أظهر استطلاع للرأي أجرته وكالات متخصصة دولية أنه من المرجح ارتفاع أسعار النفط على نحو متواصل حتى العام المقبل، حيث يتفوق أثر المخاوف من انخفاض إمدادات دول مثل إيران وفنزويلا على القلق بشأن احتمال أن تقوض الخلافات التجارية العالمية الطلب على الخام. وقد لامس سعر النفط، أمس، مستوى 83 دولارا للبرميل. بيّن المسح الذي شمل 50 خبيراً اقتصادياً أن خام برنت من المتوقع أن يبلغ في المتوسط 73.48 دولارا للبرميل في 2018، ارتفاعاً من 72.71 دولار في توقعات أوت و72.68 دولارا في متوسط هذا العام. ومن المتوقع بلوغ برنت 73.75 دولارا للبرميل في المتوسط في 2019، وهذا أعلى سعر متوقع للخام القياسي لعامي 2018 و2019 في استطلاعات الرأي هذا العام. واعتبر خبراء دوليون أن المخاوف بشأن نزاعات التجارة العالمية لم تؤثر بعد على النمو الاقتصادي، لكن العقوبات على إيران لها أثر على صادرات إيران وإنتاجها. وإذا كانت وجهة تصدير مثل كوريا الجنوبية لا ترغب في شراء النفط الإيراني مجدداً، فمن المرجح جداً أن ينخفض إنتاج إيران بنحو 500 ألف إلى مليون برميل يومياً، وهذا نبأ سيئ جداً على جانب المعروض، وللمستهلكين على وجه الخصوص، لأن الأسعار قد ترتفع أكثر. وانخفضت صادرات إيران من الخام والمكثفات 0.8 مليون برميل يومياً في الفترة من أفريل إلى سبتمبر، وفقاً لمعهد التمويل الدولي، وذلك قبيل العقوبات الأمريكية المقرر تطبيقها في الرابع من نوفمبر على ثالث أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك). وارتفعت أسعار خام برنت بما يزيد على 20 في المائة منذ بداية أفريل، حيث بلغت أمس 82,73 دولارا للبرميل بزيادة 1.35 دولارا للبرميل الواحد ونسبة 1.66 في المائة لتسليمات شهر ديسمبر. بالمقابل، بلغ الخام الخفيف الأمريكي "ويست تكساس أنترميديات" 73.23 دولارا للبرميل بزيادة 1.13 دولارا ونسبة 1.57 في المائة لتسليمات شهر نوفمبر ويتوقع محللون انخفاض الإنتاج الإيراني بين 500 ألف و1.5 مليون برميل يومياً بسبب العقوبات، فيما يتوقع معظمهم أن تقوم السعودية بسد أي فجوات في الإمدادات، حيث تعمد الرياض إلى مسايرة السياسات الأمريكية. في السياق نفسه، يتوقع الخبراء توجها إيجابيا خلال الربع الأخير بسعر يزيد على 80 دولاراً للبرميل، مدفوعاً باستمرار النمو القوي للطلب على النفط والتوقعات بانخفاض في الصادرات الإيرانية إلى مليون برميل يومياً بحلول نهاية العام، ورغبة محدودة فحسب من منظمة أوبك في زيادة الإنتاج لاستنزاف الطاقة الفائضة. لكن محللين يقولون إن تصاعد النزاع التجاري بين الولاياتالمتحدة والصين، أكبر المستهلكين للسلع الأولية في العالم، قد يؤثر على نمو الطلب، خصوصاً في العام المقبل.