استغرب معمّر جبّور، الصحفي بالقناة الثالثة للإذاعة، ردة فعل المدرب الوطني رابح ماجر، خلال الندوة الصحفية التي أعقبت مباراة "الخضر" أمام منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى، أول أمس، مشيرا إلى أن ما قاله ماجر صدمه كثيرا. قال جبّور، في تصريح ل"الخبر" أمس، إنه لم يتوقّع إطلاقا ما وصفه بهجوم رابح ماجر عليه، مشيرا "لم أفهم ردّة فعل المدرّب الوطني، ولم أكن أتوقّعها إطلاقا، لقد كانت صدمة كبيرة لي حين راح ماجر يهاجمني بطريقة مشينة، ولم أفهم أيضا سبب عنف الكلمات التي وظفها وسبب الشتم الذي صدر منه"، مضيفا "لقد طرحت سؤالي على رياض محرز وليس على المدرّب ماجر، لكن المدرّب الوطني بادر بالردّ وبعنف بشكل يؤكد بأن ماجر يرفض الانتقاد". وواصل الصحفي معمّر جبّور يقول "هناك حقيقة الميدان التي يتجاهلها ماجر، هناك وقائع أتعامل معها كصحفي مثل بقية زملائي في المهنة، وأجد نفسي مطالبا، من باب المهنية، طرح الأسئلة الصحيحة وأنتظر أجوبة بعيدا عن أي صدام أو خلفيات أو صدامات، هذه هي مهمة الصحفي، ومن واجب المدرّب، أو الفاعل في كرة القدم أن يجيب على الأسئلة"، مضيفا في سياق حديثه "ماجر يعلم جيدا بأنه معرّض لتلقي أسئلة محرجة، فقد تحوّل إلى مدرّب وطني، ولو يرى بأن ما يتعرّض له هو انتقاد، فقد انتقد هو أيضا المدرّبين حين كان محللا". وحاول محدثنا فهم دواعي رابح ماجر لمهاجمته خلال الندوة الصحفية، مضيفا بأن ثمة عدة احتمالات واردة، منها ما يتعلّق بالضغط الذي يعيشه منذ توليه تدريب المنتخب الوطني، موضحا "ماجر بقي سنة كاملة في حالة بطالة، وأعتقد بأنه اكتشف اليوم، من جديد، حقيقة الميدان، وقد جعله ذلك يشعر بضغط شديد ما أفقده، على ما أعتقد، توازنه وبرودة أعصابه، وربما يعود عدم تحكمه في أعصابه بتلك الطريقة الغريبة لفقدانه الثقة في قدراته، وقد اكتشفنا، من خلال الندوات الثلاث لماجر بأن مدرب لا يتقبّل الانتقاد، ولا يجيب على الأسئلة المطروحة عليه بدقة، وجاءت كل أجوبته سطحية وغامضة وغير واضحة.. هذا واقع ويمكن أن يكون ذلك استراتيجية في طريقة التعامل مع الإعلام من طرفه". وعلى الرغم من تعرضه للإهانة من ماجر، إلا أن معمّر جبّور فضّل عدم الردّ بالمثل، موضحا "لقد قال ماجر بأنه يحترم كل الصحافيين في القاعة إلا أنا، وهذا غير مقبول، لكنني أبقى أحترم ماجر الرجل والمدرب واللاّعب السابق، فليس من شيمي توجيه الإهانة"، مضيفا "ماجر لم يلق القَبول اليوم من غالبية المناصرين، ويكفي أن نتابع مواقف الجزائريين على شبكات التواصل الاجتماعي لنقتنع بذلك، فقد لقي ماجر في المرة الأولى التي تولى فيها تدريب المنتخب قبولا جماهيريا وكان سنه 35 عاما تقريبا، وحظي بنفس الدعم الجماهيري في المرة الثانية، لكن المغامرة الثالثة لم يلق فيها سوى رفض جماهيري وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها". وحرص معمّر جبّور على القول بأن برودة الأعصاب وتحمّل الضغط من مواصفات المدرّبين الكبار، مستدلا بالمدرب الفرنسي إيمي جاكي الذي عانى من الانتقاد الإعلامي سنة 1998، مشيرا "ماجر كان دائما يستدل بالمدرب إيمي جاكي حين يستظهر ما يسميه بشهادة تدريب حصل عليها تحمل إمضاءه، فقد كان إيمي جاكي كثير الانتقاد من طرف مدير تحرير جريدة "ليكيب" قبل وخلال المونديال الفرنسي سنة 1998، ورغم ذلك كان جاكي يقابل الصحفي نفسه في كل مرة بالابتسامة، كما أن المدرّب الحالي لمنتخب فرنسا ديديي ديشان يجد نفسه منذ فترة طويلة تحت ضغط شديد بسبب تهميشه للاّعب بن زيمة، ورغم ذلك لم يتأثر ديشان، لذلك أعتقد بأن رابح ماجر ما هو في الحقيقة سوى طفل مدلل، يفقد أعاصبه بسرعة كلما تعرض للانتقاد البنّاء". وشدد محدثنا على القول بأن عايش فترات عديد رؤساء الاتحادات، مؤكدا بأنه تعامل مع الجميع باحترافية، مضيفا "من يريد إيهام الجماهير بأنني أمارس مهنتي باحترافية لخدمة روراوة، يثير الضحك، لأن روراوة رحل ولا علاقة له بالمنتخب ويبدو لي بأن بعض الأشخاص لم يتخلصوا بعد من مرض اسمه روراوة"، مضيفا "أنا أطرح أسئلة واضحة لأنتظر أجوبة من أجل تنوير الرأي العام، وكنت أشير، حين طرحت السؤال على محرز بشأن أسباب فقدان المنتخب لهويته، لأكثر من سنة على حدوث ذلك، ولم يكن إطلاقا تلميحا للمباراتين الأخيرتين مع رابح ماجر، لكن، يبدو أن المدرّب الوطني اعتقد، خطأ، بأن سؤالي يستهدفه شخصيا".