قررا رفع التبادل التجاري بين البلدين وتأسيس مجلس تعاون رفيع المستوى وتسهيل سفر الجزائريين إلى تركيا إتفق رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، مع نظيره وضيفه الرئيس التركي، رجب الطيب أردوغان، على حل الأزمة الليبية سلميا عن طريق الحوار والسعي اليومي لتجسيد ذلك، فضلا عن رفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين إلى 5 مليارات دولار، مع إزالة العقبات التي تقف في وجه توسيع الاستثمارات بين بلادنا وأنقرة في إطار شراكة قائمة على مبدأ “رابح رابح”، هذا إلى جانب تسهيل سفر الجزائريين إلى إسطنبول. وخلال ندوة صحفية مشتركة، عقب المحادثات التي جمعت بين رئيس الجمهورية، ونظيره التركي، أكد عبد المجيد تبون، أن العلاقات مع تركيا تمتد عبر التاريخ وهناك آفاق لتطويرها، مشيرا في هذا السياق، إلى أنه إتفق مع أردوغان، على التوقيع على انطلاقة جديدة واعدة للعلاقات بين البلدين، كاشفا عن زيارته تركيا قريبا تلبية لدعوة رجب أردوغان. كما أبرز الرئيس تبون، أنه تم الاتفاق على رفع المبادلات التجارية بين البلدين إلى ما يفوق 5 ملايير دولار قريبا، مشددا على أهمية التواصل الثنائي في المجالات ذات الصلة بالقطاعات التي تهم الشباب على وجه أخص، وتوقف عند المكانة الاقتصادية التي أضحت تحتلها تركيا التي تحولت حسبه اليوم إلى دولة قوية اقتصاديا ومن أقوى الاقتصاديات الموجودة حاليا خارج الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أنها بنت اقتصادها على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وبخصوص التعاون في جميع الميادين لحل الأزمة الليبية سلميا عن طريق الحوار بين جميع أطراف النزاع في هذا البلد الشقيق، أكد رئيس الجمهورية، انه اتفق مع نظيره التركي، على السعي للسلم في ليبيا وتجسيد مخرجات مؤتمر برلين، الذي زكى مقاربة بلادنا في هذا الملف المعقد، وأبرز أهميتها ونجاعتها، وقال في هذا الشأن “سأتابع يوميا مع الرئيس التركي، وبدقة كل المستجدات على الساحة الدولية، خاصة ما تعلق بالملف الليبي” . بدوره أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أنه تم اتفق مع رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، على إزالة العقبات أمام رفع حجم الاستثمارات بين البلدين، كاشفا عن اتخاذ قرار يتعلق بالبحث عن إمكانية تعميق التعاون في مجال الصناعات الدفاعية لغرض تغطية احتياجات القوات الأمنية للبلدين. كما أبرز أردوغان، أنه قرر وتبون، رفع التنسيق والتشاور الثنائي بخصوص القضية الليبية، وقال في هذا السياق “التطورات في ليبيا تؤثر مباشرة على الجزائر”، وأضاف “الجزائر عنصر استقرار وسلام في هذه المرحلة الصعبة التي تجتازها المنطقة”، وأردف “وعليه لا حلول عسكرية للأزمة الليبية”، مؤكدا أن بلاده تجري اتصالات مع الدول الإقليمية للوصول إلى وقف إطلاق النار ومباشرة العملية السياسية في طرابلس، وأعرب الرئيس التركي، عن امتنانه الكبير لانضمام الجزائر إلى مسار برلين، وأكد أنه ستكون لبلادنا إسهامات قيمة وبناءة في إطار جهود تحقيق الاستقرار في ليبيا، مشددا على عدم السماح لتحويل ليبيا إلى ساحة للمنظمات الإرهابية وبارونات الحرب. كما اغتنم الرئيس التركي، المناسبة ليذكر بأنه خلال ترؤس بلاده لدورة منظمة التعاون الإسلامي، تم بمبادرة تركية-جزائرية، اتخاذ قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة يخص حماية الفلسطينيين، معتبرا هذا القرار”نموذجا ملموسا” لتضامن البلدين على المستوى العالمي. وتوجت هذه الزيارة التي تعد الأولى من نوعها لرئيس دولة، منذ انتخاب عبد المجيد تبون، رئيسا للجمهورية في 12 ديسمبر الفارط، بتوقيع الرئيسان على إعلان مشترك لتأسيس مجلس تعاون رفيع المستوى بين البلدين. جدير بالذكر، أن الرئيس التركي، استقبل كلا من صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمة بالنيابة، وسليمان شنين، رئيس المجلس الشعبي الوطني، بمقر إقامته في الجزائر.