رفعت "الخبر"، أمس الأول، عبر جائزة "عمر أورتيلان" الدولية لحرية التعبير، تحية تقدير وصرخة تضامن مع أزيد من 160 صحفي تركي متواجدين في السجون التركية، حسب قررا لجنة تحكيم الدورة الثامنة عشرة للجائزة، برئاسة الكاتب زبير سنوسي. لا تزال جائزة "عمر أورتيلان" منذ تأسيسها عام 1995، تحافظ على النهج والمبادئ التي تأسّست بها، عبر الدفاع عن مبدأ حرية التعبير والانتصار للأقلام الحرة. وقد جاءت نتائج طبعة 2017 لتؤكد ذلك وهي تراقب واقع حرية التعبير في تركيا، بعد أن تم سجن عدد كبير من الصحافيين، وهو ما أكد عليه رئيس تحرير جريدة "الخبر" محمد بغالي في تقديمه لحفل "الخبر" هي بيت المواطنة والحريات، ومن سنة إلى أخرى تعطي الدليل بأن عمر أورتيلان لم يرحل و"الخبر" لا تزال تسير وفق أفكاره ومبادئه".
حضور قوي للإعلاميين
تميز حفل توزيع جوائز عمر أورتيلان الدولية، بحضور كبير للصحافيين الجزائريين، حيث نظم الحفل في مقر قناة "كي بي سي" سابقا، وسط أجواء حميمية، وقد كان من المنتظر أن يحضر الأمين العام لنقابة الصحفيين الأتراك لاستلام الجائزة، نيابة عن زملائه الصحافيين الأتراك، ولكن تعذّر عليه الحصول على التأشيرة، وقد تسلّم الصحفي الجزائري حملاوي بصفته عضو نقابي، الجائزة بالنيابة عنهم جميعا، بحضور شخصيات سياسية وتاريخية ونقابية وطنية وسفراء، وكذا وجوه إعلامية وثقافية . تلت الأمينة العامة للجائزة، زكية أورتيلان بيان لجنة تحكيم، وقالت: "في 29 أفريل 2017 التقت لجنة التحكيم، وقد تقرّر بالإجماع أن تكون الجائزة هذه السنة إلى كل صحفي تركي ناضل ويناضل من أجل تكريس حرية التعبير، وهم 160 صحافي تركي متواجدين اليوم في السجون التركية". من جهة ثانية، قال عضو اللجنة علي جري "إن جائزة عمر أورتيلان تذهب لكل من عبّروا بالتزامهم الدفاع عن حرية الصحافة وحرية التعبير"، وأوضح جري "عندما قررنا تكريم الصحفيين، فذلك عرفانا لنضالاتهم الطويلة ولكل من يمارس المهنة في ظروف صعبة جدا"، مضيفا "في السنوات الأخيرة أصبحت الصحافة مهنة متعبة جدا، ومتوسط عمر الصحافيين لا يتجاوز 55 سنة".
27 سنة مرصّعة بأخلاق المهنة
الصحافيين الذين يبحثون عن الحقيقة، حيث تنتقد التقارير الحقوقية تعامل الحكومة التركية مع الإعلام، ومحاولة إلصاق تهمة الإرهاب بالإعلاميين، مثلما حدث مع الصحفي الألماني ينيز يوسيل، الذي تم احتجازه في السابع عشر من نوفمبر بتهمة الانضمام إلى جماعة إرهابية وإساءة استخدام معلومات شخصية، وذلك أثناء محاولته الإدلاء بشهادته في قضية القرصنة على حساب وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، ووفق تقرير خاص صادر عن "لجنة حماية الصحفيين" لعام 2016، فإن العدد كان بحدود 81، وجميعهم يواجهون اتهامات بمناهضة للدولة، وذلك في أعقاب حملة قمع غير مسبوقة تضمنت إغلاق أكثر من 100 وسيلة إعلامية بعد حادثة محاولة الإنقلاب في تركيا. بعد إعلان الجائزة والتي تضمنت صرخة ضد سجن الصحافيين، تم رفع القبعة لمسار الإعلاميين الجزائريين الذين يعملون بجد وثبات لسنوات طويلة، مخلصين لأخلاق المهنة ومبادئ العمل الإعلامي الاحترافي، إذ تم تسليم الجائزة الثانية إلى الصحفية سامية ياشير من يومية "لوسوار دالجيري" الناطقة بالفرنسية، لنضالها الصحفي طيلة 27 سنة، وقد حضرت الصحفية لتسلم الجائزة وقالت إنها فخورة بهذا التكريم الذي يحمل اسم أحد الزملاء الراحلين، وقالت: "لا أزال أتذكر اللحظة التي تم فيها اغتيال الشهيد عمر أورتيلان"، وأضافت "حتى لو اغتالوا عمر فلا يمكنهم اغتيال مبادئه".
تطوير الجائزة
وتهدف إدارة الجائزة إلى تطويرها وإعادة هيكلتها السنة القادمة، كما قال عضو اللجنة، علي جري، إن اللجنة تفكر في إعادة هيكلة الجائزة بسنّ قانون خاص بها، ومؤسسات تسهر على استمراريتها، إلى جانب التوجه نحو المطالبة باعتراف دولي لها من قبل المنظمات غير الحكومية ذاب البعد الدولي، حيث تسعى "الخبر" من وراء هذه الجائزة إلى ترقية حرية التعبير وتشجيع الكفاءات ودعم نضالات الصحفيين المدافعين عن أحد حقوق الإنسان، وهو الحق في الإعلام والبحث عن الحقيقة.