أطلق فنان الشباب كادير الجابوني، ألبومه الغنائي الجديد الموسوم ب"الحلم"،ضم ثماني أغاني منها ستة مصورة، و التف أحباب الجابوني، يباركون هذا المولود بعطره المشرقي و كلمات الأغاني العاطفية،فكان في الصف الأول، بمطعم"بيليز" بسيدي يحي، عدد كبير من الفنانين الشباب،تقدمهم نصرو و فريكلان ،و عشرات الفنانين و الممثلين الجزائريين الذين شاركوا في رسم ملامح خارطة برامج رمضان الماضي. يواصل "الجابوني" التركيز على الأغاني التي تحمل كلمات حزينة، دون إهمال الفرح و الإيقاعات الراقصة،حيث يتناول مواضيع الدنيا و الخيانة و الوفاء، و يفتح جراح العشاق،لتكون أغانيه الأقرب إلى القلب و الإحساس،معشوقة رغم ملامحها الحزينة، حيث يستسلم المستمع إلى الطاقة التي تأتي بها هذه الأغنية،و تضع الجمهور أمام مراجعة دفاتر حسابته مع الناس و الزمن، لهذا حرص كادير على أن شحن "الحلم" بهذه الطاقة في بعض كلمات و ألحان، و هي الطاقة التي نجدها أساسا في أغنية"ويلي ويلي" العاطفية بكل ما تحمله الكلمة من معنى. هذه النسمة التي هبت على الساحة الفنية الجزائرية، في السنوات الأخيرة بصوت كادير، تعيد الذكريات إلى زمن حسني و نصرو و عقيل،و كل تلك الأصوات التي أصبحت رمزا للرومانسية و ألهمت إبن حي باب الواد، و عدد كبير من الفنانين الشباب منهم شمسو فريكلان الذي قدم هو الأخر أغنية"العشق اللي فات"،و هو النوع من الأغاني التي بات يطلق عليه الجمهور إسم "الأغاني المحترمة". ما يميز مسار كادير،هو احترامه للتسويق، فعدد قليل جدا من الفنانين الجزائريين الذين يتجهون إلى الترويج بأعمالهم بمثل هذه الطريقة،فالعولمة التي أعطت الضوء إلى انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، واختصارت المسافات بين المبدع و الجمهور،لم تعد ترحم كل من يؤمن بالطرق التقليدية في الترويج و الدعاية و الإعلان عن مولوده الفني الجديد، و بدا من الواضح جدا محاولة اجتهاد الجابوني في تطوير عملية تسويق أعماله،لهذا استعان بخبرة شركة "ماناليا"على رأسها السيدة ليندا خالفة،التي سبق لها و أن رافقت فرحة جميل غولي إطلاق أغانيه. "الحلم"هو الجديد الذي حققه كادير الجابوني،ليعكس تألقه في أداء الأغاني الرومانسية، خصوصا بعد نجاح جنيريك أغنية مسلسل" الخاوة"، غير أن هذا التألق جاء مبتورا من ناحية الصورة في "الحلم"، فالفريق المرافق لكادير الجابوني،حاول الابتكار،و تم تصميم ثماني ملصقات بعدد أغاني الألبوم،بطريقة تشتتت الذهن،كما أن مخرجي الفيديو كليبات الستة لم تكن في المستوى المطلوب، بعد أن طغى عليها الاقتباس من أعمال عربية، حيث نلمس أن مخرجي فيديو كليب أغنية "لامور معا"، جعل من كادير يبدوا متأثرا بنظرات المغني المغربي حاتم عمور، و في فيديو كليب"لافهمتو الموضوع"كان مقتبسا لأغنية"كذابين" لوائل الكافوري،و هامسا في أذن "ديسباستو" في أغنية "بكري كانت النية"،و مغازلا الجيش بفيديو كليب لم يتماشي مع كلمات و موسيقى أغاني الألبوم، و يقدم ليل الجزائر في شكل مواضع،رغم أن أغنية "ويلي ويلي"،كما قال كادير:"أردت إبراز جمال الجزائر ليلا،نريد أن نقول أنه بإمكاننا أن نصور أعمالا جيدة في الجزائر"، فالمخرج لم يقدم سوى صورة باهتة لعمل منخفض التكلفة، لخرج "الحلم" أنيق على مستوى الصوت و الكلمات و الألحان المميزة و التوزيع الذي وظف في بعد الأغاني الآلات الموسيقية الجزائرية التقليدية،و منهكا من ناحية الصورة و الفيديو كليب.