تسببت فترة العطلة السنوية في المدارس والجامعات، تزامنا مع رأس السنة الميلادية في رفع وتيرة حركة العبور نحو تونس، إضافة إلى تدفق المواطنين من كل الولايات للتأشير على جوازات السفر بحركتي الدخول والخروج من التراب الوطني، الشرط الإلزامي الذي لا يزال المواطنون يطالبون بإلغائه، على اعتبار أن الاستفادة من المنحة السياحية الزهيدة ب 100 أورو يعد حقا دستوريا. تشهد المراكز الأربعة بتبسة وهي بتيتة ببئر العاتر وبوشبكة بالحويجبات ورأس العيون محمود قنز ببلدية عين الزرقاء والمريج، تدفقا كبيرا للتونسيين والجزائريين على حد سواء. وحسب تصريحات المسافرين بمركز العبور رأس العيون المجاهد قنز ببلدية عين الزرقاء، فإن الجزائريين وجدوا في تزامن العطلة المدرسية والجامعية مع حفلة نهاية السنة الميلادية، فرصة للإقبال الواسع على الوجهة التونسية، سيما وأن الفنادق التونسية تعرض حاليا أسعارا مغرية لليلة الواحدة مع الثلاث وجبات والمبيت. وتضيف بعض العائلات من باتنة وخنشلة والمسيلة، أنهم يجدون كل التكفل بتصريحات العملة وسندات عبور السيارة إليكترونيا ومعاملة إنسانية من طرف الجمارك الجزائرية للمرضى وكبار السن بفتح رواق خاص بهم، وأن فترة معالجة وثائق المراقبة للمسافر الواحد لا تتجاوز 5 دقائق في الجانب الجزائري وهناك عجز فقط في الجانب التونسي مع نقص التأطير. وصادفت عائلات من سوسة والقصرين وقفصة وتونس العاصمة متجهة إلى التسوق بسوق دبيالعلمة وسطيف وعين فكرون، وكذلك قضاء أيام العطلة المدرسية لدى بعض العائلات الجزائرية بحكم علاقة المصاهرة والقرابة العائلية. وقال المفتش العميد شعبان خميسي المدير الولائي بالنيابة لمفتشية أقسام الجمارك بتبسة، إن عدد المسافرين عند الدخول بمركز رأس العيون إلى غاية اليوم قدرت ب 281502 مسافر وخروج 386533 مسافر أي بمجموع 668035 مسافر عن الدخول والخروج، بينما سجل مؤشر دخول وخروج المركبات مجموع 175314 مركبة. مضيفا أن معدل التدفق اليومي قبل العطلة المدرسية كان يتراوح بين 800 إلى 1000 مسافر وسجل ارتفاعا كبيرا خلال الأيام الأخيرة لشهر ديسمبر ليقفز من 4500 إلى 5500 مسافر يوميا في رحلات مكوكية من الجانبين للعطلة ونهاية السنة والعلاج والتسوق. ويطرح المسافرون إشكالية تعقيدات صرف المنحة السياحية الجزائرية، أين تفرض على الجزائريين من طرف البنوك التأشير على جوزات السفر للاستفادة من القيمة الزهيدة لهذه المنحة التي لا تتعدى 105 أورو للكبار و50 أورو للقصر، وهي الوضعية التي تسببت في تدفّق جحافل كبيرة للمسافرين الراغبين في إتمام هذه الإجراءات، أين يفضّل الجميع آخر الأيام من السنة للتأشير على جوزات السفر. ويأمل المسافرون الجزائريون إلغاء شرط التأشير على جواز السفر للاستفادة من المنحة السياحية أو تمديد آجالها عبر مراكز الحدود وتعديل القوانين التي تكبّل المواطن على جميع الأصعدة.