دعا وزير السياحة والصناعة التقليدية، عبد القادر بن مسعود، أمس، المجموعة الوطنية إلى الانخراط الواعي في المخطط الوطني للنهوض بالسياحة الوطنية، ضمن خطة 2030 المتابعة من طرف رئاسة الجمهورية. وأوصى المتدخلين في القطاع بتنفيذ المخطط السياحي الإستراتيجي وتقديم حصيلة كل سنتين أمام الحكومة. انتقد وزير السياحة الحملات الإعلامية التي تقلل من شأن الخدمات والهياكل الفندقية والمؤسسات الوطنية، كما قلل من “الهالة الإلكترونية التي تثبط العزائم وتنفر الناس من المنتوج الوطني من خلال تضخيم افتراضي للأسعار التي تعتمدها المؤسسات الوطنية”. ودعا وسائل الإعلام إلى التعامل الحذر والعقلاني مع هذا القطاع، على اعتبار أن “الأسعار المطبقة عادية جدا وفي متناول شرائح واسعة من الشعب الجزائري، مقارنة بما هو معتمد لدى بعض الدول المتوسطية”، حيث دعا النشطين في الوسائط الإلكترونية ووسائل الإعلام الوطنية “إلى التحلي بالمسؤولية في هذا المجال”. وأعلن الوزير بن مسعود، على هامش اللقاء التنسيقي المتصل بالتوقيع على اتفاقية بين مجمع فندقة سياحة وحمامات معدنية مع الفدراليات النقابية التابعة للاتحاد العام للعمال الجزائريين، والفدرالية الجزائرية للفنادق لترقية السياحة الداخلية، عن تنصيب لجنة المتابعة والمراقبة لتنفيذ الاتفاق الذي يسمح لمنخرطي النقابات العمالية بالاستفادة من خدمات فندقية، وقضاء العطلة الصيفية في المؤسسات الفندقية الوطنية بخدمات راقية وبأسعار تنافسية. وأكد على تسخير المفتشين والمديريات الولائية والمصالح المركزية لمتابعة تنفيذ بنود الاتفاق، إضافة إلى السهر على مراقبة أداء القطاع هذه الصائفة. وفي هذا الشأن، وجه الوزير مسيري المؤسسات العمومية والخاصة إلى حسن أداء الخدمة العمومية والتكفل الأمثل بمنتسبي الفدراليات والزبائن بشكل عام، متوعدا بتسليط قوانين الجمهورية والإجراءات العقابية الإدارية وحتى الجزائية مع أي جهة تخل بالتزاماتها، وأمهل جميع الأطراف تسوية جميع الترتيبات من أجل تنفيذ البرنامج إلى يوم 4 جويلية. ووقع مجمع الفندقة والسياحة والحمامات المعدنية، اتفاقية شراكة مع الفدراليات النقابية للاتحاد العام للعمال الجزائريين والفدرالية الوطنية ومسؤولي الفنادق، ترمي إلى ترقية السياحة الداخلية. وأشار بيان صادر عن المجمع، إلى أن لقاء تنسيقيا نظم من قبل المجمع تحت رعاية وزير السياحة والصناعات التقليدية عبد القادر بن مسعود بفندق مازافران، خصص لتحديد الخطوات الواجب اتخاذها لتنفيذ البنود التعاقدية وتحديد الحاجيات في مجال الاستقبال وقدرات الإيواء الوطنية لكل القطاعات، مقارنة بالحاجيات المعبر عنها. وقد أخذ المجمع الذي يترأسه لزهر بونافع على عاتقه، تنفيذ مخطط يرمي إلى إعادة الاعتبار وتأهيل المركبات الفندقية السياحية، على غرار ما تم القيام به في تيبازة بالنسبة لمركب تيبازة القرية أو السات الذي أعيد تهيئته وتحويله إلى قطب فندقي سياحي سيكون جاهزا في صيف 2019 لاستقبال السياح، فضلا عن إعادة تأهيل القرن الذهبي أيضا الذي سيوجّه للسيّاح الجزائريين، بالإضافة إلى مركب الأندلسيات بوهران الذي اكتسى حلة جديدة. ويراهن المجمع إلى ضمان تثمين الحظيرة الفندقية واستغلالها، وفقا للمقاييس الدولية وتحسين قدرات الاستقبال، كما يتطلع ويلتزم برفع مستوى فعالية التسيير على مستوى المؤسسات التابعة له بمعايير معترف بها دوليا، كما يراهن ضمن برنامج عمله إلى تطوير التأهيل والتكوين للعاملين في الفندقة، موازاة مع إعادة تأهيل الفنادق والمجمعات الفندقية السياحية، انطلاقا من أن الاستثمار المعتبر في مجال المنشآت يجب أن ترافقه استثمارات مرتبطة بالتكوين ووضع نظام نوعي لتحسين الخدمات، كأهم الرهانات لاستقطاب السياح. يذكر أنه شرع منذ سنتين في عملية إعادة تجديد وصيانة عدة مؤسسات ومرافق فندقية وسياحية بما فيها المنابع الحموية، وعرفت العملية الانطلاقة الفعلية في نهاية 2017، خاصة مع المركبات الفندقية السياحية التي تمثل إرثا حقيقيا، على غرار مركبات تيبازة التي تشكل إرث المهندس المعماري الشهير فرنانو بويون، والتي تعرف عملية إعادة تهيئة تحافظ على خصوصيتها وطرازها المعماري الأصيل، فضلا عن التكيف مع بعض التحولات التي تتطلبها عمليات التهيئة للشاليهات، وإدخال تعديلات تتماشى مع تطوير نوعية الخدمات ودعم المنشآت.