قرر الاتحاد العربي لكرة القدم توجيه الدعوة لاتحاد الجزائر ووفاق سطيف لتمثيل الكرة الجزائرية في الطبعة المقبلة لمنافسة البطولة العربية للأندية، بدلا من اتحاد بلعباس، مثلما كانت “الفاف” تعتقده قبل أيام. وجّه محمد روراوة، نائب رئيس الاتحاد العربي “ضربة موجعة” لخليفته على رأس “الفاف”، خير الدين زطشي، حين “أسقط” خياره بإشراك اتحاد بلعباس في الكأس العربية قبل أن يتلقى المراسلة الرسمية من الاتحاد العربي التي تحدد معايير المشاركة في النسخة المقبلة، بل إن خيار الاتحاد العربي، الذي جاء مخالفا لرغبة “الفاف”، من شأنه أن “يُفجّر” المكتب الفدرالي ويُدخل أعضاءه في صراع حاد، خاصة بين الرئيس خير الدين زطشي وبين نائبه الأول عمر حدّاد، المدعو ربّوح، كون اختيار اتحاد الجزائر في حد ذاته، يحمل في طياته نوعا من التحدّي والإهانة للرئيس زطشي، ويجعل الشك ينتابه في ربط نائبه الأول لعلاقات وطيدة إلى غاية اليوم مع غريمه روراوة. لعبة القط والفأر بين روراوة وزطشي لم تصل محطتها الأخيرة، وكأن الرئيس السابق للاتحادية “يتلذّذ” في التأثير على معنويات خليفته من خلال استغلال أي فرصة والاستثمار فيها حين يقدّر “الحاج” بأنها “تؤدّي الغرض” وتمكّنه من جعل الاعتقاد يسود وسط الرأي العام الجزائري وأعضاء الجمعية العامة وحتى مكتبه الفدرالي، بأنه لم يخسر شيئا من قوته ونفوذه وتأثيره على كل الفاعلين في الكرة المحلية والإقليمية والقارية والدولية، بالشكل الذي يجعل خير الدين زطشي، يظهر، رغم قراراته الكثيرة في المكتب الفدرالي المخالفة لما اتخذه روراوة قبله، بأنه “تلميذ” في عالم التمرّس والخبرة وسياسة التأثير في الأشخاص والدفع ببعضهم للوقوع في الأخطاء، بدليل أن الاتحاد العربي لكرة القدم لم يكلّف نفسه عناء توجيه الدعوة لرئيس “الفاف”، مكتفيا، من خلال المراسلة المؤرخة في 26 فيفري 2018، بتكليف الأمين العام للاتحاد العربي، رجاء الله السلمي، بتوجيه المراسلة إلى الأمين العام ل”الفاف” محمد ساعد. ونجح روراوة في دفع زطشي لارتكاب “خطأ بدائي”، عندما وظّف هذا الأخير معلومة قدّمها له ربوح حداد في المكتب الفدرالي مفادها أن الاتحاد العربي سيختار فريقا واحدا أو فريقين من الجزائر ممن احتلوا المراكز الأربعة الأولى، وكان روراوة مصدر معلومة حداد، غير أن رئيس “الفاف” السابق جعل ربوح حداد يعتقد بأن المعايير تم ضبطها رسميا على مستوى الاتحاد العربي، ما جعل أعضاء من المكتب الفدرالي يسارعون، بعد اجتماعهم الأخير، لإخطار إدارة اتحاد بلعباس هاتفيا ب”الخبر السعيد”، قبل أن تصل، أمس، مراسلة الاتحاد العربي التي يحدد فيها صراحة بأنه قرر توجيه الدعوات للأندية خلال هذه الطبعة، على أن يتم تحديد معايير المشاركة ابتداء من الطبعة المقبلة، وهي مراسلة نزلت كالصاعقة على الاتحادية، كون الأمر يتعلّق بضرورة التراجع عن خيار اتحاد بلعباس لفائدة وفاق سطيف، الذي أعلنت الاتحادية “حربها” عليه وعلى رئيسها حسان حمّار، بسبب موقفه المدعم لمحفوظ قرباج ومحمد روراوة، واتحاد الجزائر الذي يعتبر فريق ربوح حداد نائب رئيس “الفاف”، وهما فريقان معنيان بالمنافسة القارية، ما يزيد من حدة الضغط على “الفاف” من حيث برمجة مبارياتهما في حال وصولهما إلى أدوار متقدّمة في المنافستين القارية والعربية، هذه الأخيرة تضمن جوائز مالية بقيمة 15 مليون دولار، منها 5 ملايين دولار للمتوّج باللقب، ومليونا دولار لمنشط الدور النهائي، ينال منها كل اتحاد نسبة 10 بالمائة من القيمة المالية لكل فريق عند نهاية الدورة. وأكد الاتحاد العربي بأن الدورة تجري بنظام خروج المغلوب (ذهاب وإيابا بصيغة الكأس)، وتنطلق في أوت 2018 وتنتهي في أفريل 2019.