أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أنّ الجزائروتركيا "اتفقتا" على تطبيق مخرجات ندوة برلين حول الأزمة الليبية والسعي معا إلى إقرار السلم في ليبيا. وقال الرئيس تبون، في ندوة صحفية نشطها بمعية نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، عقب جلسة المحادثات التي جمعتهما، أنّه "بخصوص ما يجري في المنطقة، يجمعنا اتفاق تام مع الشقيقة تركيا على اتباع ما تقرر في اجتماع برلين الأخير وأن نسعى إلى السلم معا إن شاء الله"، مضيفا أنّ الطرفين "يتابعان يوميا وبكل دقة كل ما يجري في الميدان وكل مستجداته". من جهة أخرى، كشف الرئيس تبون أنه اتفق مع نظيره أردوغان على الرفع من حجم التبادلات بين البلدين إلى ما يفوق الخمسة ملايير دولار "قريبا جدا"، مشيدا بالمكانة الاقتصادية التي أضحت تحتلها تركيا، حيث "أصبحت من أقوى الاقتصادات الموجودة خارج الاتحاد الأوروبي"، من خلال الاعتماد بصفة خاصة على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. في سياق متصل، أكد رئيس الجمهورية أنه اتفق مع أردوغان على تكريس "تواصل يومي" بين الوزراء الجزائريين ونظرائهم من تركيا لاسيما وزراء الخارجية، "حتى لا نترك أي مجال لسوء التفاهم"، بالموازاة منح موافقته على أن تقوم تركيا باقتناء أرض من أجل بناء سفارة جديدة بالجزائر، مع فتح مركز ثقافي تركي بالجزائر، وبالمقابل، فتح كمركز ثقافي جزائري بتركيا. وخلال منتدى الأعمال الجزائري التركي، قال الوزير الأول عبد العزيز جراد إنّ التعاون الاقتصادي بين البلدين سيحقق خطوات مراحل هامة في الفترة المقبلة من خلال الاهتمام بمساعي تطوير التعاون الشامل بين الطرفين، والمضي تبعا لذلك لتجسيد اتفاقيات الشراكة التي أشار إلى أنّ بعضها بلغ مرحلة النضوج لتطبيقها في أقرب الآجال. وذكر الوزير الأول في هذا السياق الاجتماع المقبل للجنة المشتركة العليا لتعاون المقرر أنّ تعقد خلال السنة الجارية بالجزائر، من أجل تكريس وتجسيد هذه الاتفاقيات، لاسيما في المجالات ذات العلاقة باتفاقيات حماية الاستثمارات المتبادلة، وحماية المستهلك وكذا التشغيل والضمان الاجتماعي والزراعة. ومن جهته، شدد الرئيس التركي، طيب رجب أردوغان، على التأكيد أن تواجد المتعاملين ورجال الأعمال الأتراك في الجزائر ليس في سبيل بيع المنتجات التركية وتحقيق الأرباح، بل التعاون المكسب للطرفين، على الرغم من أنه أشار إلى أنّ حجم التبادل التجاري مع إفريقيا وصل إلى 26 مليار دولار، وأن الجزائر هي بوابة هذه القارة بالنسبة لتركيا، حيث تنظم الخطوط الجوية التركية رحلات إلى 58 وجهة في القارة الإفريقية. وقال الرئيس التركي إن تركيا تهدف إلى تبادل تجاري في إفريقيا ب50 مليار دولار، بينما يقدر حجم التبادل التجاري بين تركياوالجزائر بلغ 4 ملايير دولار في السنوات الأخيرة، وهو ما قال إنه يسعى لتطويره لبلوغ 5 ملايير دولار، حيث بدا متفائلا بقفزة كبيرة في العلاقات بين تركياوالجزائر، داعيا إلى ضرورة هدم الحواجز التي تعرقل تطورها. وكشف في هذا السياق عن إنشاء منطقة التبادل الحر بين البلدين، وقال "من المفيد جدا بدء المفاوضات حول التبادل الحر، وتم اتخاذ قرار حول اجتماع اللجنة الاقتصادية لإنشاء المنطقة المشتركة، خلال حديثه مع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وهو الأمر الذي يتماشى مع توجهات الجزائر في تنويع الاقتصاد الوطني. وفي هذا الشأن، أشار الرئيس التركي إلى اتخاذ الإجراءات الرامية لتسهيل منح التأشيرات للجزائريين، من أجل تجسيد التعاون بين رجال أعمال البلدين، لاسيما في المجالات التي تملك فيها الشركات التركية الخبرة، على غرار الصناعة الغذائية "الحلال" وكذا الصناعة العسكرية، حيث قال إنّ تركيا تعد من بين 4 دول في العالم في صناعة الطائرات والسفن الحربية والمروحيات، وصرح "نحرص على التعاون في مجال الصناعات العسكرية مع الجزائر". وتجدر الإشارة إلى أنّ رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أكد قبوله لدعوة الرئيس التركي طيب رجب أردوغان لزيارة تركيا، ردا على زيارة صداقة وعمل التي يقوم بها الأخير إلى الجزائر لمدة يومين، تلبية لدعوة من الرئيس تبون.