المبعوث الأممي يستغيث: ليبيا على شفير حرب أهلية وانقسام دائم ! حذر المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا غسان سلامة من أن ليبيا باتت على شفير الانزلاق إلى حرب أهلية قد تقود إلى انقسام دائم في البلاد هذا في وقت تنقل فيه حفر إلى باريس للقاء ماكرون والتشاور حول مستقبل ليبيا. ق.د/وكالات قال سلامة خلال تقديم إحاطة لمجلس الأمن الدولي حول عمل المبعوث الأممي في ليبيا إنه بعد 48 يوما على هجوم اللواء المتقاعد خليفة حفتر على طرابلس كان حجم الوفيات والدمار كبيرا. وأضاف أن ليبيا على شفير الانزلاق إلى حرب أهلية قد تؤدي إلى انقسام دائم في البلاد وأن تداعيات هذا النزاع واضحة ومؤلمة لا سيما بالنسبة للشعب الليبي. وأوضح أن النزاع أوقع أكثر من 460 قتيلا من بينهم 29 من المدنيين وأكثر من 2400 أصيبوا معظمهم من المدنيين فضلا عن 75 ألف شخص أجبروا على مغادرة ديارهم وكلهم من المدنيين. وقال سلامة إن نصف المشردين داخليا من النساء والأطفال وتقدر الجهات العاملة في المجال الإنساني أن أكثر من 100 ألف شخص عالقون قرب الجبهات وحوالي 400 ألف في المناطق المتضررة من المواجهات. وتحدث المبعوث الأممي عن دور لبعض الدول في تغذية النزاع الدموي الدائر في ليبيا وقال إن دولا عديدة تقدم الأسلحة لجميع أطراف النزاع هناك دون استثناء مطالبا الأممالمتحدة بوضع حد لذلك. وأشار في هذا الصدد إلى أن نوعية الأسلحة وتطورها تتسبب في إصابة أكبر عدد من الأشخاص. وقال إن العنف في ضواحي طرابلس هو بداية حرب طويلة في سواحل المتوسط الجنوبية مما يهدد أمن ليبيا وجيرانها. ودعا سلامة إلى العمل على وقف إطلاق النار والعودة إلى المسار السياسي وحث جميع الأطراف على تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة لا سيما فيما يتعلق بالحظر المفروض على نقل الأسلحة إلى ليبيا. وقال إنه بدون آلية إنفاذ قوية سيصبح حظر الأسلحة المفروض على ليبيا مزحة ساخرة بحسب وصفه. حفتر في الاليزيه للمرة الثانية وبعد أسبوعين من لقائه بفائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها من المجتمع الدولي استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس لأربعاء اللواء خليفة حفتر هذا اللقاء لم يدرجه قصر الإليزيه على أجندة الرئيس ماكرون لكنه أكد في وقت سابق أن الهدف منه هو __البحث في الوضع الليبي وشروط استئناف الحوار السياسي بالتعاون مع الأممالمتحدة وشركاء فرنساصص. وفِي الأسبوع الماضي قال وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان أمام البرلمانيين الفرنسيين إن الرئيس ماكرون ينوي لقاء حفتر هذا الأسبوع بعد لقائه بالسراج مؤكدا أن الوضع في ليبيا __مقلق للغاية بعد أُفشلت خارطة الطريق التي قدمتها الأممالمتحدة بسبب الخطوة التي أقدم عليها المارشال خليفة حفتر بشنه هجوما على طرابلس وغياب خطوة من قبل رئيس الحكومة فائز السراجصص. ويأتي لقاء ماكرون-حفتر في وقت تثير فيه الدبلوماسية الفرنسية الراهنة الكثير من الانتقادات والغموض حيال الأزمة الليبية حيث تدعم باريس فائز السراج وحكومته المعترف بها من المجتمع الدولي ولكنها تقدم في نفس الوقت الدعم العسكري والاستخباراتي لخصمه خليفة حفتر المدعوم كذلك من مصر والإمارات العربية المتحدة. وفي مقابلة مع إذاعة _فرنسا الدوليةصص أكد جلال حرشاوي الباحث في معهد كلينغنديل في لاهاي أن الأمور لم تتغير منذ بدء العملية العسكرية لقوات حفتر على طرابلس حيث لا تزال فرنسا تدعم الرجل القوي في شرق ليبيا. وانتقد هذا الباحث المتخصص في الشأن الليبي عدم إدانة باريس بشكل واضح لهجوم حفتر على طرابلس قائلاً: __حكومة طرابلس المعترف بها دولياً ومن خلال الزيارة الأخيرة لرئيسها السراج إلى باريس كانت تتمنى أن تقول باريس بشكل واضح إن سبب سقوط 15 قتيلاً كل يوم منذ ستة أسابيع في منطقة طرابلس يعود إلى قرار أحادي الجانب للمارشال حفتر. وهذا ما ترفضه فرنسا. فكل ما فعلته باريس حتى الآن هو استنكار تلك الأشياء العنيفة إلى حد ماصص. ويتوقع مراقبون أن يخرج لقاء حفتر- ماكرون بالإعلان عن هدنة أو وقف لإطلاق النار والذي تدفع عدة أطراف دولية باتجاهه داعيةً إلى انسحاب قوات حفتر من أحياء بجنوب العاصمة الليبية. وإن تم ذلك فإنه _سيُسعف المارشال حفترالذي بدأت قواته تتعب من الناحية العسكرية ويساعد فرنسا على تحسين صورتها نوعاً بالقول: كما ترون نحن نؤيد السلام وليس الحربصص كما يقول جلال حرشاوي. غير أن رئيس حكومة الوفاق فايز السراج سبق وأن رفض خلال زيارته لباريس أي اتفاق لا يترجم بانسحاب قوات حفتر بالكامل نحو مواقعها ما قبل الهجوم على طرابلس داعياً فرنسا إلى __وضوح أكثرصص في موقفها من الأزمة الليبية. موقفٌ اعتبر الكاتب جهاد جيلون في مقال بمجلة __جون أفريكصص الفرنسية أنه _أفقد باريس مكانتها في الملف الليبي. كما أنه يلخص جزءاً من الدبلوماسية الفرنسية الغامضة في عهد ماكرونس.