أكدت الناطقة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية إيريكا تشوسانو بأن مبادرة " ازدهار إفريقيا"، التي أطلقتها الولاياتالمتحدة من تونس تستهدف توفير فرص لاستثمار الشركات الأمريكية في تونس وفي القارة الإفريقية، وتشجيع التعاون بين الشركات الأمريكية والشركات في تونس وإفريقيا، ونوهت في حوار مع "الخبر" بالإمكانيات التي تكتنزها القارة حيث تضم إفريقيا ستة من أسرع عشرة اقتصادات نموا في العالم وأكثر من مليار مستهلك، مشيرة إلى أن المبادرة تشمل الجزائر التي اعتبرتها أحد أفضل الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ما الهدف من إقامة لقاء "ازدهار إفريقيا" بتونس، هل هو لإيجاد أسواق جديدة للشركات الأمريكية بالقارة الإفريقية أم هناك أهداف أخرى؟ تتمتع تونس بوضع فريد يتيح للشركات الأمريكية والإفريقية التواصل مع بعضها البعض من أجل المنفعة الاقتصادية المتبادلة. وتقع تونس في موقع جغرافي استراتيجي في قلب منطقة البحر الأبيض المتوسط وتتمتع بعلاقات تجارية متنامية مع مختلف أنحاء القارة وتلتزم بشكل متزايد بفتح الأبواب أمام الأعمال والاستثمار. سيستفيد مؤتمر "ازدهار إفريقيا" من هذا الزخم لبناء روابط جديدة بين الشركات في تونس وعبر القارة الإفريقية وكذلك في الولاياتالمتحدة وللشركات التي تأتي إلى تونس بحثا عن فرص جديدة وشراكات جديدة. سجل تراجع اهتمام الولاياتالمتحدة بالقارة الإفريقية في عهد الرئيس الحالي على خلاف سابقه، هل هذه المبادرة هي سعي لتدارك نقائص السياسة الأمريكية تجاه إفريقيا؟ كان قانون النمو والفرص في إفريقيا "أغوا" منذ سنه في العام 2000 بمثابة حجر الزاوية في الارتباط الاقتصادي الأمريكي مع إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وقد ساعد على خلق مئات الآلاف من فرص العمل والفرص الاقتصادية في مختلف أنحاء القارة. كانت 39 دولة مؤهلة للحصول على مزايا قانون "أغوا" في العام 2019، وقد ساعدت الولاياتالمتحدة في تعزيز التنمية الاقتصادية وتنويع الصادرات ودعم التكامل الإقليمي عبر القارة من خلال أحكام قانون "أغوا" الخاصة بالوصول إلى الأسواق وقواعد المنشأ، إلى جانب المساعدة في بناء القدرات التجارية. بلغ إجمالي تجارة الولاياتالمتحدة (الصادرات والواردات) مع إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى 40,9 مليار دولار في العام 2018، بزيادة 5,1 بالمائة مقارنة بالعام 2017. تضم إفريقيا ستة من أسرع عشرة اقتصاديات نموا في العالم وأكثر من مليار مستهلك، ما يجعلها تتمتع بمكانة تمكنها من لعب دور محوري في الاقتصاد العالمي، لاسيما من خلال إطلاق العنان لمواهب شعبها الشاب وطموحاته. وفي الوقت عينه، تعاين الشركات في إفريقيا السوق الاستهلاكية الأمريكية التي تضم أكثر من 300 مليون شخص لديهم أكبر قوة شرائية فعلية في العالم، ألا وهي 13 تريليون دولار، وتعمل هذه المبادرة مع القطاع الخاص لإنتاج تنمية مستدامة وشفافة. لا تجلب الشركات الأمريكية الأفكار المهمة والابتكار والحلول المثبتة لتحديات الأعمال فحسب، بل تلتزم أيضا بأعلى معايير الشفافية والجودة والمسؤولية الاجتماعية، وتوسع قيام صلة أكبر بين القطاع الخاص في كل من الولاياتالمتحدة وإفريقيا أسواق السلع والخدمات في القارتين، ما يعزز ازدهارنا وأمننا المتبادلين ويحفز النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل ويوضح القيمة العالية المتمثلة في الأسواق الشفافة والمشاريع الخاصة لقيادة النمو. هل تريد الولاياتالمتحدة تقديم نموذج شراكة جديدة من خلال هذه المبادرة يختلف عن ما عرضته كل من روسيا والصين واليابان وتركيا عبر مبادرات مشابهة؟ تدعم "فرق إبرام الصفقات" التي تناصر مؤتمر "ازدهار إفريقيا" الذي تعقده الولاياتالمتحدة المستوردين والمصدرين الأفارقة بشكل خاص وتحفز الاستثمار من خلال إنشاء "فرق إبرام الصفقات" القارية في السفارات والبعثات الأمريكية، بالإضافة إلى توسيع دور مراكز التجارة والاستثمار التابعة للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. وفي الولاياتالمتحدة، تزود مبادرة "ازدهار إفريقيا" مراكز مساعدة الصادرات الأمريكية ومراكز تطوير الأعمال الصغيرة بشكل أفضل لمساعدة الشركات الأمريكية على دخول الأسواق الإفريقية والتنقل فيها. تعد مراكز التجارة والاستثمار التابعة للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية منابر رئيسية لتنفيذ مبادرة "ازدهار إفريقيا". تعمل هذه المراكز حاليا في شرق وغرب وجنوب إفريقيا وستصل إلى شمال إفريقيا أيضا عما قريب، ويتمثل الغرض منها في تقليل الحواجز التجارية وجذب الاستثمار الذي يدفع النمو الاقتصادي الشامل وتشجيع التجارة بموجب قانون النمو والفرص الإفريقية. سهلت المراكز منذ العام 2004 أمور صادرات إفريقية بقيمة 1,3 مليار دولار بموجب قانون النمو والفرص الإفريقية وخلقت فرصا استثمارية للشركات الأمريكية بقيمة 600 مليون دولار وهذا الرقم آخذ في التزايد. تعمل المراكز من خلال "ازدهار إفريقيا" على تعزيز خدماتها وتوسيع نطاق وصولها وتوفير موظفين إضافيين ذوي توجه إقليمي لتسهيل البيئات التمكينية للتجارة والاستثمار بين الولاياتالمتحدة وإفريقيا، التي تدعم النمو الاقتصادي القوي والمستدام الذي يحركه نشاط القطاع الخاص والشراكات بين القطاعين العام والخاص. هل ستستفيد الجزائر من هذه المبادرة بحكم أنها تعني عموم القارة الإفريقية؟ تعمل مبادرة "ازدهار إفريقيا" مع الدول الشريكة في مختلف أنحاء القارة. يتمثل الهدف في زيادة التجارة والاستثمار المتبادلين بين الولاياتالمتحدة وإفريقيا، ما يعني دعم فرص العمل القابلة للتطبيق حيثما تكون مشاركة الحكومة الأمريكية فعالة وحاسمة، سواء على المستوى الوطني أو الإقليمي أو القاري، لذلك ستركز مبادرة "ازدهار إفريقيا" على المشاركة في أسواق الدول الشريكة التي تظهر أكبر الفرص لصفقات التجارة والاستثمار الموسعة بين الولاياتالمتحدة وإفريقيا. إن الولاياتالمتحدة شريك تجاري مهم للجزائر والجزائر هي أحد أفضل الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وقد وقع البلدان اتفاقية إطارية للتجارة والاستثمار ترسي مبادئ مشتركة تقوم عليها العلاقة الاقتصادية وتحدد مسارات التفاعل التجاري الأوسع، كما وقعت الولاياتالمتحدةوالجزائر في أفريل 2018 تمديدا لاتفاقية التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا مدته عشر سنوات.