لم تبق مجموعة من منتخبين وإطارات فرانكو جزائريين الناشطين داخل المجتمع المدني بفرنسا مكتوفة الأيدي أمام ما يعيشه الوطن من أحداث وحراك احتجاجي شعبي ضد تمديد الرئيس بوتفليقة لعهدته الرئاسية الرابعة، بعد إعلانه في 10 مارس الجاري تخليه للترشح لعهدة خامسة، وذلك الموقف الفرنسي الذي حيّا هذا القرار، وفقا لما جاء على لسان وزير الخارجية جون إيف لودريان، دقائق بعد ”سقوط” رسالة الرئيس ثم تصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن ”الرسالة –القرار” في اليوم الموالي، الأمر الذي وصفته ثلة من هذه الإطارات المنتخبين من المجتمع المدني بالموقف المبكر ضد إرادة الشعب سيد القرار. أكد من استجوبتهم ”الخبر” أنهم لأنهم ينتمون إلى المجتمع المدني الفرنسي فمن واجبهم التدخل لمناشدة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الحفاظ على جسر الصداقة والعلاقات الثنائية بين البلدين، بما فيها الروابط العائلية الوطيدة التي تشد فرنساوالجزائر. كما عبر هؤلاء عن استيائهم من حالة الهستيريا التي يعرفها السياسيون الفرنسيون الذين يركزون خطاباتهم حول التخوف من موجة الهجرة غير الشرعية للشباب الجزائري، الذي بات لا يأبه أبدا بخرافات هؤلاء السياسيين وهستيريتهم المتواصلة. وفي الرسالة التي وجهها 30 منتخبا فرانكوجزائري إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أوضح هؤلاء دعمهم المطلق للحراك الشعبي في الجزائر بعد سردهم تفاصيل ما يجري في أرض الواقع بعد أسابيع من انطلاق الحراك بتاريخ 22 فيفري الماضي، للتعبير عن إرادتهم في أخذ قدرهم بأيديهم من أجل بناء ركائز صلبة لجزائر جديدة. وحاول مُدوِّنو هذه الرسالة لفت انتباه الرئيس ماكرون للوضع الحالي في الجزائر الحامل للكثير من الآمال حساسيته من أن يخلف خيبة أمل كبيرة وسط الشعب الجزائري. كما نوه هؤلاء إلى رسالة هذا الأخير (الشعب الجزائري) الواضحة في رفضه إعادة ”سرقة” مستقبله منه، تمثلت في تجند شبابه منذ أسابيع عبر مختلف ولايات الوطن، من شوارع الجزائر العاصمة إلى شوارع وهران، ومن عنابة، بجاية، باتنة وغيرها من مدن الجزائر، هاتفين بصوت واحد بأنهم لن يتركوا أحدا بعد اليوم يستحوذ على انتصارهم الأول عقب مظاهرات سلمية، وبحزم مثالي أبهر دول العالم بسلمية الاحتجاج ومستوى نضج الشعب الجزائري والشباب على وجه الخصوص، حيث أثبت الحراك الشعبي بتنوع المحتجين عبر كافة القطاعات، جامعيين، طلبة ثانويات، أساتذة، محامين، قضاة وحتى قطاع المحروقات، نضجَهم السياسي منقطع النظير، ”الآن أخذ الجزائريون بعين الاعتبار تخلي الرئيس بوتفليقة عن العهدة الخامسة فلن يسمحوا بمخادعتهم مرة ثانية بحيلة ماكرة من قبل النظام”. واختار هؤلاء الإطارات المنتمون إلى المجتمع المدني الفرنسي تاريخ 19 مارس لقبول لقائهم للرئيس ماكرون كرمز لإعادة الثقة بين الشعبين وبين البلدين، وكذا للتعبير عن قلقهم الشرعي إزاء مستقبل العلاقات التي تربطهما، بالنظر لأواصر الصداقة والروابط العائلية التي تجمع بين الشعبين، ومن أجل إيجاد الشروط الضرورية لعودة هذه الثقة من جديد. كما أوضح هؤلاء المنتخبون والإطارات الذين فاق عددهم 30 إطارا عزمهم وإصرارهم من خلال الرسالة الموجهة إلى إيمانويل ماكرون، والتي استلمت ”الخبر” نسخة منها، على مساندتهم الجزائريات والجزائريين في كفاحهم السلمي من أجل بناء دولة القانون وجمهورية جديدة. ومن موقعي هذه الرسالة الأوائل: رئيس الفضاء الفرانكو جزائري حكيم عليق، نائب عمدة بونييي سور مارن أكلي ملولي، ورئيس جماعة ميزاب أوروبا عبد الله زكري، ونورة شداد رئيسة الفضاء الفرانكو الأمازيغي بكريتاي، والكاتبة الصحفية نادية سالم، والمستشارة البلدية حنيفة غريميتي، ومستشارة مقاطعة موزيل، كاتبة ومؤلفة سيناريو سميرة براهمية، ونائب عمدة أورلي حميد كيرماني، والصيدلية نورة بوارازي، وأنجلو بلقاسم رئيس الفضاء الفرانكو جزائري ببورغوني شانباني، والمهندس ومستشار بلدي كريم جرماني، ومسؤول جمعية صالح بلعربي، والمُسيِّرة جيمة قيطان، ونائب عمدة بلدية بونتو كومبو سفيان غزلان، وحسان مباركي منتج سيناريو، وسعيد شعبان، ورئيسة جمعية ”موازييك” فايزة قيدوم بوزياني، والنقابي عثمان معمري، وليلى بيوت مناضلة، ومسير مؤسسة سعيد شعبان وغيرهم من القائمة الطويلة.