من أدوات التجارب العلمية والبضائع إلى محطة الفضاء الدولية. وتشمل هذه الشحنة حاسباً فائقاً من شركة هيوليت باكارد انتربرايز، ويطلق على هذا الجهاز اسم الحاسب المحمول في الفضاء Spaceborne Computer، وهو عبارة عن مشروع مشترك بين شركة HPE ووكالة الفضاء الأمريكية ناسا NASA، حيث يهدف الحاسب إلى معرفة ما إذا كان يمكن تصميم جهاز حاسب تجاري بحيث يستمر في بيئة الفضاء القاسية، وفي حال تمكن الحاسب من الصمود فقد يشكل هذا الأامر خطوة ناجحة من حيث إمكانية أن تكون الحواسيب المماثلة أدوات حاسمة مستقبلاً للبعثات الفضائية البعيدة عن الأرض. ويعمل الموقع الحالي للمحطة الفضائية المتواجدة في المدار الأرضي السفلي على جعلها مكاناً غير مناسب للحواسيب، حيث تتعرض محطة الفضاء الدولية للمزيد من الإشعاعات مثل الإشعاعات الشمسية والأشعة الكونية التي تنشأ خارج النظام الشمسي، وذلك بسبب وجودها خارج معظم الغلاف الجوي الواقي للأرض، حيث يؤدي التعرض لهذه الأشعة إلى انهيار أجهزة التكنولوجيا بمرور الوقت، لذا يجب أن تكون الحواسيب الذاهبة إلى الفضاء ذات هيكل صلب مدرع من أجل تحمل هذه البيئة الإشعاعية العالية، وتكلف عملية الترقية والحماية هذه الكثير من المال والوقت، وتضيف وزناً كبيراً إلى جهاز الحاسب. ويعتبر حاسب Spaceborne Computer بمثابة تجربة لمعرفة فيما إذا كانت أجهزة الحاسب قادرة على العمل في الفضاء على مدى فترات طويلة من الزمن، حيث تم تجهيز الحاسب للتعامل مع التعرض الإشعاعي بشكل مختلف، والاعتماد على ترقيات البرمجيات بدلاً من العتاد، وهو يعمل بواسطة نظام التشغيل مفتوح المصدر لينوكس، وتم برمجته لتحديد ومعرفة متى يحدث إشعاعات عالية، بحيث يستجيب بعد ذلك عن طريق التحكم بالأنظمة الخاصة به وخفض سرعة تشغيلها لتوفير الطاقة وتجنب الضرر. ويفترض أن الحاسب قد اجتاز ما مقداره 146 اختباراً للسلامة وحصل على الشهادات اللازمة من قبل وكالة ناسا للموافقة على سفره إلى الفضاء، ويتفرض أن يستمر جهاز الحاسب بالعمل لمدة سنة ضمن المحطة الفضائية الدولية بمجرد إطلاقه إلى الفضاء، وترغب ناسا بمعرفة كمية الإشعاعات التي سوف يتعرض لها الجهاز مع مرور الوقت، وإذا كانت هذه البرمجيات التصليحية قادرة على تقليل عملية الإنهيار بشكل فعلي، على أن يتم مقارنة نتائج الحاسب الموجود في الفضاء مع نتائج حاسب آخر مماثل موجود لدى شركة إتش بي على الأرض.