توقعت أوبك زيادة الطلب على خامها في عام 2018 بسبب تنامي الاستهلاك العالمي وأشارت إلى علامات على تحسن سوق النفط بما يرجح أن خفض الإنتاج الذي تقوده المنظمة يخلص السوق من فائض الإمدادات الذي يضغط على الأسعار. وفي تقريرها الشهري الصادر اليوم الخميس قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول إن العالم سيحتاج إلى 32.42 مليون برميل يوميا من نفطها في العام المقبل بزيادة 220 ألف برميل يوميا عن التوقعات السابقة.
وأضافت أوبك أن السوق الحاضرة في أوروبا وشمال أفريقيا تحسنت وأن زيادة أسعار خام برنت للتسليم الفوري مقارنة مع الإمدادات اللاحقة تشير إلى أن التخمة آخذة في الانحسار.
وقالت المنظمة "المنحنى المستقبلي استقر تماما بالنسبة لبرنت وسط بعض الإشارات المتفائلة في السوق الحاضرة... فروق الأسعار تحسنت بشكل ملحوظ لعدد من الخامات الأساسية في أسواق منطقة البحر المتوسط وبحر الشمال وغرب إفريقيا".
وارتفع النفط فوق 53 دولارا للبرميل متجاهلا بيانات في التقرير تظهر تسجيل قفزة أخرى في إنتاج أوبك وترجح أن يستمر فائض المعروض بالسوق العام القادم.
وتقلص أوبك إنتاجها نحو 1.2 مليون برميل يوميا بينما تخفض روسيا ومنتجون آخرون من خارج المنظمة إمداداتهم بنصف هذا القدر حتى مارس 2018.
يهدف الاتفاق إلى تصريف المخزونات الزائدة. وفي إشارة على أنه يحقق نجاحا، قالت أوبك إن المخزونات في الاقتصادات المتقدمة تراجعت في جوان وانخفضت بمقدار 87 مليون برميل مقارنة مع متوسط خمس سنوات منذ أن بدأ الخفض في جانفي.
وقالت أوبك "من المرجح حدوث مزيد من التراجع في مخزونات الخام الأمريكية مع الأخذ في الاعتبار المعدلات القياسية التي تعمل بها المصافي الأمريكية".
وأظهرت بيانات رسمية يوم الأربعاء أن معدل استخدام المصافي سجل أعلى مستوى في 12 عاما.
ارتفاع الطلب والإنتاج
رفعت أوبك توقعاتها للطلب العالمي على نفطها الخام في 2017 و2018 قائلة إن الاستهلاك سيرتفع 1.28 مليون برميل يوميا العام القادم. وأبدت تفاؤلا بشأن الاقتصاد العالمي.
وقالت المنظمة "الاقتصاد العالمي اكتسب زخما... في ظل الزخم المتواصل للنمو وتوقع استمرار النشاط في النصف الثاني من 2017، لا يزال هناك مجال للصعود".
لكن التقرير أظهر أن إمدادات المنظمة التي تضم 14 دولة منتجة للنفط في جويلية جاءت أعلى من الطلب المتوقع بقيادة زيادات في إنتاج ليبيا ونيجيريا عضوي أوبك المعفيين من التخفيضات التي تقودها المنظمة.
وقالت أوبك إن إنتاجها من النفط زاد 173 ألف برميل يوميا في جويلية إلى 32.87 مليون برميل يوميا بقيادة إنتاج العضوين المعفيين علاوة على السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم مستندة إلى بيانات تجمعها من مصادر ثانوية.
وأبلغت السعودية أوبك أنها خفضت إنتاجها إلى 10.01 مليون برميل يوميا الشهر الماضي من 10.07 مليون برميل يوميا في جوان وهو ما يعني أن إنتاجها عاد للنزول إلى ما دون المستوى المستهدف في اتفاق أوبك والبالغ 10.058 مليون برميل يوميا.
وتعني الأرقام أن نسبة التزام أوبك بتعهدها بخفض الإنتاج بلغت 86 في المئة وفقا لحسابات رويترز، انخفاضا من 96 في المئة في التقديرات الأولية لشهر جوان، لكن معدل الامتثال يظل مرتفعا بمعايير المنظمة.
ويزيد الإنتاج خارج المنظمة أيضا لكن ليس بالوتيرة التي كانت أوبك تعتقدها.
وتوقعت المنظمة زيادة الإمدادات من خارجها العام القادم بمقدار 1.10 مليون برميل يوميا بانخفاض قدره 40 ألف برميل يوميا عن التوقعات السابقة مستندة إلى تعديلات نزولية في التوقعات الخاصة بكندا والولايات المتحدة.
وأشار التقرير إلى أن السوق ستشهد فائضا حجمه 450 ألف برميل يوميا العام القادم إذا ظلت أوبك تضخ الخام بمعدلات جويلية لكن ذلك أقل من الفائض التقديري في تقرير الشهر السابق.