تستعد الأسلاك الطبية وكذا عناصر الجيش والشرطة والحماية المدنية وعمال النظافة، قريبا، لتلقي اللقاح المضاد لفيروس كورونا، على أساس أنها الفئات المعنية في المرحلة الأولى بالاستفادة من اللقاح، حيث بدأ العد التنازلي لعملية التطعيم في الجزائر، بعد تأكيد وصول الشحنة الأولى من لقاح "سبوتنيك" الروسي، في ظرف 24 ساعة، حسبما أورده أمس الدكتور جمال فورار. من المتوقع استلام 500 ألف جرعة في مرحلة أولى، حسبما جاء في تصريحات الدكتور فورار، الناطق الرسمي للجنة رصد ومتابعة فيروس كورونا لدى نزوله ضيفا أمس على برنامج "ضيف التحرير" على القناة الإذاعية الثالثة، هذه الدفعة الأولى ستسمح للسلطات تقييم عملية التطعيم في مراحلها الأولى من حيث التخزين، قال المتحدث، مؤكدا أنه لا يمكن اقتناء جرعات بكميات هائلة في ظل الضغط والطلب الكبير في الأسواق الدولية. وفي السياق، أكد البروفيسور كمال جنوحات، المختص في علم المناعة، ورئيس المخبر المركزي لمستشفى رويبة في العاصمة ل"الخبر"، أن اللقاح الروسي خيار موفق بالمقارنة مع بقية اللقاحات المطروحة في السوق العالمية، من حيث التقنية المستعملة والفعالية وطريقة التخزين. وأبرز المتحدث موضحا "تم استعمال تقنية الفيروس الناقل في لقاح "سبوتنيك"، والفيروس الناقل المستعمل هو نفسه المتسبب في الزكام العادي، والجيد أنه لا يسبب الضرر فقط يفرز البروتين "أس"، وفي نفس الوقت الفيروس الناقل في الجرعة الثانية مختلف عن المستعمل في الجرعة الأولى، وهذا منح فعالية تصل إلى 91.5 في المائة". وأضاف البروفيسور جنوحات أن نتائج التجارب السريرية للقاح مطمئنة جدا، حتى بالنسبة للأعراض الجانبية كانت بسيطة لا تذكر، مثل أي لقاح عادي. وبالنسبة للتخزين هناك نوعان، واحد يحفظ في +4 درجات، والثاني يمكن حفظه في -20 درجة، أي في الثلاجات التي تتوفر عليها جميع المستشفيات، وبالنسبة للسعر هو مناسب، ولو أنه أغلى من اللقاح الإنجليزي، مواصلا "لكن لا يجب أن ننسى أن اللقاح الإنجليزي فعاليته أقل من 70 في المائة، واستعمل فيه فيروس الشامبانزي، بخلاف اللقاح الروسي الذي استعمله فيه فيروس بشري". وأشار الأخصائي في علم المناعة إلى أن حصول الجزائر على اللقاح في هذه الفترة بالذات، يحسب لها، أمام التهافت الدولي لاقتناء اللقاح. وبخصوص خطة التطعيم، قال المتحدث إنه من المعروف في جميع دول العالم، أن خطة التلقيح تكون بتطعيم الأسلاك الطبية والجيش والشرطة والفئات التي يكون لها احتكاك مباشر مع المواطنين، وطبعا المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة، مضيفا "لكن بالنسبة لي كمختص أرى أن المسنين في دور العجزة ومن يتكفلون برعايتهم، يجب أن يكونوا أول من يستفيد من التطعيم، لأنها فئة هشة جدا" ويكون هؤلاء متبوعين بالأشخاص فوق 65 سنة والمصابين بالأمراض المزمنة وكذا أولئك الذين يعانون من السمنة، موضحا "في الميدان وقفنا على أن هذه الفئة تصل في فترة قصيرة إلى مرحلة خطيرة عند الإصابة بفيروس كورونا". وأشار المتحدث إلى أنه من الأفضل استثناء أولئك الذين أصيبوا بفيروس كورونا مؤخرا، حتى وإن كانوا من هذه الفئات، لأنهم لازالوا يتمتعون بالمناعة. وبالنسبة للجرعات الأولى قال البروفيسور، أنها بالتأكيد البداية فقط لعملية تطعيم سوف تستمر لفترة طويلة، مثلما هو معمول به في كل الدول، مشيرا إلى أنه يجب أن نصل إلى تلقيح نسبة 70 في المائة من المواطنين للوصول إلى المناعة. من جانبه، قال البروفيسور كتفي عبد الباسط، رئيس مصلحة الأمراض الصدرية ومصلحة "كوفيد-19" بمستشفى الرويبة ل"الخبر"، إن على جميع الجزائريين الاستعداد لتلقي اللقاح، حتى نصل إلى مرحلة المناعة الجماعية، مبرزا "بالنسبة لي أنا جاهز ومستعد لأخذ التطعيم ما إن يصل إلى المستشفى". وأضاف المتحدث أن الاسلاك الطبية في المستشفيات لم تتلق أي تعليمات أو خطط بشأن عملية التطعيم، على اعتبار أن الجهة المسؤولة على التلقيح هي العيادات والمراكز الصحية. يشار إلى أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، كان قد أعطى تعليمات للوزير الأول عبد العزيز جراد، شهر ديسمبر الماضي، لاختيار اللقاح الأنسب ضد فيروس كورونا، لبدء عملية التلقيح ابتداء من شهر جانفي 2021. وبخصوص لقاح "سبوتنيك" الذي وقع عليه الاختيار، كانت روسيا قد أعلنت عن تسجيل أول لقاح في العالم ضد "كوفيد-19" في شهر أوت الماضي، وحتى الآن تم تسجيل لقاح "سبوتنيك-V" ويطوره مركز "غامالي" لأبحاث الأوبئة والأحياء الدقيقة. ويعتمد اللقاح على منصة "ناقلات الفيروسات الغدية البشرية" مدروسة جيدًا ومصادق عليها، وتتمثل فوائدها المهمة في السلامة والفعالية وعدم وجود آثار ضارة طويلة المدى. وبدأت في روسيا، في يوم الخامس من ديسمبر الماضي، حملة التطعيم العام ضد فيروس كورونا بتوجيه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.