بدأ العد التنازلي لموعد أداء مناسك الحج المقررة اعتبارا من 28 من شهر جويلية القادم، إذ وإلى غاية اليوم لا مؤشر في الأفق من قبل السلطات السعودية يطمئن الدول المترقبة تنظيم شعائر الحج من عدمها، لكن هل تأجيل الجزائر فتح المجال الجوي والبحري والبري إلى مطلع شهر جويلية مؤشر للتخلي عن تنظيم أداء فريضة الحج هذا العام؟ وقال مصدر بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف في تصريحه ل "الخبر": "إلى غاية اليوم لم يتلق ديوان الحج والعمرة أية مراسلة من قبل السلطات السعودية بشأن تنظيم موسم الحج أو إلغائه". ويرى أن "الوقت أصبح ضيقا جدا أمام خيار تنظيم أداء شعائر الحج، بل حتى إن قررت السلطات السعودية تنظيم هذه الشعائر فستتم في ظروف جد صعبة". ومع ذلك فضلت الجزائر العمل بقاعدة "انتظر واسمع" لما يطرأ من مستجدات من جانب الطرف السعودي، ولم تركب قطار الدول الإسلامية التي قررت إلغاء موسم الحج على نحو ما فعلت إندونيسيا وماليزيا.. "الجزائر إلى غاية اليوم لم تبادر إلى إلغاء موسم الحج على نحو ما فعلت عدة بلدان إسلامية"، ومع أن هذا السلوك يعكس مدى حرص السلطات الجزائرية على تكييف خيارها مع أي خيار قد تبادر به السلطات السعودية، إلا أن الموقف الذي خلصت إليه اللجنة العلمية الوطنية لرصد ومتابعة تفشي فيروس كورونا يوم السبت الماضي، القاضي بتأجيل فتح المجال الجوي والبحري والبري حتى مطلع شهر جويلية المقبل، يطرح أكثر من تساؤل عما إذا كان هذا الخيار يعزز فرضية التوجه نحو إلغاء موسم الحج نزولا عند التدابير الوقائية لمنع تفشي وباء كورونا. وبحلول 30 من شهر جوان، يكون قد بقي أقل من شهر على موعد الشروع في أداء شعائر الحج، ما يعني أن هامش الوقت الضيق لن يكون في صالح المنظمين في ظل الشروط المفروضة على السلطات الجزائرية القاضية باتباع خطة الدفع الإلكتروني التي يجب أن تلتزم بها الوكالات السياحية وباقي المتعاملين مقابل حيازة التأشيرة. وتتصرف السلطات السعودية حاليا مع قضية إلغاء موسم الحج من عدمه انطلاقا من الوضع الضاغط لفيروس كورونا في بلادها، إذ تشير تقارير إعلامية إلى أن السعودية ترتّب منذ أيام الحسم في أحد الخيارين: إما تنظيم شعائر الحج باتباع خطة قبول نصف تعداد الحجيج، إذ تستقبل كل سنة زهاء مليونين ونصف المليون مسلم، ومن ثمة يتم إنقاذ ما يجب إنقاذه في مجال السياحة الدينية، إذ كانت سلطات هذا البلد ترتّب لتوسيع مجالها باستقطاب نحو 12 مليون زائر مع نهاية 2020، وإما إلغاء موسم الحج أسوة بالخطوة التي تقدم عليها اليابان المتمثلة في إلغاء الألعاب الأولمبية المقررة في 2020 بسبب وباء كورونا. وقد أعلنت وزارة الصحة السعودية يوم الأحد تسجيلها 4233 حالة إصابة جديدة بكورونا، ليصل إجمالي الإصابات إلى 127541 إصابة و972 وفاة، وهي الحصيلة الأعلى ضمن دول التعاون الخليجي الست، وتصدرت العاصمة الرياض طليعة الإصابات ب1735 إصابة استنادا لتقارير إعلامية، تليها جدة والمدينة المنورة.