Getty Images الأممالمتحدة لم تتمكن من إيجاد حل نهائي للقضية على مدار سنوات هل ينذر التصعيد الأخير بين القوات المسلحة المغربية، وجبهة البوليساريو بموجة جديدة من الصراع بين الجانبين؟ سؤال تردد كثيرا على مدى الأيام القليلة الماضية، وتحديدا منذ الجمعة 13 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، حين نفذت القوات المسلحة المغربية، عملية عسكرية محدودة عند معبر (الكركرات) الذي يمثل نقطة اتصال بري بين إقليم الصحراء الغربية وموريتانيا . وأكدت القيادة العسكرية المغربية هذه العملية، في بيان لها في نفس اليوم، قالت فيه، إن "القوات المسلحة الملكية قامت، ليلة الخميس- الجمعة، بوضع حزام أمني من أجل تأمين تدفق السلع والأفراد عبر المنطقة العازلة للكركرات". وجهة النظر المغربية أما وجهة النظر المغربية، في معرض تبرير ماحدث، فقد عبرت عنها عدة أطراف رسمية، منها الخارجية المغربية، ورئيس الوزراء المغربي نفسه، وتتلخص في أن العمل الذي قام به المغرب، كان ضروريا لوقف عرقلة البوليساريو، للمعبر البري الذي يعد طريقا حيويا بالنسبة للرباط، وأن المغرب مارس ضبط النفس لأقصى الحدود، في تعامله مع تلك الممارسات للبوليساريو. وقالت الخارجية المغربية في بيان لها: "جبهة البوليساريو ومليشياتها تخترق المنطقة منذ 21 تشرين الأول/أكتوبر، وتقوم بأعمال لصوصية، وتقطع الطرق، وتواظب على التحرش بمراقبي البعثة الأممية".، في حين قال رئيس الوزراء المغربي ، سعد الدين العثماني، في سلسلة تغريدات له على تويتر، إن تدخل قوات بلاده بمنطقة الكركرات، جنوبي الصحراء الغربية، يهدف إلى إنشاء جدار عازل، يشكل طوقا أمنيا، لتدفق البضائع والأشخاص عبر المنطقة العازلة، لربط المغرب بموريتانيا، مضيفا أن التحرك المغربي يرمي إلى إعادة حرية التنقل. وكان محتجون صحراويون، قد أوقفوا حركة التنقل عبر الكركرات، التي تربط بين إقليم الصحراء الغربية وموريتانيا، منذ الشهر الماضي، في حين نقلت تقارير إخبارية عن مئتين من سائقي الشاحنات المغاربة، قولهم في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، إنهم عانوا أوضاعا صعبة على الجانب الموريتاني، من الحدود الصحراوية، مناشدين الجهات المعنية، في كل من الرباط ونواكشوط لمساعدتهم ،في العودة إلى ديارهم بعد أن قطع "مقاتلو البوليساريو" طريقهم. البوليساريو ترد على الجانب الآخر جاء رد جبهة البوليساريو قويا،على الخطوة المغربية وقالت وكالة الأنباء الصحراوية، إن المغرب فتح ثلاث ثغرات جديدة في الجدار العسكري، بمنطقة الكركرات، لمهاجمة متظاهرين سلميين، مضيفة أنّ جيش التحرير الشعبي، الجناح المسلح للبوليساريو، قد ردّ على ما وصفته الوكالة بالعدوان، دون تقديم تفاصيل عن طريقة الرد. وفي الوقت الذي أعلن فيه الزعيم الصحراوي إبراهيم غالي رسميا، التخلي نهائيا، بمرسوم رئاسي، عن الالتزام بقرار الأممالمتحدة القاضي بوقف إطلاق النار مع المغرب الصادر سنة 1991، قال وزير خارجية الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية المعلنة من جانب البوليساريو، محمد سالم ولد السالك، لوكالة الأنباء الفرنسية إن "الحرب بدأت، والجانب المغربي خرق اتفاق وقف إطلاق النار". وجاء في البيان الذي تضمن قرار الزعيم الصحراوي إبراهيم غالي، بالتخلي عن قرار الأممالمتحدة، بوقف إطلاق النار مع المغرب، والذي نشرته وكالة الأنباء الصحراوية الرسمية،على موقعها الإلكتروني أن المملكة المغربية "خرقت اتفاق وقف إطلاق النار .. أمام ثغرة الكركرات". وتابع البيان أن الأمين العام لجبهة البوليساريو "أصدر مرسوما رئاسيا، تم بموجبه إعلان نهاية الالتزام بوقف إطلاق النار الذي نسفه الاحتلال المغربي وما يترتب عليه من استئناف العمل القتالي، دفاعا عن الحقوق المشروعة لشعبنا". داعيا إلى "إتخاذ الإجراءات والتدابير المتعلقة بتنفيذ مقتضيات حالة الحرب". من أقدم صراعات إفريقيا ويمثل النزاع بشأن الصحراء الغربية، واحدا من أقدم النزاعات في القارة الأفريقية، وكان قد بدأ فعليا عام 1975 ، عندما وقعت إسبانيا قبل رحيلها من الصحراء الغربية، اتفاقية مدريد مع كل من المغرب وموريتانيا، والتي اقتسم بموجبها البلدان الجاران الصحراء، لكن الصحراويين المسلحين الذين أسسوا جبهة البوليساريو، رفضوا الاتفاقية وواصلوا مطالبتهم بالانفصال. وخاضت البوليساريو نزاعا مسلحا، مع كل من المغرب وموريتانيا، بشأن استقلال الإقليم، لكن موريتنايا قامت من جانبها بالانسحاب من جنوب الصحراء الغربية، ووقعت اتفاق سلام مع "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" التي تعلنها البوليساريو من جانب واحد عام 1979، وفي الوقت الذي يقترح فيه المغرب حكما ذاتيا للاقليم، تحت السيادة المغربية، تصر جبهة البوليساريو بدعم من الجزائر المجاورة على الإنفصال التام عن المغرب. ولم تتمكن الأممالمتحدة، من التوصل إلى تسوية نهائية للقضية، لكنها نجحت في فرض اتفاق لوقف إطلاق النار، بين المغرب وبوليساريو، عام 1991، ويسيطر المغرب على ما نسبته 80 في المئة من الإقليم، بما يشتمل عليه من احتياطيات للفوسفات والثروة السمكية، في حين تتمركز معظم قوات البوليساريو، في مناطق منخفضة الكثافة السكانية في الصحراء، وفي مخيمات لجوء في الجزائر المجاورة، الداعمة الرئيسية لجبهة البوليساريو. برأيكم هل يهدد التصعيد الأخير بجولة جديدة من الصراع بين المغرب وبوليساريو؟ كيف ترون مبررات المغرب الرسمية للقيام بعمليته العسكرية الأخيرة ضد بوليساريو؟ وكيف ترون ما قالته بوليساريو من أن المغرب انتهك بذلك وقف إطلاق النار؟ ماهي توقعاتكم لموقف الجزائر التي تدعم بوليساريو في حالة تطور الأمر لمواجهة؟ ولماذا تصر البوليساريو برأيكم على انفصال الإقليم عن المغرب في حين يصر المغرب على التمسك به؟ سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الإثنين 16 تشرين الثاني/نوفمبر من برنامج نقطة حوار في الساعة 16:06 بتوقيت غرينتش. خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989. إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على [email protected] يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/hewarbbc أو عبر تويتر على الوسم @nuqtat_hewar &