تلتئم في واشنطن بداية من اليوم قمّة الولاياتالمتحدةالأمريكية - إفريقيا التي دعا إليها براك أوباما في تجمع قاري غير مسبوق دُعي إليه كل القادة الأفارقة الذين تجاوز عددهم خمسين باستثناء عمر حسن البشير الملاحق من طرف الجنائية الدولية التي تتهمه بحرب إبادة في دارفور و أيضا رئيس زمبابوي و إريتريا و إفريقيا الوسطى المعاقبين بتهم تتعلق بحقوق الانسان . وسيتركز موضوع القمة التي تعقد تحت عنوان "الاستثمار في الجيل القادم "، على أن التركيز على الجيل القادم يصب في صلب مسؤولية ومهمة الحكومة، ويتيح مؤتمر القمة الفرصة لمناقشة السبل الكفيلة بتحفيز النمو. القمة التي قالت بشأنها مستشارة البيت الأبيض الأمريكي لشؤون الأمن سوزان رايس بأن الولاياتالمتحدة لا تهدف من ورائها إلى أي تدخل عسكري في المنطقة "لكننا ملتزمون بمساعدة حلفائنا في المجال الأمني عندما يصبح أمننا مهددا " ستناقش مسائل ذات أهمية كبرى و منها الحوكمة و الأمن و التنمية المستدامة و يسبقها منتدى اقتصادي رفيع المستوى تشارك فيه المؤسسات و الشركات الكبرى في المجالات التجارية و الطاقوية و الإعلام الآلي و هذا ما يعكس فعلا ما تريده واشنطن من القارة الإفريقية بالإضافة إلى مصالحها الأمنية التي لا تتوانى في الدفاع عنها . القمة غير المسبوقة كانت قد استثنت من قبلِ مصر بسبب انقلاب 14 جويلية 2013 لكن بعد إعادة عضويتها في الاتحاد الإفريقي عادت و وجهت لها واشنطن الدعوة لكن عبد الفتّح السيسي انتدب رئيس وزرائه لينوب عنه في اللقاء و معلوم الثقل الذي تتوفر عليه مصر في المنطقة رغم الصعوبات الداخلية التي تعانيها على المستوى الأمني . هذا بالإضافة إلى دول محاور في القارة منها الجزائر و المغرب و جنوب افريقيا و السنغال كقاعدة محورية مستعدة لتنفيذ خطط التنمية لصالح شعوب القارة و تعتبر هذه الدول استراتيجية في حل العديد من النزاعات التي صارت تطفو على القارة مثل الانفلات الأمني البارز في ليبيا التي انهارت كل مؤسساتها و هجرتها الدبلوماسية و الرعايا الأجانب ما ينذر بكارثة أمنية تضاف لمشاكل القارة ناهيك عن الوضع المتردي في تونس و تسليح الجماعات الارهابية و الحرب الدائرة في مالي و نيجيريا و سلسلة الأمراض الوبائية و عودة ظهور فيروس إيبولا في سيراليون و ليبيريا و غينيا و نيجيريا . و رغم الطابع الأمني و السياسي الذي يميّز هذه القمة فان المجال الاقتصادي لا سيما التجاري لا يغيب عن المحادثات خاصة بعد مبادرة أوباما للتجارة في افريقيا و الطاقة خلال جولته العام الماضي في القارة فالولاياتالمتحدة من خلال شركاتها و المؤسسات متعددة الجنسيات في سباق مع الزمن من أجل تجاوز فرنسا و الصين و تركيا و روسيا و البرازيل في القارة السمراء التي لا تزال عالة في مأكلها و مشربها و كسوتها على الشركات الأجنبية رغم الموارد الطبيعية الهائلة التي تتوفر عليها ، إذ صدرت لها الولاياتالمتحدة العام الماضي ما قيمته 24 مليار دولار من السلع و هو ما يمثل أكثر من 1 بالمائة من إجمالي الصادرات الأمريكية . و تأتي القمة أيضا قبيل بضع سنوات على ذهاب أوباما من الرئاسة و هو ما تريد واشنطن استغلاله من أجل تثبيت شركاتها الكبرى لاسيما المشتغلة في الطاقة هناك.