يرى عضو المجلس الاستشاري للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ان حظوظ الأخير كبيرة جدا في الفوز برئاسة الولاياتالمتحدة لولاية ثانية، مؤكدا في حديثه مع ''الخبر'' أن استطلاعات الرأي تبين تقدمه على منافسه الديمقراطي جو بايدن على عكس ما تقوله وسائل الاعلام. قبيل ساعات على إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدة كيف ترى حظوظ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ؟ الاستطلاعات الأخيرة التي استلمتها مديرة الحملة الانتخابية تبين أن حظوظ الرئيس دونالد ترامب أكبر من منافسه، فهو يتقدم على جو بايدن في معظم الولايات، وعلينا أن ننظر إلى مصادر استطلاعات الرأي التي تقول العكس فأغلبية الصحف و وسائل الإعلام تريد أن يكون حظ بايدن في النجاح أكثر من الرئيس ترامب و لكن هناك مؤسسات استطلاعية أخرى تشير بشكل صريح وواضح الى تقدم الرئيس ترامب على منافسه.
المتابع للحملة الانتخابية يلاحظ غياب البرامج وتركيز ترامب وبايدن على تبادل التهم والتنمّر كيف تفسر ذلك ؟ هناك برامج فعلية للرئيس ترامب يتقدم بها عن منافسه، وإذا قارناها بما يدلي به بايدن الذي له 47 سنة في الحكم، كرئيس للجنة الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي ورئيس للجنة العدل وكان نائبا للرئيس السابق فإلى اليوم لم يقدم أي شيء يفيد الولاياتالمتحدة، في حين أن الرئيس ترامب له سجل وهو يفتخر به، وإن كان على صعيد الطاقة فالولاياتالمتحدة كانت اكبر مستورد للنفط، واليوم هي أكبر مستخرج للنفط في العالم، أي أنها تفوق روسيا وحتى السعودية، فالطاقة في الولاياتالمتحدة في وضع جيد جدا، وعلى صعيد آخر نجد أن بايدن يريد أن يوقف استخراج النفط والغاز الطبيعي، وإذا فاز في الانتخابات وأنا لا أعتقد أنه سوف يفوز، هذا يعني أنه ستكون هناك بطالة للملاين من المواطنين الذين ستتعطل أعمالهم لأنهم يعيشون على استخراج النفط والغاز الطبيعي، وفي ذلك الوقت سيرتفع سعر البنزين في الولاياتالمتحدة إلى جانب ارتفاع الكهرباء وهذا له تأثير سلبي على الناخب الأمريكي .
هناك من يرى أن ترامب استعمل تسريبات كلينتون، لزيادة حظوظه في الانتخابات الرئاسية كيف تعلق على ذلك ؟ هذه اتهامات تقوم بها الحملات الانتخابية في أمريكا وليست بالشيء الجديد، نحن في وقت يختلف تماما عن المراحل السابقة للانتخابات التي شهدتها البلاد فمنذ مجيء الرئيس ترامب إلى الحكم عام 2016 تغيرت الوضع كثيرا في الولاياتالمتحدة نتيجة عدم فوز هيلاري كلينتون، ومنذ ذلك الوقت وحتى قبله كان الحزب الديمقراطي يعمل مع أوباما الرئيس السابق للبلاد ومع رئيس الاستخبارات الأمنية على إسقاط ترامب حتى قبل فوزه بالانتخابات، وبدؤوا بحملة اتهامه بالتعامل مع الروس الذين ساهموا في نجاحه في الانتخابات، وبعدها اتهموا الرئيس بالتعامل مع أوكرانيا للاستفادة من دعمها في الحملة الانتخابية، وجميع هذه التهم كانت باطلة، حيث تبين فيما بعد أن مسالة التدخل الروسي لا أساس لها من الصحة وبعد سنتين ونصف أصدر المدعي العام المكلف بالتحقيق أصدر نتيجة التحقيق التي أكدت عدم تعامل الرئيس مع الروس، وفي قضية أوكرانيا صوت مجلس النواب الذي يتكون من أغلبية ديمقراطية لإحالة الرئيس إلى المحاكمة لكن مجلس الشيوخ اسقط الطلب لأنه لا صحة للاتهامات التي وجهت للرئيس.
وماذا عن استغلاله لملف التطبيع العربي مع "إسرائيل"؟ أولا أود أن أشير إلى أن الناخب الأمريكي لا يهتم كثيرا للسياسة الخارجية للولايات المتحدة ولكن الطابع يتغير تماما عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، فهي حليفة للولايات المتحدة وهذا ما يريده الديمقراطيون والجمهوريون، والفئات الإنجيلية المسيحية تعتبر هذه المرة أن الدفاع عن ''إسرائيل'' هو أمر مهم بالنسبة للسياسة الخارجية، فما تريده هذه الفئات هو أن يكون هناك سلم وأمن في المنطقة بين الدول العربية و''إسرائيل''، في عام 2016 هناك حوالي 54 مليون شخص من اليمين الأمريكي لم يصوتوا للرئيس ترامب، لأنهم كانوا يعتبرون أن ترامب ليس يمينيا محافظ مثلهم، والأمر تغير الآن بعدما وجدوا أنه يميني أكثر منهم، ولذلك اعتقد أنهم سيصوتون للرئيس ترامب وهذه هي الأكثرية الصامتة في الولاياتالمتحدة، وبغض النظر عما قام به الرئيس على ناحية العلاقات الدبلوماسية التي ساهم ببنائها بين دول الخليج وإسرائيل فإنها تصب في مصلحته لان الشعب الأمريكي يريد أن يرى السلم في تلك المنطقة
على عكس أوباما وجورج دابليو بوش لم يزر ترامب إفريقيا خلال عهدته الأولى ألا تشكل إفريقيا جزء من اهتماماته ؟ نعم الرئيس ترامب لم يتسن له زيارة إفريقيا خلال السنوات الأربعة الماضية، لكنه زار السعودية والتقى بمعظم رؤساء الدول الإسلامية من القارة الإفريقية وعلاقاتنا جيدة معها، والرئيس ترامب يطلع على التقدم في هذه العلاقات، ومن الأسباب التي لم تسمح له بزيارة الدول الإفريقية وضع الديمقراطيون الذين كانوا ومازالوا يتهجمون عليه فلم يمنحوا له الوقت ولا الفرص للتمعن في العلاقات مع دول العالم ومن بينها الدول الإفريقية، و لكن اعتقد هذه المرة عندما يفوز بالانتخابات سيهتم اكتر بالوضع الإفريقي، و على صعيد الجزائر تربطنا علاقات جيدة ومثينة معها ومع دول شمال إفريقيا والمباحثات تجري دائما بين الدبلوماسيين الأمريكيين ودول المنطقة ونأمل أن تنمو أكثر في المستقبل، ونعلم أن الصين تحاول الاستفادة قدر الإمكان من بناء علاقات قوية مع الدول الإفريقية ولكن عندما يفوز الرئيس سوف يتغير الوضع على صعيد العلاقات الصينيةالأمريكية فالوضع غير سليم اليوم بسبب فيروس كورونا الذي جاءنا من الصين وقضى على ملايين الأشخاص عبر العالم، والرئيس يدرك أن الصين هي المسؤولة عن هذا الوباء لأنها في الوقت الذي كان ينتشر في ووهان الصينية قررت الحكومة وقف الطيران من ووهان إلى باقي المدن الصينية لكنها سمحت بالطيران إلى الولاياتالمتحدة وبقية دول العالم ما جعل المرض ينتشر كثيرا في باقي الدول وستكون للرئيس ترام بردات فعل عما حدث كما ستكون لنا علاقات تجاريا مختلفة تماما عما كانت عليه.