بعيدا عن إسقاطات استنجاد الحكومة بالتمويلات غير التقليدية وإصدار كتلة من الأوراق النقدية على قيمة العملة الوطنية المهددة بالتراجع بناء على توقعات الخبراء، يعرف الدينار الجزائري سيناريو مشابه في السوق السوداء للعملة الصعبة، بحكم استقرار العملة الوطنية في مستويات منخفضة منذ عدة أسابيع مقابل العملة الأوروبية الموحدة، مؤكدة على هشاشة الدينار الجزائري في مواجهة الصدمات الخارجية أمام أهم العملات العالمية على غرار "الأورو". ويسجل الدينار الجزائري في الفترة الأخيرة مستويات قياسية، حيث استقرت قيمته في حدود 210 دينار مقابل الأورو في سوق "السكوار" بساحة بور سعيد، التي تمثل معيارا للقيمة الحقيقية للعملة الوطنية في المعاملات غير الرسمية بشكل عام، على اعتبار أنّ ساحة "السكوار" تمثل أكبر حجم من العرض في الأسواق السوداء للعملة، على مرأى ومسمع من السلطات العمومية، حيث بإمكان أي شخص تحويل أي مبلغ مهما كان كبيرا في ظرف لحظات، يداً بيد ودون الحاجة إلى أي نوع من الوثائق والإجراءات. محافظة العملة الوطنية لهذا المستوى القياسي في السوق الموازية واستمرارها على مدار الأسابيع المتأخرة، دليل على المخاطر التي يواجهها الدينار الجزائري، والذي تتجاوز تداعياته في نهاية المطاف التبعات المالية المحضة إلى الانعكاسات الاقتصادية والتأثير سلبا على القدرة الشرائية للمواطنين، في حين تعرف العملة نفس المصير في التعاملات الرسمية، تعكسها تسجيل معاملات صرف الدينار حسب أرقام البنك المركزي أمام كل من الدولار الأمريكي والأورو، حيث سجل مقابل الأول تبعا للأرقام الرسمية 117.0039، بينما لم تتجاوز في وقت سابق 114 دينار، في وقت عرفت العملة الأوروبية الموحدة "الأورو" مقابل الدينار، 135.38 دينار. غياب مكاتب رسمية لصرف العملة المعمول بها وتواضع قيمة المنحة السياحية السنوية التي يعتبرها المتتبعون بالمهينة ب115 أورو، تجعل من السوق السوداء للعملة الصعبة المنفذ الوحيد والخلاص المُر لكل من يفكر باقتناء بضعة أوراق من "الدوفيز" لغرض السفر من أجل السياحة أو التعليم أو العلاج كذلك.