ذكر طلاب جزائريين يقيمون في المدينةالصينية ووهان الموبوءة بفيروس "كورونا"، والموجودة في حالة عزلة، أنه لم يتم تسجيل حالة إصابة وسط أفراد الجالية. يقول الطالب الجامعي، محمد الأمين لكحل، في اتصال ب "الخبر"، أمس، عبر خدمة "فايبر" إن أبناء بلده وعددهم حاليا 36 من بينهم حوامل وعائلات، يلزمون بيوتهم بشكل دائم ولا يتركونها سوى في الضرورات القصوى، مضيفا أن المدينة صارت مشلولة تماما وعديمة المواصلات بمختلف أشكالها. ورغم أن حالة الذعر والهلع سيطرت على المدينة التي يقطنها نحو 15 مليون نسمة، إلا أن الجزائريين يحافظون على هدوئهم ويتواصلون بشكل دائم مع بعضهم البعض ومع مصالح السفارة التي تحاول إجلاءهم، حسب الطالب الذي تنقّل إلى هذه المدينة لدراسة الهندسة المعمارية. وبالنسبة ليومياتهم، ذكر محدثنا، أنها صارت صعبة منذ أن أعلنت السلطات الصينية مباشرة حالة العزل الكامل بتاريخ 23 جانفي الجاري، لأن كل المحلات التجارية أغلقت أبوابها، باستثناء المساحات التجارية الضخمة التي وفرت الحد الأدنى من الخدمات. لا أحد يمكنه مغادرة المدينة مهما كانت صفته، حسب محدثنا، خصوصا مع وقف حركة كل وسائل المواصلات، الجوية منها والبرية وإقرار السلطات الصينية وضعها تحت المراقبة إلى حين احتواء الفيروس.
مطالب بتفادي "فايك نيوز"
ونقل لكحل ل "الخبر" تفاصيل الأجواء بهذه المدينة، قائلا إنها تحولت إلى مدينة خالية مثلما تشير الصور الملتقطة، بعدما كانت عامرة بالمواطنين وتعج بوسائل النقل التي تملأ شبكة طرقاتها على مدار اليوم، لافتا بأن لا أحد يمكنه مغادرة إقليم المدينة. وسألت "الخبر" المتحدث عن كيفيات سير الدراسة بعد إعلان حالة العزل، ليجيب بأن قرار وضع المدينة في هذه الحالة بدأ يوم 23 جانفي الجاري، وحينها كنا متوقفون عن الدراسة في إطار عطلة عادية ل 15 يوما، مرجحا أن يتم تمديدها إلى حين تجاوز هذه الأزمة المخيفة. وبدا الطالب متماسكا وغير مضطرب نفسيا خلال الاتصال الهاتفي، طالبا من الجزائريين المتواجدين على مستوى منصات التواصل الاجتماعي، بعدم تداول أو تناقل معلومات غير مؤكدة أو تلك المغلوطة "فايك نيوز" كونها ستؤدي لا محالة إلى تأجيج الوضع ونشر الخوف وسط عائلات الطلبة المقيمين بالجزائر. وعن مدى رغبة الجالية العودة إلى الجزائر في هذه الظروف، قال الطالب إن الجميع يأمل في مغادرة المدينة في أسرع وقت ممكن، لكن لا توجد طريقة رسمية لتجسيد ذلك، باستثناء بعض الأخبار غير المؤكدة التي تفيد بإمكانية ترك المكان عبر مدينة مجاورة براً، دون أن يتم تأكيد ذلك عبر مصدر رسمي أو إعلامي معروف. بدوره يتابع الطالب الجزائري أمير شعاف المقيم بإحدى المدن القريبة من ووهان تطورات أبناء بلده. وقال في اتصال ب "الخبر"، أمس، إن وضع الجزائريين المقيمين في المدينة الموبوءة غير خطير ما دامت لا توجد إصابات، غير أنه مقلق بالنظر إلى حالة الخوف والحصار التي يعيشونها منذ قرابة أسبوع، خصوصا أن بينهم حوامل وأطفال. وأمام الانتشار السريع لهذا الفيروس، قال شعاف، إن عدة مدن صينية شرعت في إجراءات وقف حركة المواصلات وغلق المطارات ومحطات القطارات والحافلات، وهي حالة مرعبة ومؤثرة على الجانب السيكولوجي للمواطنين، ناصحا الجزائريين الذين لديهم معاملات اقتصادية وتجارية مع الصين بتأجيل مصالحهم حتى يتم احتواء الفيروس بشكل كامل.ويتطلع هؤلاء، مثلما نقل المتحدث، إلى مغادرة المدينة إلى أن تعود إلى هدوئها المعتاد، غير أن ذلك يعد مستحيلا في ظل عدم توصل مصالح السفارة الجزائري إلى حل مع السلطات الصينية، ليتسنى لها إجلاءهم أو ترحيلهم إلى بلادهم.
السفارة تشكل خلية أزمة
من جانبها، نشرت مصالح السفارة الجزائريةبالصين على موقعها الرسمي، أنها شكلت خلية أزمة لمتابعة تطورات وضع الطلبة الجزائريين ومعرفة حاجياتهم، وأفادت أنها كلفت الإطارين بن ساسة سفيان وحاج شريف حمزة للتواصل مع كافة أفراد الجالية المقيمين بجمهورية الصين وخاصة المتواجدين بمدينة ووهاب ومقاطعة خوباي، مع دراسة إمكانية ترحيلهم إلى الجزائر بالتنسيق بين السلطات الجزائريةوالصينية المختصة، لكن الأخبار الآتية عبر الراديو والمواقع الإخبارية، لم تجزم بوجود إجراءات إجلاء أو ترحيل في الفترة الحالية، حسب ما تناقلته تقارير إعلامية، وإنما الأولوية هي القضاء على مصدر الوباء. وتعدت حالة الهلع والمخاوف حدود الصين لتستقر بفرنسا التي سجلت ثلاث حالات إصابة بالفيروس، لتعلن بدورها الجزائر حالة الطوارئ بشكل احتياطي، تفاديا لمنع انتقال هذا الوباء الذي وصفه رئيس الصين ب"سريع الانتشار والخطير".