لا تزال العديد من مناطق الوطن تسجل التساقط الكثيف للثلوج والأمطار، متسببة في قطع الطرقات وعزل قرى، خاصة تلك المتواجدة في المناطق الجبلية. وتتوقع الأرصاد الجوية أن تشهد العديد من المناطق الشمالية الأخرى، اليوم وغدا، وبشكل خاص الوسطى منها (الوسط الشرقي والوسط الغربي والوسط)، تساقطا للثلوج على مرتفعات أقل انخفاضا من سابقاتها. حسب التوقعات، فإن علو التساقط قد ينخفض في الساعات القليلة القادمة علما كان عليه في الأسبوع الماضي، وذلك حسب الموقع الجغرافي لكل منطقة، على اعتبار أن العامل الجغرافي شيء مهم في نزول مستوى الثلوج. وعليه فإن بعض المناطق في البليدة وبومرداس وتيبازة والشلف وأعالي العاصمة وتيسمسيلت وتيارت قد تشهد ثلوجا ممزوجة بالأمطار أو ثلوج لوحدها، وأحيانا متراكمة، بينما يتوقع تساقط الثلوج عبر باقي الولايات الغربية والشرقية إلى ما دون 800 متر. البلديات الجبلية في جيجل تدخل في استنفار لمواجهة عزلة الثلوج في جيجل، وضعت العديد من البلديات الجبلية، أمس، إمكانياتها في حالة استنفار خوفا من حدوث عزلة جراء الثلوج التي بدأت في التساقط على المرتفعات التي يزيد علوها عن 800 متر. وأشار مسؤولو بعض البلديات أنهم وضعوا عددا من كاسحات الثلوج وآليات الأشغال العمومية في حالة تأهب، تحسبا لأي طارئ، مثلما هو الشأن بالنسبة لبلديات سلمى بن زيادة وإراڤن وبني ياجيس الجبلية التي اكتست، أمس، حلة بيضاء. بالموازاة مع ذلك، تسببت الأمطار الغزيرة التي تساقطت على المنطقة، أمس، في حدوث فيضانات بالعديد من أحياء عاصمة الولاية، حيث غمرت المياه كلا من حي الرابطة الغربي، وحي كيموش حسين “البروجي”. الثلوج تعزل عدة قرى في ولاية البويرة وفي البويرة تسببت الاضطرابات الجوية التي شهدتها عدّة مناطق في عزل عدة قرى ومداشر، بعدما شلت حركة المرور ببعض الطرق الوطنية والولائية، لاسيما تلك الواقعة في مرتفعات جبال جرجرة وديرة. ورغم تمكن مصالح الأشغال العمومية والبلديات التي عملت بالتنسيق مع مصالح الدرك الوطني والحماية المدنية، من فتح معظم الطرق الوطنية والولائية، فلا تزال الطرق الوطنية الرابطة بين البويرة وتيزي وزو مغلقة لحد الساعة، وهي الطريق الوطني رقم 33 العابر لمنطقة تيكجدة وكذا الطريق الوطني رقم 30 المار من آغبالو والطريق رقم 15، كما لا تزال عدة قرى ومداشر واقعة في أرياف المنطقة الجنوبية شبه معزولة، بعدما حاصرتها الثلوج التي تساقطت بكثافة في مرتفعات سور الغزلان وبرج أخريص. وفي ظل هذه الظروف الطبيعية القاسية، لا يزال سكان التجمعات السكنية والقرى الواقعة في بلديات المقراني وسوق الخميس وسيدي يحيى والمعمورة وعين بسام من يعانون من ندرة غاز البوتان، ما حول أيامهم إلى جحيم. فرغم برودة الطقس وصعوبة التنقل، فهم يمضون ساعات أيامهم في البحث عن قارورات الغاز، وتتعقد الأمور أكثر لدى سكان المرتفعات المعزولة الذين لا يملكون وسائل التنقل. وفي هذا الصدد، تؤكد الجهات الرسمية أنها اتخذت كل الإجراءات اللازمة لتزويد تلك المناطق وغيرها بغاز البوتان، حيث رفعت مؤسسة نفطال من الطاقة الإنتاجية لقارورات الغاز من 11 ألف قارورة بمركز سيدي خالد إلى 18 ألف قارورة يوميا، وسخرت شاحناتها لتوصيل الغاز إلى القرى والمداشر المحرومة. وفي تيزي وزو، يواصل أفراد الجيش والدرك الوطني فتح الطرق لتمكين المواطنين من استعمالها، أما الطرق الأخرى فهي مفتوحة على حركة المرور، مع الإشارة إلى تواجد أعوان الحماية المدنية رفقة أفراد الجيش الشعبي الوطني وعناصر الدرك الوطني لأداء مهامها المنوطة بها. صعوبة في حركة السير بجنوبتلمسان أما في تلمسان فقد عرفت المسالك المرورية بجنوب الولاية، نهاية الأسبوع، صعوبات جمّة في حركة سير المركبات، بسبب تراكم الجليد على الثلوج المتساقطة، إضافة إلى الضباب والتساقطات المطرية الغزيرة التي عاشتها المنطقة, على غرار ما عاشه السائقون على محور بلديتي تيرني وعين غرابة على الطريق الوطني رقم اثنين, بسبب بطء كبير في حركة السير مرده التخوف من الانزلاقات والانحراف. الوضعية نفسها عاشها الطريق الوطني رقم 99 بين بلديتي البويهي وبني بوسعيد عند محور “بوسحابة”. ودعا بيان لمديرية الحماية المدنية لولاية تلمسان المسافرين وسائقي المركبات المتنقلين من وإلى جنوب الولاية لتوخي الحذر واليقظة لصعوبة المسالك في المنطقة الجنوبية في هذه الظروف المناخية. الثلوج تعزل مناطق ريفية وتظهر غش مشاريع في باتنة وفي باتنة، غطت الثلوج المناطق الجبلية الشرقية، على غرار بلديات آريس، ثنية العابد ومشاتيهم النائية، ولارباع التي لم تستفد من الشبكات الحيوية سوى مؤخرا، بالمقابل تعاني عدة قرى بعيدة عن مقرات البلديات أزمة في التزود بقارورات غاز البوتان، نظرا لحالة الطرقات وصعوبة الحركة على مستواها، على سبيل المثال الطريق الوطني رقم 75 المؤدي إلى دائرة مروانة، التي تعرف، كلما هطلت الثلوج وصاحبتها الأمطار، شللا متفاوتا في حركة سير المركبات بمختلف أحجامها، ما يفتح الباب أمام وقوع حوادث مرورية أو انحرافات بفعل وضعيته في مثل هكذا ظروف وتقلبات جوية تصل فيها درجات الحرارة إلى ما دون الصفر. ومن جهتها، المناطق الجنوبية والجنوبية الغربية لم تسلم من البرودة الشديدة وتساقط كميات من الثلوج لم تزرها لأزيد من عقدين من الزمن، إلا أنها خلفت عائقا للتلاميذ من المتمدرسين على بعد كيلومترات من مساكنهم باتجاه مقرات البلديات والدوائر، للتنقل لمزاولة دراستهم والتغيب أحيانا لما يفوق اليومين انتظارا منهم لاستقرار الوضع، خصوصا وأن منهم من لم يجد وسيلة نقل أو لباسا دافئا يحميه برودة الشتاء، الكون كثير منهم من العائلات المعوزة والفقيرة.