انتقدت حركة النهضة ( حزب إسلامي ) المشارك في الحكومة في تونس ما اعتبرته خطورة إقحام مؤسسة الرئاسة لضرب استقلالية القضاء وإقحامه في التجاذبات السياسيّة بشأن قضية اغتيال الناشطين اليساريين شكري بلعيد ومحمد البراهمي عام 2013. وحذر الحزب التونسي في بيان وقعه رئيس الحركة رااشد الغنوشي من "خطورة إقحام مؤسسة الرئاسة بأساليب مُلتوية بنيّة ضرب استقلاليتها من طرف المُتاجرين بدم الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي "، على خلفية استقبال الرئيس الباجي قائد السبسي أمس الاثنين وفدا عن هيئة الدفاع عن الشّهيدين شكري بلعيد والحاج محمّد البراهمي بدعوى تقديم آخر المُستجدات. ووصفت الحركة التي تنسب إليها هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي تهما بتنظيم جهاز أمني سري والتورط في الاغتيالات السياسية –وصفت -"لتهجُّمات باطلة وتهم زائفة تجاه حركة النهضة " وعبرت عن استغرابها "من نشر الصّفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية لاتهامات صادرة عن بعض الأطراف السياسية بنيّة الإساءة لطرف سياسيّ آخر". واعتبر البيان أن " توجيه اتهامات كاذبة ومُختلقة والتهجم على قيادات سياسية وطنيّة من قصر قرطاج ( قصر الرئاسة) يمثل سابقة خطيرة تتعارض مع حياديّة المرفق الرسمي ودور الرئاسة الدستوري الذّي يمثّل رمز الوحدة الوطنية وهيبة الدولة ". ودعت النهضة مُختلف الأطراف السياسية في تونس إلى "الاستفادة من انتهاء الأزمة السياسية التّي شهدتها البلاد في الأشهر الأخيرة بحصول الحكومة على تزكية البرلمان وأداء الوزراء القسم أمام رئيس الجمهورية وعدم العمل على تسميم الأجواء من جديد خدمة لأجندات سياسويّة ضيّقة تتعارض مع المصلحة الوطنية للبلاد أملاً في إرباك المسار الديمقراطي وتعطيل مسار الاستحقاق الانتخابي". وجدد بيان الحزب الإسلامي الأبرز في تونس حرصها على "الشراكة والتوافق مع مختلف القوى السياسية والاجتماعية بالبلاد وفي مقدمتها السيد رئيس الجمهورية من أجل مُجابهة كلّ التّحديات وتجاوز كل الصعوبات التي تعرفها تونس وأن يكون القضاء وحدهُ الفيصل في القضايا المثَارة بالبلاد خدمة للعدَالة". وكان الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي قد استقبل أمس الاثنين وفدا عن هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، اللذين اغتالهما متطرفون على التوالي في السادس فبراير وال26 جويلية 2013 . وأفاد أعضاء الوفد وهم المحامي أنور الباصي ورضا الرداوي وإيمان قزارة في تصريح صحفي عقب لقائهم الرئيس السبسي ، أنهم قدّموا للرئيس بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس مجلس الأمن القومي تقريرا حول مستجدّات ملف اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، خاصة فيما يتعلق بالجهاز السري لحزب تونسي، في إشارة إلى حركة النهضة . و أضاف أعضاء الوفد أنهم طالبوا الرئيس السبسي بطلب يتضمن أن يتعهد مجلس الأمن القومي بالملف ، وتشكيل لجنة برئاسة شخصية وطنية للتدقيق والتحري في جملة من المعطيات ذات العلاقة بالملف. وفي نفس السياق طالب حزب نداء تونس في بيان أصدره المنسق العام للحزب رضا بلحاج " الدوائر القضائية المتعهدة بمتابعة ملف القضية التي اصطلح عليها بالجهاز السري ، بالإسراع في إظهار الحقيقة وتجريم المتورطين وكشفهم نظرا لخطورة الملف".