أوقف المناضل الحقوقي والنقابي قدور شويشة، صباح اليوم أمام محكمة وهران، على الساعة العاشرة النصف، قبل تفرق التجمع التضامني مع مواطنة تم توقيفها الجمعة الماضي بعد المسيرة، وهو التجمع الذي شارك فيه مواطنون وحقوقيون أمام المحكمة. وقد غاب قدور شوشة عن الأنظار، بعد أن خرج المحامون وأخبروا المشاركين في التجمع أن قاضي التحقيق أّجّل سماع المواطنة المتابعة. وعندما بحثوا عنه أخبرهم حارس السيارات قرب متحف المجاهد، أنه شاهد شخصين بزي مدني أوقفوا "شخصا" وقدم أوصاف قدور شويشة، وحملوه في سيارة مدنية وانصرفوا. ليشرع زملاؤه وأفراد عائلته في البحث عنه. ليتأكد في حدود الساعة 12 ونصف أنه موجود على مستوى مقر الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية في حي الدار البيضاء. ولم تظهر أسباب "اختيار" قدور شويشة لتوقيفه من ضمن مجموعة المواطنين الذين نظموا تجمع صباح اليوم أمام محكمة وهران. وتعتبر هذه المرة الرابعة التي يتعرض فيها هذا الأستاذ الجامعي والنقابي إلى توقيف بمثل هذه الطريقة. وكانت أول مرة سنة 1992 في جامعة العلوم والتكنولوجيا، حيث يشتغل. ثم تم توقيفه في أول زيارة رسمية للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة في سنة 2000، وبعدها أوقف سنة 2004 عشية زيارة أخرى لنفس الرئيس إلى وهران، واحتفظت عليه الشرطة في الحجز حتى نهاية زيارة بوتفليقة. ونشير إلى أن قدور شويشة يعتبر من الأساتذة المؤسسين لنقابة مجلس أساتذة التعليم العالي (كناس)، الذي انسحب منه، كما أنه عضو في المكتب التنفيذي لكونفيدرايلة النقابات المستقلة "سقاتا"، بالإضافة إلى كونه مسؤولا للمكتب الجهوي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان. ويجدر الذكر أنه يعاني من مرض مزمن ويتابع علاجا صارما. وقد استرجعت زوجته مفاتيح سيارته وسمح لها مسؤولو الشرطة بأن تستقدم له أدويته.