تحدث الدكتور جلال حرشاوي، الباحث بمعهد كلينغنديل للعلاقات الدولية في لاهاي، والمتخصص بالشؤون الليبية، عن الخيارات المتاحة أمام الجزائر للتعامل مع مستجدات الوضع في ليبيا، مشيرا إلى أن الأخيرة على موعد مع حرب شاملة حقيقية في حال تدخلت تركيا تدخلا عسكريا حقيقيا على الأرض، ضد الإمارات ومصر، إلا أنه استبعد حدوث ذلك، واعتبر أن غياب الولاياتالمتحدة عن الساحة الليبية، مرده إرادة ترامب في الانسحاب من أزمات الشرق الأوسط وإفريقيا. قال المختص في الشأن الليبي والباحث بمعهد كلينغينديل للعلاقات الدولية بلاهاي الدكتور جلال حرشاوي، في اتصال مع الخبر، بخصوص التدخل العسكري التركي على الأرض المنتظر بعد موافقة البرلمان التركي بأن "تدخل تركيا العسكري صغير جدًا، فلقد أرسلت أسلحة هذا الشهر، (إلى حكومة الوفاق بطرابلس)، لكن الطائرات التركية بدون طيار ليست نشطة". وفي رده على سؤال حول الدور الجزائري في الملف، والخيارات المتاحة أمامه للتعامل مع مستجدات الأزمة الليبية فيرى بأنه في حال "استمر الروس في مساعدة حفتر، فإن الجزائر ستقبل بذلك، لأنه من المستحيل أن تكون ضد العالم بأسره"، ويضيف في هذا السياق بأنه "إذا اختار الروس العمل مع تركيا (ممكن)، فإن الجزائر ستساعد حكومة الوفاق". وفي إجابته عن سؤال حول ما تأثير القوات التركية على الأرض في حال أرسل أردوغان قواته، فيرى المتحدث بأنه في حال "شن أردوغان تدخلاً عسكريًا حقيقيًا، فسيعني ذلك حربًا شاملة ضد الإمارات ومصر في ليبيا"، غير أنه استبعد أن يرسل أردوغان قوات إلى طرابلس للمشاركة في صد تقدم قوات حفتر. وبخصوص قراءته للموقف الأمريكي مما يحدث في ليبيا، الذي يبقى منكمشا لحساب غريمتها روسيا، التي تحاول أن ترمي بكل ثقلها في مسار الحرب بليبيا، فيرى الدكتور جلال حرشاوي بأن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب يريد أن تتراجع أمريكا. يريد دونالد ترامب الخروج من إفريقيا ومعظم منطقة الشرق الأوسط. يستعد دونالد ترامب للسماح لقوى أخرى بملء الفراغ". ويفصل المختص في الشأن الليبي بخصوص أساب عدم تحمس الرئيس الأمريكي في لعب دور رئيسي في الملف الليبي بقوله "إذا كانت ليبيا تنتج 1.3 مليون برميل يوميًا وإذا كان داعش ضعيفًا في ليبيا، فإن دونالد ترامب لا يهتم بالحرب الأهلية في ليبيا".