عرى المدرب الوطني، جمال بلماضي، عند إعلانه عن قائمة اللاعبين المدعوين لمباراة غامبيا، واقع حال الأندية الجزائرية التي يقال عنها ”محترفة”، ولم يستدع ولا لاعبا محليا للتربص الأول ل”الخضر” تحت إشرافه، والذي سينطلق غدا بالمركز التقني للفاف بسيدي موسى، في رسالة واضحة من بلماضي للقائمين على الكرة المستديرة في بلادنا، من لاعبين ومدربين ورؤساء، أنه لن يعتمد إلا على الكفاءة في اختيار التشكيلة. لقيت قائمة بلماضي، التي أعلن عنها أول أمس، استحسان الشارع الكروي الجزائري، من خلال التعليقات العديدة على شبكات مواقع التواصل الاجتماعي، حتى وإن خلت القائمة من ”منتوج بلادي”، لمعرفة العام والخاص أن البطولة الجزائرية ومنذ سنوات خلت أضحت عقيمة ولا تنجب ذلك اللاعب الذي بإمكانه مضاهاة مستوى الكرة الإفريقية الذي تطور كثيرا مقارنة بالكرة الجزائرية التي تراجعت خطوات كبيرة نحو الوراء. مسؤولية التراجع الرهيب للكرة الجزائرية، وبحسب الأخصائيين، لا يتحملها اللاعب المحلي أو المدرب الجزائري، وإنما القائمون على تسيير الرياضة في البلاد، لغياب أدنى شروط الممارسة، ونعني هنا الملاعب التي أضحت عائقا مباشرا للعديد من الأندية، وفي مقدمتها عميد الأندية مولودية الجزائر الذي يبقى دون عنوان ثابت تقريبا منذ نشأته عام 1921. اللااستقرار في النوادي الجزائرية سبب أيضا مباشر في معضلة عقم الكرة الجزائرية، وهو ما فهمه المدرب الوطني، جمال بلماضي، الذي قرر الاعتماد على المدرسة الأجنبية لمحاولة النهوض بالمنتخب الوطني حتى يستعيد بريقه الضائع منذ نهاية مونديال 2014 بالبرازيل. قائمة بلماضي التي سيعتمد عليها في مباراته الأولى الرسمية أمام غامبيا، برسم الجولة الثانية من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2019 المقرر إجراؤها بالكامرون، أظهرت للعيان أن الرجل هو من اختار القائمة بنفسه وبالتشاور مع من يريد التشاور معهم، غالقا الباب أمام الانتهازيين الذين فرضوا في السابق، مع المدربين الذين تعاقبوا على العارضة الفنية ل”الخضر”، سياسة ”الكوطات” التي غالبا ما أظهرت فشلها الذريع، بدليل أن العديد من اللاعبين المحليين لم يلعبوا في المنتخب ولا ثانية واحدة. ومهما كانت نتيجة المباراة الأولى أمام غامبيا يوم 8 سبتمبر القادم بمدينة باكو، فإن الأكيد أن بلماضي سيتحمل مسؤولية خياراته وليس خيارات المحيط الذي غالبا ما كان يتبرأ ويتنصل من المسؤولية بعد كل تعثر ومتسترا تحت مقولة ”وفرنا كل شيء للمدرب، لكن”.