حمل رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، أبو عبد الله غلام الله، خلال ندوته الصحفية، مساء أمس، بدار الثقافة محمد بوضياف ببرج بوعريريج، على هامش افتتاح الملتقى الدولي الشيخ محمد العربي بن التباني، بعض القنوات التلفزيونية مسؤولية ”المساهمة في تشويه القيم الإسلامية الجزائرية”، وذلك كما قال: ”بفتح منابرها أمام من يدعون معرفة الدين بفتاوى مستوردة من المشرق العربي وتشوه المرجعية الدينية الجزائرية، حيث يتهجمون على العلماء بتكفيرهم لهذا ومهاجمتهم ذاك”. وتساءل غلام الله قائلا: ”من أجاز لهؤلاء وأعطاهم كفاءة الحكم على غيرهم ومن أي مدارس تخرجوا؟!”. وأضاف بالقول إن إذاعة القرآن هي المصدر الصحيح للفتاوى والقيم الإسلامية الجزائرية التي تقوم على ثقافة تمتد إلى ما قبل الفتوحات الإسلامية وبعدها، وتعتمد المذهب المالكي الأشعري القائم على التسامح. وفي رده على سؤال عن أسباب هذا التداخل في القيم وتعدد المرجعيات الإسلامية في الجزائر، قال رئيس المجلس الإسلامي الأعلى إن الجزائر في مطلع السبعينات أصدرت مراسيم إلزامية التعليم واضطرت للاستعانة بالأساتذة والمعلمين من 70 جنسية، من بينهم الدول العربية، لتدريس اللغة العربية، وبعضهم مسيحيون درسوا التربية الإسلامية أيضا، كما أن الشباب الجزائري تعرض لاستقطاب من طرف جماعات كانت توجهه إلى السعودية للدراسة أو العمرة ثم تجنده في أفغانستان أو تعيده إلى الجزائر بقيم جديدة نتج عنها انقسام كبير وخروج عن المرجعية الدينية الجزائرية، وما انجر عن ذلك من فوضى بعدها. أما عن الإجراءات المتخذة من طرف المجلس الإسلامي الأعلى لمواجهة الفتاوى المستوردة، فتتمثل في معاهد تكوين الأئمة وإقامة الملتقيات والندوات، إضافة إلى فتح إذاعة القرآن وغيرها من الإجراءات العلمية، إضافة إلى وسائل الإعلام، كما يلتزم المجلس الصدق والمنطق والعقل. وحول الجدل الذي يثار حول البرامج التربوية وتنافيها مع بعض جوانب الشريعة وما نتج عنها من جدل ومساهمة المجلس في التأثير عليها، أوضح غلام الله أن التواصل بين المجلس الإسلامي الأعلى ووزارة التربية دائم والاستشارة متواصلة في إعداد المناهج وتصحيح الأخطاء، كما أكد أن الكتب المدرسية ترسل إلى المجلس قبل طبعها لتصحيح الأخطاء وتلقى قبولا دائما من طرف الوزارة المعنية. وعلى هامش الندوة، أكد غلام الله ل”الخبر” أن تعيين مفتي الجمهورية يبقى من صلاحيات رئيس الجمهورية وليس المجلس الإسلامي الأعلى.