منعت مصالح الأمن، ظهر اليوم، تنظيم الوقفة التضامنية مع الفنانين المحبوسين، كمال بوعكاز وهواري بوخرص شقيق "أمير دي زاد"، واللاعب الأسبق لنادي مولودية الجزائر فضيل دوب، التي كانت مقررة في محيط مقر المسرح الوطني ببور سعيد بقلب العاصمة، ولو أن الحضور طالبوا بالإفراج عن جميع المحبوسين وإيقاف حملة التشهير بهم. وتدخلت عناصر الأمن التي حضرت بشكل مكثّف لساحة بورسعيد بقلب العاصمة وقامت بتفريق عشرات الأشخاص، بينهم فنانين من أصدقاء وزملاء الفنان الكوميدي كمال بوعكاز وكذا هواري بوخرص واللاعب الأسبق لمولودية الجزائر فضيل دوب، كما حضر الوقفة صحافيون أطلق سراحهم قبل نحو يومين من أمثال عدنان ملاح، صاحب الموقع الإخباري "دزاير بريس" ومحمد عبيدات مقدم حصة "الزعيم" في قناة (بور.تي. في"، إلى جانب حقوقيين. ولم يدم عمر الوقفة التضامنية نحو 10 دقائق، قبل أن تتدخل عناصر الأمن التي طوقت المكان وأجبرت المتضامنين على مغادرة المكان، وكادت الأمور في غمرة الأجواء الماطرة أن تخرج عن نطاقها. ورفعت خلال المهلة القصيرة التي اغتنمها محبو وأصدقاء وأقارب كمال بوعكاز وهواري بوخرص وفضيل دوب، شعارات مطالبة بالإفراج عن المحبوسين، مثل "أطلقوا سراح بوعكاز" و"كلنا بوعكاز"، و"لا لحبس الفنانين والتشهير بهم". وأوضح الفنان سيد علي بن سالم ل"الخبر"، "أن آخر يوم لكمال بوعكاز في الحبس هو اليوم الأحد موعد مثوله أمام المحكمة ونتمنى إطلاق سراحه لأجل أن يطوى ملفه نهائيا.."، قبل أن يضيف "نحن لا نعرف سبب توقيفه، لكن أول وقفة تضامنية قمنا بها في هذا المكان كانت ضد التشهير"، فيما ندّد عدنان ملاح بما أسماه مسلسل الاعتقالات، وقال "نحن اليوم جئنا ليس فقط للتضامن مع بوعكاز أو هواري بوخرص أو فضيل دوب.. بل من أجل الدفاع عن جزائر جديدة لا يظلم فيها المواطن الجزائري أو يتحول فيها إلى لعبة يتم التشهير بها.."، بينما قال محمد عبيدات "جئت للتضامن مع الفنانين المحبوسين، لأنهم تضامنوا معي يوم كنت في السجن". وميّزت الوقفة الاحتجاجية حضور التلميذة آنيا حميميد، التي تدرس بالطور المتوسط، ابنة المطرب رضا سيتي 16، التي اغتنمت فرصة حضور عدة قنوات إعلامية للتنديد بما أسمته حملة التشهير بوالدها باستعمال عدة فيديوهات، وقالت "إن تلك الفيديوهات التشهيرية أدخلتني في حالة هستيرية وكلّفتني التوقف عن الدراسة بالنظر للمشاكل والحرج الكبير الذي لقيته داخل الوسط المدرسي.."، وختمت وهي تقول" رسالتي هي معرفة لأية غاية يتم التشهير بوالدي..". وفي غمرة تلك الأجواء التضامنية، يأمل المحامي أمين سيدهم، أن تعود المياه إلى مجاريها، قائلا "نتمنى أن يطبّق صحيح القانون بالإفراج عن جميع المتهمين دون استثناء، لأنه حتى وإن اعتبرنا وجود وقائع وتبقى محل مناقشة قانونية، فإنها لا تستدعي إيداع أشخاص رهن الحبس المؤقت، لأن حرية المواطن أغلى بكثير..".