لا حديث هذه الأيام بعنابة، إلا عن استفحال ظاهرة سرقة السيارات، بعد أن تم الحد منها ومكافحتها بشكل كبير في السنتين الماضيتين، حيث استفاق عدد من المواطنين عبر مختلف أحياء المدينة، لا سيما المقيمين بأحياء السهل الغربي في بلدية عنابة، على وقع سرقة سيارتهم المركونة إما بالمواقف أو أمام منازلهم ومحلاتهم التجارية، الشيء الذي جعلهم يصابون بالصدمة وهم يتفاجئون باختفاء سياراتهم في لمح البصر. يري بعض الضحايا، انه أصبح من الضروري على أفراد الشرطة العاملين عبر مختلف القطاعات الحضرية، خاصة بأحياء السهل الغربي على غرار أحياء سيدي عاشور، الأبطال، بوحديد و الريم و كذا 08 مارس ، وضع خطة أمنية محكمة و استباقية للحيلولة دون وقوع ضحايا آخرين، و أن ظاهرة سرقة السيارات هي إحدى التحديات الأمنية الحالية، بعدما شكل استفحالها في الأيام الماضية، هاجسا و مصدر قلق كبيرين للمواطنين، على الرغم من امتلاك الولاية نظام كاميرات الحماية و المراقبة مثبتة عبر معظم شوارع و أحياء المدينة . الملاحظ خلال الأيام الماضية، وجود تطور ملحوظ في الأسلوب الإجرامي لأفراد عصابات سرقة السيارات، حيث أصبح عملهم منظما على نطاق واسع و مخطط له وفق آليات معينة. و يركز أفراد هذه العصابات في الأيام الاخيرة، حسب مصادرنا، على سرقة نوع واحد من العلامات التجارية فقط من مختلف أحياء المدينة، و الشهر الذي يليه يتم التركيز على سرقة نوع آخر من السيارات. وسجلت مصالح الشرطة القضائية لأمن عنابة في الأيام الماضية، حالات سرقة للمركبات من مختلف العلامات، على غرار ما تعرض له تاجر يقيم بحي الريم ببلدية عنابة، الذي سرقت منه مركبته من نوع " لوغان" من أمام محله التجاري في حدود الساعة السابعة و النصف صباحا، إذ تعمد أفراد العصابة، حسب مصادرنا، إلى استغلال قلة الحركة في يوم ماطر من أجل ارتكاب جريمتهم، بعدما خضع الضحية إلى ترصد و متابعة دقيقة من طرف أفراد العصابة من اجل تنفيذ عملية السرقة التي تمت حسب شهادة الضحية في ظرف وجيز بمجرد نزوله من السيارة و دخول إلى محله التجاري. وقد تبين خلال مجريات التحقيق الأولي لمصالح الأمن ، حسب نفس المصادر، أن هذه السيارات قد تمت سرقتها بطريقة احترافية دون الحاجة إلى كسر وتحطيم للأبواب وزجاج النوافذ، و ذلك من خلال الاستيلاء على مفاتيح " مستنسخة" أو التشويش على نظام غلق الأبواب أو التغيير في نظام الذاكرة. فاللجوء إلى كسر السيارة أضحى من الطرق التقليدية مع تطور طرق الاستيلاء على المركبات القديمة، وحتى الجديدة المزودة بأحدث أنظمة إنذار مضادة للسرقة.