حظي الزرق لديكة المنتخب الفرنسي في اليوم الموالي من فوزهم بالكأس و نيلهم لقب أبطال العالم، باستقبال حار،نجومي ، بالشانزليزيه، قبل أن يتوجهوا إلى حفل التكريم المقام على شرفهم بقصر الإليزيه ،حيث كان في إستضافتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون و زوجته "بريجيت ماكرون" ،تم تقليد من خلاله اللاعبين ال 23 بوسام الشرف ، بحضور 1300 مدعو بينهم 1000 شاب رياضي أقل من 20 سنة قدم من مختلف المدن الفرنسية و خاصة من مسقط رأس "كيليان أمبابيه " ببوندي بسان سانت دوني، إلى جانب 300 أبرز الوجوه اللامعة و اللاعبين في مختلف الرياضات الحائرين على الميداليات داخل و خارج فرنسا. حمام بشري أسود بجادة الشانزليزيه ونزل أبطال العالم الزرق أجمل شارع في العالم بالشانزليزيه بباريس ،مباشرة بعد إلتحاقهم بأرضية مطار "غواسيه" شارل ديغول في حدود الخامسة بعد الزوال، بعدما كان مقررا وصولهم في حدود الثالثة بعد الزوال ، حيث تم استقبالهم أولا من قبل رجال الحماية المدنية التابعة لمحافظة باريس، على الأرضية بتحية مائية في مشهد فريد من نوعه، بتجمع شاحنات الإطفاء التي بدأت برش المياه على شكل نافورات تلتقي عند مهبط الطائرة ، قبل فرش السجاد الأحمر حيث خرج من الطائرة أولا حارس المرمى "هيغو لوريس " حاملا الكأس الذهبية . و كان في إنتظار الحائزين على النجمة الثانية "بالشانزليزيه" منذ الساعات الأولى من صباح أمس الآلاف من الفرنسيين و السياح قد قارب عددهم المليون شخصا في حمام بشري أسود في مشهد تنقطع فيه الأنفاس وسط حرارة بلغت درجتها 32 درجة. عرس وطني مذهل بالألوان في الجو و في الأرض علت في هذا الأخير ( المشهد)، الأصوات و التصفيقات بمجرد نزول حافلة الزرق الأمبريالية المفتوحة بدون غطاء مكتوب عليها أبطال العالم ، بجادة "الشانزليزيه" ( 19:30 بتوقيت باريس)، حيا من على متنها اللاعبون بأقمصة بيضاء تحمل نجمتين الجماهير رافعين الكأس الذهبية و محاطين بحزام أمني مشدد يسير مع الحافلة و هي الصور التي تشارك فيها كلا من الجماهير و اللاعيبن كلا منهما رافعين بأياديهم إلى السماء حاملين كلا منهما ، للهواتف النقالة لإلتقاط الصور و تسجيل الفيديوهات و تقاسمها ،زادت إلتهابا أيضا بتفاعل مستعملي مواقع التواصل الإجتماعي عبر الأنترنات سواء من قبل اللاعبين أو الجماهير المناصرة ، التي لم تكن موجودة في حقبة جيل زيدان قبل 20 سنة . و ما زاد تلك المشاهد ذهولا و جمالا، مفاجأة دورية فرنسا العسكرية في السماء بالألوان الثلاثة البيضاء ، الحمراء و الزرقاء في عرس وطني ملون في الجو و في الأرض. وقال المناصرون ممن إستجوبتهم "الخبر " بالشانزليزيه، محمد 38 سنة ،هشام 25 سنة، ستيفان 42 سنة،أوريلي 36 سنة ،عبد الواحد 39 سنة بأنهم "هنا من أجل القول "شكرا للزرق" بالغناء "مارسيه ،مارسيه، لي بلوو" ،و كذلك من أجل "رؤية الكأس بأعينهم بدل مشاهدتها وراء الشاشات التلفزيونية " وهم يضعون الأعلام الفرنسية على أكتافهم و الرايات الجزائرية على خصورهم. رجال ، نساء أطفال لا يتعارفون إلتقوا بالشانزليزيه و صاروا يغنون معا "نحن الأبطال " "نحن الأبطال" ثم ينشدون النشيد الوطني "لامارسييز" وذلك هو حال كل الفرنسيين منذ مساء الأحد، داخل البيوت ،في الحانات و المقاهي ،خارج المدن و بقلب القرى ،مشاهد جماهرية شعبية ،تصف لحمة وطنية تقطع الأنفاس ، رامية وراءها كل المشاكل الاقتصادية ،الاجتماعية و حتى التهديدات الإرهابية ، لا يستطيع أحد تحقيقها إلا بفضل كرة القدم الساحرة في عرس كروي فرنسي منقطع النظير. 33 مليون أورو منحة الفوز للعلم فأن منح الزرق بلغت 38 مليون دولار أي ما يعادل 33 مليون أورو تودع في حساب الفيدرالية الدولية لكرة القدم "فيفا" ثم هذه الأخيرة تقوم بخصم حصة ما نسبة 30 في المائة يتم تقسيمها على اللاعبين 23 للمنتخب الفرنسي حيث بلغت منحة كل لاعب 400 ألف أورو ( 400000 €) من بينهم من فضل تحويلها مباشرة إلى حسابات بعض الجمعيات المحتاجة كما هو الحال بالنسبة ل "بروديج" الزرق الجوهرة" كيليان أمبابيه" الذي فضل إهداءها إلى جمعية بمسقط مدينة "بوندي " "بسان سانت دوني" بالمقاطعة 93 بالضاحية الباريسية وذلك ما أعلنت عنه والدته الفرانكوجزائرية فائزة عماري منذ 6 أشهر ،و الأمر الذي أكدته رئيسة الجمعية المستفيدة ب "بوندي" . مهرجان لأبواق السيارات و موكب للدراجات النارية حول حافلة الزرق ولقد رافق حافلة الزرق مباشرة بعد مغادرتهم مطار "غواسيه " على مسافة 40 كيلومتر، موكب من الدراجات النارية بعضها تابعة لوسائل الإعلام السمعي البصري و أخرى للمارة و المناصرين وسط مهرجان من أبواق السيارات و الموسيقى إلى جانب البروتوكول الأمني قبل أن يغير اللاعبون الحافلة التي أقلتهم من مطار غواسيه و الركوب على متن حافلة "أمبريالية" مفتوحة بدون غطاء بالشانزليزيه. إعتقال 292 شخصا في أعمال الشغب بعد الفوز وتجدر الإشارة إلى أعمال الشغب التي إندلعت ليلة الأحد إلى الإثنين عبر كبريات المدن الفرنسية ( باريس ،ليون ،مرسيليا) لم تنغص فرحة الفرنسيين و لم تعكر صفو الأجواء الإحتفالية بالرغم من إقدام مجموعات من الملثمين على تحطيم واجهات المحلات التجارية مما دفع رجال الأمن إلى تفريق المتجمعين بإستعمال الغازات المسيلة للدموع ،فيما تسببوا في جرح 45 شرطيا و دركيا بجروح طفيفة ،تمكنت من خلالها القوات من إعتقال 292 شخصا تم وضع منهم 30 رهن الحبس تحت النظر.