قررت نقابات التكتل المستقل في التربية شل القطاع قبل نهاية الشهر الجاري، بإضراب وطني عام عبر جميع المؤسسات التربوية، وهو الاحتجاج الذي سيكون بمثابة ضربة حقيقية للهدنة الاجتماعية على خلفية انسحاب أهم التنظيمات التمثيلية من الميثاق الموقع مع بن غبريت، وتمسكها بحوار جاد مع الوزارة تكرسه محاضر اجتماع موقعة وملزمة برزنامات لتجسيد المطالب المرفوعة. عقدت نقابات التكتل المستقل، أمس، جلسة عمل مطولة بمقر اتحاد عمال التربية والتكوين في العاصمة، وهو الاجتماع الذي دام يوما كاملا بالنظر إلى برنامج العمل الذي ميزه، حيث عكف ممثلو التكتل على تقييم العلاقة مع الوزارة على وقع حالة التشنج التي تعرفها بعد "حادثة" المحاضر التي تسلمتها هذه النقابات من قبل الوصاية، حيث لم تتضمن أيا من النقاط المتفق عليها، حسب هؤلاء. وانطلق اجتماع أمس في حدود العاشرة صباحا، واضطر ممثلو التكتل إلى التوقف لنصف ساعة فقط لتناول وجبة الغداء قبل استئناف اللقاء الذي استمر إلى غاية ساعة متأخرة من المساء، حيث تقرر رسميا شن إضراب وطني قبل نهاية الشهر الجاري، متبوع بوقفات احتجاجية في الولايات. ومن المنتظر الإعلان رسميا عن تاريخ الإضراب، اليوم، في ظل استمرار مقاطعة نقابات التكتل جميع لقاءات الوزارة، بما فيها الاجتماع المقرر غدا الأربعاء حول ملف تعديل القانون الأساسي. وكانت نقابات التكتل المستقل في التربية قد حذرت منخرطيها من محاولات التشويش على علاقة المنخرطين بممثليهم النقابيين، لكسر تضامنهم تحسبا لإجهاض الحركات الاحتجاجية المستقبلية، وأكدت تمسكها بالمطالب المرفوعة في إطار حوار "حقيقي وجاد"، وفق رزنامة محددة، وهو ما سيبقى يرهن قرار العودة إلى الإضراب ما لم تعجل مصالح بن غبريت، في إعادة صياغة محاضر الاجتماع التي جمعت الطرفين، وتوقيعها لتكون ملزم. يذكر أن التكتل، وبعد تلقي النقابات المشكلة له نسخة من مشروع المحضر الخاص بها، سجل أن محتوى مشاريع هذه المحاضر جاء مختلفا تماما مع مضمون النقاش الذي دار خلال الجلسات مع ممثلي الوزارة فيما يخص أغلب الملفات المطروحة، "لكن الجهات الوصية التي قامت بتحرير هذه المشاريع لم تكن هي نفسها التي اجتمعت بالنقابات..". وأمام هذا الوضع، رفضت نقابات التكتل المحاضر بمضامينها الحالية، حيث أبلغت الوزارة بهذا التحفظ، ودعت مسؤوليها لانتهاج أسلوب الحوار الحقيقي والجاد المفضي إلى حلول للملفات العالقة وفق رزنامة زمنية محددة، وحذرت موظفي القطاع من الانسياق وراء محاولات زرع الريبة والشك في صفوفهم وبينهم وبين نقاباتهم، عن طريق التسريبات المتتالية، حسب البيان، ودعتهم إلى رص الصفوف لإنجاح كل الحركات الاحتجاجية المستقبلية لافتكاك الحقوق المشروعة.